عائدون بحلة جديدة

موقع قيد الانشاء

الحركة الكردية في سورية تطالب بالخبز وطحين والحركة الشعبية لتحرير السودان نحو الحرية والاستقلال


محمد صالح خليل

في الأمس ادلى المواطنون في جنوب السودان بأصواتهم في استفتاء وصفت بانها تاريخية ومصيرية لشعب عان عقود من الزمن من الاضطهاد  العنصري و القومي و الديني , وكان من أوائل الذين ادلوا بأصواتهم في الاستفتاء  رئيس الحركة الشعبية ورئيس حكومة الجنوب السودان سلفا كير الذي وصفها بأنها تاريخية لشعب جنوب السودان , وسط طوابير من الجنوبيين لإدلاء باصواتهم وبداَ في صباح الامس الاحد , وكان هناك المئات منهم ناموا في العراء في ليلتهم  بجانب من ضريح الزعيم الراحل جون كرانك ماقبل الاقتراع استعداداً لإدلاء بأصواتهم في جو وصفه المراسلون والمراقبون بأنهم لديهم الشعور بالاعتزاز وبالفخر والاحساس بنشوة النصر , وقصد سيلفا كير إلى الصندوق الاقتراع قرب ضريح زعيمه الراحل جون كرانك ليدلي بصوته  وبعد إدلائه رفع إصبعه المحبّرة بحبر الاقتراع وقال بفخر ( انها لحظة تاريخية لشعب جنوب السودان طالما انتظرها في كل هذه المدة ) وقال أيضاً ( أقول لدكتور جون كرانك وجميع الذين استشهدوا معه بأنّ دمائهم لم تذهب سدى ) ووصف المراقبون الدوليون بأنها بداية فصل جديد من تاريخ السودان .
من المعروف تأسس الحركة الشعبية لتحرير السودان في عام 1983 بقيادة الراحل جون كرانك  ومن الواضح كان هذا المناضل يضع جميع إمكانياته في خدمة قضيته العادلة بالإضافة إلى ذلك كان لبيباً وذكيا , فالحركة قامت على اساس وحدة السودان ودولة المواطنة التي تقوم على اساس المساواة تامة بين جميع المكونات السودانية ونبذ العنصرية وبعد ذلك غير أهداف وشعارات حركته بعد بيان المانفستو وفيه أعلن النضال المسلح ضد الحكومة المركزية في الشمال وفي عام 1994  تخلى فيه الحزب عن كثير من شعاراته وأرتقى أهدافه الى شعار حق تقرير المصير لجنوب السودان وفي عام 2005 كان هناك إتفاق الحركة مع الحكومة المركزية بشأن الدستور الانتقالي  ومن ثم ترسيم الحدود وتقرير المصير لجنوب السودان وعرف هذه الاتفاقية بإتفاقية نيفاشا ومن خلالها اوقفت الحرب المريرة استمرت 22 عاما  وراحت ضحيتها اكثر من 2 مليون  انسان , وعين جون كرنك نائب اول لرئيس الجمهورية وبعد ثلاثة اسابيع من تأدية القسم استشهد هذا الرجل النبيل ومن بعده أكمل رفاقه وتابعوا مسيرته النضالية  إلى يومنا هذا . وهذا اليوم هو يوم ثاني من الايام الاستفتاء المقررة .
لنقارن هذه الحركة مع الحركة الكردية في سورية ولنترك الحركات الكردية في أجزاء اخرى من الكردستان وشأنهم , وهذا مايريد الحركة الكردية في سورية .
اولاً:  في سورية او جنوب غرب كردستان تأسس أول حزب كردي في  14-6 -1957 أما الحركة الشعبية تأسست في عام 1983  اي الحركة الكردية اقدم منها ب 26 عام...............  (ياعيني ) .
ثانياً: انشقّ من الحزب الكردي اي البارتي ثلاثة عشر حزبا وجميعم يحملون نفس الاهداف و شعارات  ( ماشاء الله ...الله يزيد أكثر .........غلبة في الكثرة  ) في حين الحركة الشعبية كانت ومازالت متماسكة بل كانت تنضم إليها بين الحين وآخر جماعات إلى صفوفها , طبعا كانت هناك بعض الجماعات صغيرة تدعي بانها انشقت عن الحركة وكانت تضخمها إعلام بعض الشوفينيين العرب .
ثالثاً: الحركة الكردية تأسست في عام 1957 وبعد 5 اعوام أي في عام 1962 بدأ الشوفينية العربية بإحصاء الاستثنائي في الجزيرة ولم تكن من الحركة الكردية أي ردٍ تذكر سوى قليل من شجب واستنكار , في حين عندما تأسست الحركة الشعبية تصدت  بالقوة عندما حاول الشمال العربي بتعريب المناطق العديدة ومنها المنطقة ابيي وكفيا كنجي وحفرة النحاس  وضحّت هذه الحركة  بعشرات الآلاف بين مقاتليها ومؤيديها .
رابعاً: الحركة الكردية أنتجت جيلا منقسماً وضائعاً ومتشبعاً بالجبن وتقبل من الآخر الذل والهوان , في حين الحركة الشعبية خلقت جيلًا شجاعاً ووطنياً ومقداماً لا يقبل ان يعيش في الذل بل حراً ومعتزاً بنفسه.............  .
خامساً: الحركة الكردية تقوقعت في الداخل وتقبلت كل ماهو مهين مكتفيتاً ببعض نشرا تها الشهرية ونصف الشهرية وانتقادها لارتفاع بعض اسعار المواد الغذائية , في حين الحركة الشعبية كانت تسعى ليل نهار جاهدة وبإمكاناتها المحدودة  ان تدول قضيتها , وطرقت ابواب جميع المحافل الدولية والمنظمات الانسانية والخيرية وكسبت الرأي العام العالمي ونجحت ببراعة .
سادساً: الحركة الكردية مازالت تبحث عن الجنسية التي جردت من ابناء شعبها  وبين حين وآخر يبعثون برسائلهم إلى الحاكم في دمشق يشكون ويعرضون سوء حالتهم مطالبين  بالخبز وطحين ومتوسلين منه ان يشفق عليهم , ومازالوا متأملين منه الشفقة ورحمة , والحاكم يتلذذ بمآسي هذا الشعب ويقهقه قهقهاته الولدنية ويصدر قرارات أشد عنصريتا ًوفتكاً بهذا الشعب المسكين وعلى سبيل ذكر المرسوم 49 في عام 2008 وقتل ابناء الشعب الكردي وهم في خدمة الوطن ودفاعاً عنه  ( على اساس ) والإعتقلات والمداهمات اليومية وزجهم في سجون بدون محاكمة , في حين الحركة الشعبية اوصلت شعبها إلى بر الامان والحرية والاستقلال مأكدة وحاسمة في ايام القليلة المقبلة .
سابعاً: للتذكير , عدد سكان جنوب السودان  4 ملايين وعدد سكان الاكراد في سورية 3 مليون . وفي نهاية ماكتبت إلاّ الحقيقة وأتمنى أن لا ينزعج مني أحد  ويرد علي بسوء ويدعوني بمدعوا . كل شكر لمواقع الكردية الحرة والمستقلة لأن عملهم ونضالهم أكثر بكثير من جميع الاحزاب الكردية في سورية  .

Feride-dil@hotmail.com

جميع الحقوق محفوظة @ 2015 صـــوت الكـــــورد sawtalkurd .

التصميم من قبل Sawtalkurd | ألوان