kl:00,00 09|07|2013 Sawtalkurd
حسني كدو :
إنه االغسق في ساحة التحرير في مصر، تحت شرفة الفندق الذي أكتب منه هذا المقال، عشرات الآلاف من المتظاهرين المناهضين للرئيس المصري المعزول محمد مرسي ، هرج ومرج ،صخب وزعيق وتعرجات لأمواج بشرية تتعالى صرخاتها الى سماء القاهرة الملونة بالوان العلم المصري المتساقط من الطائرات التي هي الأخرى تتظاهر و تتمايل ميمنة وميسرة فرحة بسقوط مرسي ، تزمير أبواق السيارات بلا إنقطاع ، صفارات البلاستيك تفشي من دون تفكير وأنا المتعبة المنهكة ، المتربة العينين والممزقة .
سائق سيارة الأجرة الذي يرافقني بدأ بشتم مرسي وشتم اخوان المسلمين بينما علقنا لأكثر من اربعين دقيقة ،لكن مزاجه رائق ومألوف وهو يشتم الأخوان "مرسي يهتم بجماعته فقط ، نعم جماعته فقط ، جماعته فقط وكرر العبارة انه ليس رئيس لكل المصرين وهنا بكل جرأة تفادى المناصرين لمرسي في مدينة النصر ، انه لايهتم لمصر... ههههه ...اسبوع جيد وأمر جيد...
انه شيء صعب ، اليس كذلك ؟، الديمقراطية الليبرالية ،انه شيء صعب ، أية واحدة أكثر اهمية ؟ الديمقراطية أم الليبرالية ؟، الإنقلاب الذي حدث ضد مرسي غير ديمقراطي ولكن مرسي نفسه غير ليبرالي ، ايهما أكثر قيمة الليبرالية ام الديمقراطية ؟ هذا السؤال الذي يختزل جميع الأسئلة في مصر هذا الأسبوع يبدو أنه لا ينشأ و لا يظهر عندما يتم إنتخاب الديمقراطيات الغربية لقادة رهيبين لاناس مثلنا ، ديمقراطية مطلقة.
الرئيس اوباما فاز ب 51 صوت ، فارق ضئيل لانه استطاع أن يقنع العديد من الناخبين المستقلين ان يحكم من المركز، يركز على الإقتصاد وان يكون رئيسا لكل أمريكا . الحزب الديمقراطي لم ولن يكن قادرا ان يحصل على 51 بالمئة من اصوات حزبه أبدا. ان الكثيرين من الوسط انتخبوا اوباما لانهم لم يستطيعوا ان يعطوا اصواتهم ل ميت رومني .
وكما هو واضحا ان أي رئيس منتخب بعد فترة من الزمن يحاول ان يصبح اقوى ويضم سلطات اكثر وينسى بعضا من وعوده لناخبيه فان ناخبيه يشعرون بانهم تعرضوا للخديعة من قبل رئيسهم المنتخب ، وهذا ما حدث للمصريين وحدث مع الذين انتخبوا اوباما ايضا .
ان ما حدث في مصر وما سيحدث درس علينا ان لا ننساه " ان الديمقراطية نعمة للشعوب الي تحكم نفسها بشكل ذاتي ، اي تستطيع ان تقود نفسها ، وهي نقمة للشعوب التي لا تستطيع ان تحكم نفسها ، وهناك سبب وراء حكم الفراعنة والخلفاء والباشوات والرجال القوياء لمصر ل6000 عام ، الحق ،الديمقراطية هي مطلقة إلا عندما لا تكون .
ليس هناك شك في أن مرسي كان كارثة ، وليس هناك شك بان الاسلام السياسي هي السلالة الأكثر خبثا سياسيا وهي نعمة الساحة العالمية اليوم ، وليس هناك من شك عندما انهي مقالاتي هذه سوف انضم بكل قوة الى المظاهرة الصاخبة لتأيد الإنقلاب ضد مرسي .
ان الإيمان بالديمقراطية هو أن نؤمن بأن للناس الحق في إرتكاب أخطاءهم والحق في إختيار اشخاص خبيثين يمثلونهم وبالتالي هم يتحملون نتيجة أخطاء قرارتهم الخاطئة . لقد نضجت مجتمعات قليلة في الديمقراطية الليبرالية دون ان تتشنج من اول السخافات التى تواجهها .
لقد ألهمني الحدث المصري و الألعاب النارية التي تنفجر فوق رأسي ونشاز جنون الإحتفالات ، ولكنني لا استطيع ان أحد من تفاؤلي بان هذا فعلا انقلاب عسكري ولكنه إنقلاب شعبي ، إنقلاب سهل ، لكن لم ارى أحدا يقول بان الديمقراطية ليست صعبة .
لا أحدا يعلم كم كرهت مرسي ، الله وحده يعلم ، ولقد فعلت ذلك ، ما حدث في مصر هذا الأسبوع ليست الطريقة المثلى لحل المشاكل و النزاعات السياسية ،انها ليست كما نفعل في الغرب ، وانه لا ينبغي ان يفعلها المصريون ، أنه يشكل سابقة ويبدو ان العالم العربي سيحل كل نزاعاته وخلافاته بالعنف والتحريض بدلا من الحوار والتفاوض السلمي ، اننا نرحب بكل إنقلاب ضد الإستبدادية . الفرحة عارمة في مصر ، الجو رائع ، الطائرات المقاتلة في سماء القاهرة ،والناس فرحين ولكنني ممزق .
من الصحافة الغربية
8-7-2013
ترجمة :
حسني كدو
حسني كدو :
إنه االغسق في ساحة التحرير في مصر، تحت شرفة الفندق الذي أكتب منه هذا المقال، عشرات الآلاف من المتظاهرين المناهضين للرئيس المصري المعزول محمد مرسي ، هرج ومرج ،صخب وزعيق وتعرجات لأمواج بشرية تتعالى صرخاتها الى سماء القاهرة الملونة بالوان العلم المصري المتساقط من الطائرات التي هي الأخرى تتظاهر و تتمايل ميمنة وميسرة فرحة بسقوط مرسي ، تزمير أبواق السيارات بلا إنقطاع ، صفارات البلاستيك تفشي من دون تفكير وأنا المتعبة المنهكة ، المتربة العينين والممزقة .
سائق سيارة الأجرة الذي يرافقني بدأ بشتم مرسي وشتم اخوان المسلمين بينما علقنا لأكثر من اربعين دقيقة ،لكن مزاجه رائق ومألوف وهو يشتم الأخوان "مرسي يهتم بجماعته فقط ، نعم جماعته فقط ، جماعته فقط وكرر العبارة انه ليس رئيس لكل المصرين وهنا بكل جرأة تفادى المناصرين لمرسي في مدينة النصر ، انه لايهتم لمصر... ههههه ...اسبوع جيد وأمر جيد...
انه شيء صعب ، اليس كذلك ؟، الديمقراطية الليبرالية ،انه شيء صعب ، أية واحدة أكثر اهمية ؟ الديمقراطية أم الليبرالية ؟، الإنقلاب الذي حدث ضد مرسي غير ديمقراطي ولكن مرسي نفسه غير ليبرالي ، ايهما أكثر قيمة الليبرالية ام الديمقراطية ؟ هذا السؤال الذي يختزل جميع الأسئلة في مصر هذا الأسبوع يبدو أنه لا ينشأ و لا يظهر عندما يتم إنتخاب الديمقراطيات الغربية لقادة رهيبين لاناس مثلنا ، ديمقراطية مطلقة.
الرئيس اوباما فاز ب 51 صوت ، فارق ضئيل لانه استطاع أن يقنع العديد من الناخبين المستقلين ان يحكم من المركز، يركز على الإقتصاد وان يكون رئيسا لكل أمريكا . الحزب الديمقراطي لم ولن يكن قادرا ان يحصل على 51 بالمئة من اصوات حزبه أبدا. ان الكثيرين من الوسط انتخبوا اوباما لانهم لم يستطيعوا ان يعطوا اصواتهم ل ميت رومني .
وكما هو واضحا ان أي رئيس منتخب بعد فترة من الزمن يحاول ان يصبح اقوى ويضم سلطات اكثر وينسى بعضا من وعوده لناخبيه فان ناخبيه يشعرون بانهم تعرضوا للخديعة من قبل رئيسهم المنتخب ، وهذا ما حدث للمصريين وحدث مع الذين انتخبوا اوباما ايضا .
ان ما حدث في مصر وما سيحدث درس علينا ان لا ننساه " ان الديمقراطية نعمة للشعوب الي تحكم نفسها بشكل ذاتي ، اي تستطيع ان تقود نفسها ، وهي نقمة للشعوب التي لا تستطيع ان تحكم نفسها ، وهناك سبب وراء حكم الفراعنة والخلفاء والباشوات والرجال القوياء لمصر ل6000 عام ، الحق ،الديمقراطية هي مطلقة إلا عندما لا تكون .
ليس هناك شك في أن مرسي كان كارثة ، وليس هناك شك بان الاسلام السياسي هي السلالة الأكثر خبثا سياسيا وهي نعمة الساحة العالمية اليوم ، وليس هناك من شك عندما انهي مقالاتي هذه سوف انضم بكل قوة الى المظاهرة الصاخبة لتأيد الإنقلاب ضد مرسي .
ان الإيمان بالديمقراطية هو أن نؤمن بأن للناس الحق في إرتكاب أخطاءهم والحق في إختيار اشخاص خبيثين يمثلونهم وبالتالي هم يتحملون نتيجة أخطاء قرارتهم الخاطئة . لقد نضجت مجتمعات قليلة في الديمقراطية الليبرالية دون ان تتشنج من اول السخافات التى تواجهها .
لقد ألهمني الحدث المصري و الألعاب النارية التي تنفجر فوق رأسي ونشاز جنون الإحتفالات ، ولكنني لا استطيع ان أحد من تفاؤلي بان هذا فعلا انقلاب عسكري ولكنه إنقلاب شعبي ، إنقلاب سهل ، لكن لم ارى أحدا يقول بان الديمقراطية ليست صعبة .
لا أحدا يعلم كم كرهت مرسي ، الله وحده يعلم ، ولقد فعلت ذلك ، ما حدث في مصر هذا الأسبوع ليست الطريقة المثلى لحل المشاكل و النزاعات السياسية ،انها ليست كما نفعل في الغرب ، وانه لا ينبغي ان يفعلها المصريون ، أنه يشكل سابقة ويبدو ان العالم العربي سيحل كل نزاعاته وخلافاته بالعنف والتحريض بدلا من الحوار والتفاوض السلمي ، اننا نرحب بكل إنقلاب ضد الإستبدادية . الفرحة عارمة في مصر ، الجو رائع ، الطائرات المقاتلة في سماء القاهرة ،والناس فرحين ولكنني ممزق .
من الصحافة الغربية
8-7-2013
ترجمة :
حسني كدو