عائدون بحلة جديدة

موقع قيد الانشاء

تركيا حليف غير مفيد


اعداد وترجمة : حسني كدو : 

سنتان والسوريون يقتلون بدماء باردة , وبمختلف الأسلحة , وبأبشع الطرق , على يد النظام , وعلى يد جهات واجندات خارجية واقليمية , والسلام ليس في حسابات هذه الدول التي أصبحت لها ميلشيات تحارب بالوكالة عنها من دون أن تحقق اية مصلحة سورية.


ان هدف  أمريكا المعلن هو أزالة الرئيس بشار الأسد من السلطة في سوريا , وهي تصر ايضا على أن اي حل للأزمة السورية يجب أن تضمن التعددية الدينية و العرقية , ومع  ذلك,هذه الرؤية الوردية , المعتدلة والعلمانية لسوريا بعد سقوط الأسد لا يمكن تحقيقه طالما بقيت أمريكا تعتمد على الحلفاء  الأقليميين والتي لديها القليل من الاهتمام في تحقيق هذه النتيجة.

لقد اعتمد الرئيس أوباما على تركيا في السعي للاطاحة  ببشار الأسد , ولذلك ستوفد امريكا وزيرخارجيتها  الجديد جون كيري الى أنقرة لهذا الغرض,لكن تركيا و بعد سنتين من الصراع أصبحت جزء من المشكلة , وهذا بدوره أدى الى تفاقم الصراع الطائفي في سوريا بدلا من المساهمة في ايجاد حل سلمي وتعددي.

لقد شجعت ادارة اوباما  التوسع و التنوع في ائتلاف المعارضة سوريا , والتي ستقيد من تأثير الاسلاميين , ولكن تركيا لم تقدم اي نوع من المساعدة لهذا التنوع , بل بدلا من ذلك واصلت تركيا ورمت بثقلها لصالح الاخوان المسلمين المسيطر على المجلس الوطني السوري والتي مقرها اسطنبول ونجحت في ادخال مجموعات اخرى داخل التحالف الجديد , وأحبطت الجهود الأمريكية على نحو فعال في تمكين غير الاسلامين , وعلاوة على ذلك , رعت تركيا المجموعات السنية في سوريا , ولكنها لم تظهر اي تعاطف وأهتمام لمخاوف الطائفة العلوية والأقليات الكوردية والمسيحية , وهذا ما دفع بالعلويين والمسيحيين لمساعدة النظام بأعداد بشرية كبيرة خوفا من قصاص الجماعات الاسلامية في حال سقوط بشار الأسد.

لقد وفرت تركيا الملاذ الآمن للمتمردين السنة الذين  يحاربون النظام و ساعد في تسليحهم  و تدريبهم , بل الأدهى من ذلك انها تغض الطرف على وجود الجهادين على أراضيها , بل استخدمتهم لقمع تطلعات الكورد السوريين, حيث دعمت جبهة النصرة رديف تنظيم القاعدة بالمال والعتاد الثقيل وادخلتهم عبر بوابة رأس العين التركية الى سري كانية السورية وهاجمت المقاتلين من حزب الوحدة الديمقراطي الكوردي ب ي د الذي استطاع ان يسيطر على أجزاء كبيرة من شمال شرق سوريا , واجبرعناصر جبهة النصرة ومن معها من كتائب اخرى الى التقهقروالتراجع , ولكن هذه الكتائب واصلت تدفقها الى شمال شرق سوريا عبر الحدود من ملاذها الآمن في تركيا.

لقد استثمر أوباما رأسمالا  سياسيا كبيرا في تركيا واسس لعلاقة متينة وثيقة مع أردوغان و عقد  وخطط اجتماعات منذ الصيف الماضي ليساعد في تسريع سقوط الأسد.وفي مقابلة لصحيفة ملييت شكر السيد أوباما الحكومة التركية  للمساعدة التي قدمتها وفي الجهود الرامية إلى إنهاء العنف في سوريا والبدء في عملية الانتقال السياسي، غير ان هذا المديح لم يكن في محله، ولم تستحقه تركيا.

اذا لايمكن لأمريكا أن تتوقع من الأنظمة الأستبدادية السنية التي مولت الانتفاضة السورية كالسعودية وقطر لتساعد في تمكين القادة العلمانيين والمعتدلين في سوريا ومع ذلك، تركيا دولة في حلف الناتو وواجبها أن تعزز التعددية بعد سقوط الأسد ولكنها لم تفعل.على إدارة أوباما أن تعييد تقييمها للفرضية التي تقول ان تركيا تلعب دورا بناءا في إنهاء العنف في سوريا، كما عليها أن تلقي وتأخذ نظرة فاحصة على دورها في المساهمة في الصراع الديني وتحد من انتشاره.

إن سياسة أمريكا تجاه إيران بما فيها التلويح بالقوة العسكرية بالإضافة إلى العقوبات الاقتصادية عليها شجعت تركيا بتصورها في دورها  الداعم للسنة وبأن لديها غطاء أمريكي في دعمها للجماعات المناهضة لحليف  أيران.

لقد تخلت تركيا بسرعة  عن نظريتها صفر مشكلة مع الجيران وقررت الانضمام إلى أمريكا ضد أيران ووافقت على نشر صواريخ باتريوت الذي يهدف إلى تحييد التهديد الصاروخي الأيراني المفترض، لقد اقتنعت تركيا بأن خطوتها هذه ستجني المزيد من السلطة والمكانة والفوائد في حال نجحت أمريكا في دحر طموحات ايران النووية .

كل هذه الامور ناسبت مزاج امريكا , وأمريكا لم تعد لديها مخاوف من ان تنجرف تركيا نحو الشرق كما فعلت قبل سنين خلال التقارب التركي الأيراني الذي لم يدم طويلا , والذي أدى الى تباعد مع شركائها الغربيين , ويبدو ان تركيا اقتنعت بانها ذخر لامريكا لدرجة أن تبعد أمريكا تأثير القوى السنية المحافظة كالسعودية .

لكن تأثيرالمتطرفين في الأزمة السورية كبير , ليس فقط على سوريا بل على جميع الأطراف بما فيها تركيا الاسلامية المعتدلة , وفي ظل ظروف أكثر سلاما , قد يكون السيد أردوغان قادرا على الارتقاء الى مستوى التوقعات الأمريكية لتعزيز والترويج لرؤية تعددية الشرق الأوسط  , ولكن هذا الشي لن يحدث أذا تمزقت المنطقة بشكل متزايد بصرف النظر من الصراع الديني العنيف و الذي يعتقد بان قادتها يلعبون على الوتر الطائفي لتعزيز سلطاتهم .

ان ازالة سلطات صدام حسين من العراق 2003 كان لها نتائجها السلبية والتي نتج عنها تمكين ايران من السلطة , فبعد عقد من الزمن والجهد الأمريكي لازالة الأسد هناك محاولة جزئية لمعالجة هذه النكسة الجيوسياسية , و كما كان العواقب غير مرغوب فيها في العراق , بل الأكثر من ذلك , فسياسة امريكا تجاه ايران تشجع الانتهازية لدى الطائفة السنية للانتقام من الطائفة الشيعية .

اذا يجب على أمريكا الحذر من هذه المزايدات للقوى  السنية , لا سيما تركيا التي تقدم الاجندات الطائفية و التي تتعارض مع المصالح الأمريكية لتعزيز التعددية و التسامح التي ان تركت ستؤدي بالتالي الى حرب أقليمية خطيرة لا تحمدعقباه .

الرياض

1-3-2013

من الصحافة  الأمريكية العالمية
اعداد وترجمة

حسني كدو.

Hezni.gadoo@hotmail.com




جميع الحقوق محفوظة @ 2015 صـــوت الكـــــورد sawtalkurd .

التصميم من قبل Sawtalkurd | ألوان