عائدون بحلة جديدة

موقع قيد الانشاء

شـــيار بريندار : PKK تغازل الأسلاميين

kl:01,10 11|07|2013 Sawtalkurd

شـــيار  بريندار :

في الأونة الأخيرة نلاحظ التشديد من قبل حزب العمال الكردستاني على مواقف الأحزاب الأسلامية , و أخرها كانت التنديد بالجيش المصري لأطاحة بحكم الرئيس المصري محمد المرسي الذي هو من أبرز القادة الأسلاميين في حركة الأخوان المسلمين في مصر .
مصر التي كانت من أول الدول العربية التي شهدت ثورة سلمية عارمة ضد حكم الظلم و الأستبداد مطالبا بالحقوق الديمقراطية و الأنسانية .و زيادة الدخل الإنساني للشعب المصري للألتحاق بكوكبة الحضارة الإنسانية و التخلص من القيود التي جرهم إلى سدة الهاوية . و كذلك إطلاق الحريات الديمقراطية و الأنسانية ليستطيع الشعب التنفس بحرية و خاصة الفئة الشابة ,التي ترأست موجة الأحتجاجات و الأعتصامات الكبيرة في مصر .

و كان من أهداف الثورة الأساسية تحقيق الديمقراطية الحقيقية وهو أشراك جميع الشعب المصري بغض النظر عن أنتماءاته الحزبية و أيديولوجياته في الحكم . ولكن ما تم بعد الأطاحة بالرئيس الأسبق حسني مبارك هو الدخول في مناوشات حزبية و جعل فرض الأهداف الحزبية فوق إرادة الشعب و طموحاته .

فحركة الأخوان المسلمين التي كانت قد تنظمت خلال سنين طويلة و حضرت نفسها جيدا و تخضرمت في مسائل التنظيم بخلاف الأحزاب المعارضة الأخرى و الحراك الشبابي ,و التي تعلمت الفنون في دمج السياسة بالأسلام ,أثبت بعد مجيئها إلى سدة الحكم بأن برنامجهم و ما يريدون القيام به هو أسوء من الحكم الذي سبقهم .و بدلاً من تحقيق الديمقراطية و أطلاق الحريات والعمل على تحقيق الأمن و السلامة و الرفاهية للشعب المصري و إخراج مصر من الأزمة الموجودة فيه .قامت بفرض ما هو وارد في برنامجهم السياسي فقط .و هذا ما أثار غضب الشعب و العودة إلى الأعتصام للمطالبة بحقوقه المشروعة .
و هنا يجب الإشادة بدور الجيش المصري الذي كان منذ الشرارة الأولى للثورة المصرية إلى جانب الشعب و مطالبه المشروعة .و حافظ على مواقفه السامية حتى اللحظة الأخيرة . لم يتدخل أو يختلط بالسياسة بل قام بدور صمام الأمان للشعب و الحكومة معاً .
أغلب الدول العربية و الأجنبية رحب بقرار وزير الدفاع المصري و مواقف الجيش المصري القيمة تجاه المجتمع و مسألة الديمقراطية و المحافظة على أمن و أستقرار البلاد .

تركيا و صف ما قام به وزير الدفاع بأنه أنقلاب عسكري و عن تركيا قد تجاوز مرحلة الأنقلابات العسكرية "و هذا كان أول ردة فعل أردوغان تجاه الثورة الثانية في مصر و عدم قبوله و عدم رضاه بما قام به الجيش المصري .
نفهم أردوغان من ردة فعله هذا ,لأنه يمثل الأسلام السياسي و كان بمثابة الأخ لمحمد مرسي و مؤيداً لحركة الأخوان المسلمين في مصر .و هو من الأوائل الذين أيدو حركة الأخوان المسلمين و الأسلاميين المتطرفين في سورية أيضاً . ( و مثال على ذلك جبهة النصرة) .

و لكن الغريب في الأمر حركة ماركسية –لينينية تحولت فيما بعد إلى حركة " ديمقراطية " تنادي بـ" بناء مجتمع ديمقراطي و أخلاقي سياسي" ,مثل PKK كيف تقوم بالتنديد و الأستنكار  للجيش المصري الذي قام به لحماية الثورة و الديمقراطية التي كانت في خطر كبير أبان حكم مرسي ؟؟
نحن نعلم بأن محادثات السلام بين الدولة التركية (الأسلاميون هم الذين يديرون أمور الدولة الأن )قد وصلت إلى المرحلة الثانية ,و هي المرحلة الحساسة في الأتفاقية بين الجانبين .ويعتقد بأنه في هذه المرحلة سيتم تغيير قوانين تعزز موقع أردوغان و منها قانون الرئاسة .فهل كان مقصود من موقف PKK هو رسالة إلى الجيش التركي المعروف بأنقلاباته العسكرية ضد حكام تركيا ؟؟
و لكن يجب أن لا ننسى بأن ما قام به الجيش المصري لا يشبه تماما ما كان يقوم به الجيش التركي .ففي مصر لم يتم الأستيلاء على الحكم بل تم تحويل زمام الأمور إلى سياسيين مدنيين كي يتم تطبيق الديمقراطية الحقيقية و الحفاظ على الأمن الوطني و الأستقرار السياسي دون الوقوع في الأنحياز لجهات معينة .

و كذلك تطبيق الديمقراطية لا يعني فرض حاكمية الحزب الواحد حتى ولو كان منتخبا بالأكثرية بل يعني أشراك جميع الشعب بكافة فئاته و معتقداته بالحكم و القرار , و رعايته و تسييره بالتي هي أحسن . 

بعد موقف PKK المندد لما جرى في مصر ,تخرج دياربكر في مظاهرة عارمة و رئيس بلدية دياربكر (الموالي لـPKK )كان في مقدمة المظاهرة ,هذه المظاهرة اللداعمة لمواقف مرسي و ضد ما قام به السيسي في وضع مرسي تحت الأقامة الجبرية و تطالب بإعادة الحكم لمرسي بحجة كونه الرئيس المنتخب .فهل الديمقراطية تعني فرض السلطة الحزبية و تهميش الذين لاينتمون إلى الحزب الحاكم ؟و هل توجيه PKK الشعب إلى إطلاق رد فعل كهذا هو لأجل الولاء لحكم أردوغان , و توجيه الرسالة الداعمة له بما قام به في تصديه للمتظاهرين الذين نادوا بتطبيق الديمقراطية الحقيقية ؟
لا بل هناك سؤال أكثر أهمية يطرح نفسه بشدة :هل يعقل أن يكون PKK يمهد بذلك لأجل إحداث تغيير ثالث في أيديولوجيته و "تطويرها و تغييرها " إلى أيديولوجية أسلامية سياسية معاصرة ؟.لأن الغاية تبرر الوسيلة عندهم .

 بأختصار كنا ننتظر من حزب العمال الكوردستاني و توابعه موقفاً أكثر عصرية من جميع القضايا و خاصة لما يجري اليوم في كردستاننا الغربية .و قبل أن تتطلب بالديمقراطية للغير كان من المفروض أن تطبق نفسها الديمقراطية الحقيقية .فخلال الشهر الماضي قتلت و أعتقلت من أبناء جلدتها أضعاف ما قتل أبان الثورة المصرية بأكملها .عدا ذلك تسيير سياسة مخططة لتفريغ الوطن من كل من لا ينتمي إلى أيديولوجيتها أو أستعبادهم في حال رفضوا الرحيل.تماما مثلما كان يفعله الأتراك .







جميع الحقوق محفوظة @ 2015 صـــوت الكـــــورد sawtalkurd .

التصميم من قبل Sawtalkurd | ألوان