kl:00,32 07|07|2013 Sawtalkurd
أحمد دادالي :
فشل الحصار المفروض من قبل بعض الكتائب ومن بينها كتائب كردية ( كوملة ) على منطقة عفرين من نيل أهدافه , واضطر أولئك المهاجمون أن يتفقوا مع وحدات الحماية الشعبية YPG وبالشروط التي فرضها عليهم والتي تتضمن خروجهم والابتعاد عن منطقة عفرين , ففشل مخطط الحصار والهجوم الذي شنّوه ولم يصلوا لغايتهم بسبب مقاومة الـYPG , فكان لا بد أن يصب أصحاب الألاعيب الذين يلعبون في الخفاء جام غضبهم في مكان ما آخر , فلهم مطالب يريدون تحقيقها من خلال افتعال هكذا مشاكل في المنطقة الكردية.
في كوباني وخلال الحملة التي كانت تقوم بها مؤسسة الأسايش الهادفة إلى التخلص من آفة القنب الهندي (الحشيش) , حرضوا بعض الأهالي المزارعين لهذه النبتة أن يقفوا ضد هذه الحملة , وبعضهم كان ممن أمدّ المزارعين ببذور الحشيش , كل ذلك لأجل أن يظهر الأسايش أنها الطرف الظالم الذي يتهجم على الشعب , ورغم وقوع ضحايا في أحد القرى (تل غزال ) ولكن الحاضنة الاجتماعية لم تتقبل تلك الأفكار التحريضية ضد مؤسسة تابعة للهيئة الكردية العليا تعمل منذ الإعلان عنها على حماية الأمن الداخلي للمجتمع الكردي , وصار المجتمع على ثقة أن تلك المؤسسة تهدف إلى الحفاظ على أمنه في ظل الظروف الأمنية الاستثنائية التي تمر بها المنطقة.
فانتقلت اللعبة إلى عامودا , وكانت الشرارة بعد حوال عشرة أيام متواصلة من الاعتصامات والتظاهرات التي تنادي بإخراج المجرمين من سجن الأسايش , مع تطبيل البعض إلى أن اولئك المساجين (تجار حشيش) هم نشطاء وثوريون , وهذه طبعا هي الديباجة التي تتكرر من تلك الأطراف في أي تحقيق تجريه مؤسسة الأسايش مع أحد المتهمين , دون أن يكون لمؤسسة الأسايش أي رد فعل على هذه التظاهرات والاعتصامات , بل على العكس كانت المؤسسة ترسل بدورياتها لحماية المتظاهرين ولكي لا تنشأ مشاكل إثر تلك التظاهرات , وهذا ما لم يرق للمتلاعبين , فهذا دليل على قبول الأسايش لأن تكون هناك أطراف تعارضهم وتنتقدهم وهذا ما يمتن من الأسس الديمقراطية في غربي كردستان , فحرك المتلاعبون أحجار الشطرنج , وظهر السلاح في المظاهرة وتم استهداف دورية الأسايش , ونتيجة لرد الأسايش وقع جرحى في التظاهرة , فانبرى المطبّلون والمزمّرون إلى أن عناصر الأسايش قد استهدفت المتظاهرين المدنيين –وغضوا أنظارهم عن المتظاهرين الذين كانوا يحملون السلاح- وحتى بعد ظهور مقطع فيديو يؤكد حمل بعض المتظاهرين للسلاح , فقد بقي أولئك المطبلون على رأيهم القائل بأن عناصر الأسايش هم من اطلقوا النار.
تلا ظهور السلاح في تلك المظاهرة أن نصبت مجموعة مسلحة كمينا لإحدى دوريات الـYPG العائدة من إحدى المهمات , ونتيجة لذلك الكمين فقد استشهد أحد مقاتلي الـYPG ( عيسى كلو ) , وتبين أن اللواء 313 كان يتحضر للدخول والسيطرة على مدينة عامودا , وتكون المشكلة التي حدثت إثر التظاهرة هي السبب , مما استدعى أن تأخذ الـYPG احتياطاتها ضمن المدينة وحولها.
يبادر السيد عبد الباسط سيدا إلى شكر الدولة التركية التي أرسلت سيارات الإسعاف إلى مقربة من الحدود من طرفها , ويؤخذ الجرحى إلى مكان تواجد سيارات الإسعاف , لكن لماذا لم يسعف المصابون إلى مشافي قامشلو ؟
الحجة كانت أن الـYPG تمنع دخول أو خروج أحد من المدينة وقناصي الـYPG متمركزون على الأسطح ويطلقون النار على كل من يتحرك , لكن ما المانع أن نلقي نظرة في هذه التبريرات.
إن هذه التبريرات لا تنطلي على القارئ للأحداث بموضوعية , فمقاتلوا الـYPG قد خاطروا بأنفسهم وأنقذوا المصابين والجرحى الكبار والصغار أثناء قصف النظام على حيي الشيخ مقصود والأشرفية , كما أنهم أيضا قد تفانوا في إنقاذهم لأطفال سري كانيه من القذائف التي كانت تطلقها المجاميع المسلحة أثناء حربها على سري كانيه , وقد ظهرت ونشرت العديد من الصور التي تؤكد هذا الكلام.
إذا فالقول بأن الـYPG منعت المصابين والجرحى من الخروج من عامودا للوصول إلى المشافي في قامشلو حجة مردودة , إلا إذا كان الجرحى هم نفسهم ممن هاجموا على دورية الـYPG , أو الذين اشهروا السلاح في التظاهرة وهؤلاء لا يعتبرون مدنيين طالما حملوا السلاح , بل مسلحون , وبالتالي يكون جزائهم الاعتقال والتحقيق معهم بعد معالجتهم , وهذا ما يفسر تجنبهم الذهاب إلى قامشلو لأنه سيتم اعتقالهم من قبل أي حاجز تابع للـYPG واختاروا الذهاب إلى تركيا.
والحجة الأخرى التي تقول أن قناصي الـYPG كانوا يستهدفون كل من يتحرك , فهي أيضا مردودة على من تحجج بها , وإلا فكيف قد استطاع البعض إيصال الجرحى إلى سيارات الإسعاف التي كانت بانتظارهم , دون ان يطلق قناصة الـYPG النار عليهم , ألم يكونوا يتحركون وهم يأخذون الجرحى أم أنهم ارتدوا الرداء السحري الذي يمنع الآخرين من رؤية مرتديه ؟
نعم كان هناك حظر للتجول فرضه الـYPG بعد الأحداث وخاصة بعد أن استشهد أحد مقاتليها (عيسى كلو) في الكمين الذي نُصب لدوريتهم , وكما صرح فقد كان هدف حظر التجوال لمنع اللواء 313 من دخول المدينة والسيطرة عليها بمساعدة بعض الأطراف من المدينة , خاصة وأن مكتب حزب اليكيتي كان يحوي أسلحة جاهزة بعد أن داهمت قوات الأسايش ذاك المكتب , بمعنى أنه كان هناك نية لهذا اللواء في الدخول إلى مدينة عامودا والسيطرة عليها , يساعده في ذلك حزب اليكيتي الذي جهز الأسلحة في مكتبه , ولكن كان ينتظر سببا لتدخله , وافتعال المشاكل وظهور السلاح في التظاهرة وما نتج عنه من مشاكل , خلق نوعا من الفوضى , كان يمكن أن يستغله اللواء 313 في دخول المدينة لولا جاهزية الـYPG , بمعنى أن خلق الفوضى كان فقط ليتمكن ذلك اللواء لأن يتدخل بعد أن حصل على الحجة المناسبة.
انسحاب البعض من الهيئة الكردية العليا بعد أحداث عامودا , يؤكد ان المستهدف هو الهيئة الكردية العليا وشرعيتها المكتسبة من الشعب الكردي الذي ينادي ما زال ينادي باسمها ويرى خلاصه بتوحد أطرافها , فبانهيار الهيئة الكردية العليا لا يمكن أن تشارك في جنيف 2 ممثلة للكرد في غربي كردستان , وعندها يستطيع المتلاعبون فرض من يريدون ممثلا للكرد في حال انعقد جنيف 2 والمتداول أنه ( عبد الباسط سيدا ) الذي أيضا كان له دور في فتنة عامودا.
من جهته عبد الباسط سيدا والدولة التركية التي شكرها على إرسالها سيارات الإسعاف – التي كانت جاهزة وتنتظر الجرحى باعتراف السيد سيدا - لنقل الجرحى , لا يمكن أن تكون إلا جزء من اللعبة التي تم التجهيز لها , ولعبها بدقة متناهية , لإظهار أن الـYPG ومؤسسة الأسايش هم الطرف الذي يتهجم على الشعب ويتعدى على المصابين ويقمع المظاهرات , في حين أنه على أرض الواقع فقد تمت مباغتة دورية الـYPG وأخذوا على حين غرة.
الدولة التركية خطت عدة خطوات إيجابية مع الكرد في شمالي كردستان , على أمل إيجاد حل للقضية الكردية في شمالها , دون أن نتطرق إلى مدى جدية خطواتها في الحل , ولكن رغم هذه الإيجابيات , لا يمكن اعتبار الدولة التركية أنها صديقة للأمة الكردية , أو أنها على حلف استراتيجي ولا حتى تكتيكي مع الكرد , فهي دولة عرفت منذ نشأتها باستغلالها للكرد ومعاداتها لتطلعاتهم التحررية , ولا يمكننا غض النظر على المجازر التي ارتكبتها الحكومات التركية المتعاقبة على الكرد في شمالي كردستان , والقول بأن الدولة التركية قد قدمت مساعدة للكرد في غربي كردستان كلام غير منطقي لا يمت للواقع بصلة , وكأننا نقول أن الدولة الإسرائيلية قد قدمت مساعدة لبعض نشطاء المقاومة الفلسطينية , أو كقولنا أن إسرائيل قدمت مساعدة للدولة اللبنانية , هذا سيكون كلاما غير منطقي بعيدا عن الواقع المعاش.
هكذا ينقشع الغبار و يمكن القول أن الدولة التركية مع صديقها عبد الباسط سيدا والذين يدعمون عبد الباسط سيدا ويعقدون المحافل والمؤتمرات له كانوا هم رأس الفتنة واللاعبين الرئيسيين في تلك الفتنة القذرة التي حدثت في عامودا , ويكون هؤلاء هم من لهم دور في سفك الدماء الكردية , وفي الجريمة المرتكبة , كتسليح أو إيواء المنفذين للفتنة وتقديم التسهيلات لهم.
وما إيواء عبد الباسط سيدا والعمل على تلميع صورته إلا جزءا من اللعبة الكبرى التي تستهدف الشعب الكردي في غربي كردستان , فتصديره إلى الرأي العام على أنه الذي يحمي الكرد الذين يتعرضون للظلم من قبل PYD والأسايش و الـYPG ,وشيئا فشيئا ستظهر خطوات الهادفة لتنصيبه ممثلا لكرد غربي كردستان في جنيف 2.
أحد الأطراف الذي لا يمكن تجاهله في أحداث عامودا هو الطرف الذي يريد أن يفرض نفسه وصيا على الشعب الكردي , ويترجم وصايته على أنه يجب أن يكون له حصة من المكتسبات التي حصل عليها الكرد بعد ثورة 19 من تموز , ومطالبه التي تترجم على أرض الواقع عبر توابعه الذين أخدوا ينادون وفق مبدأ الفيفتي فيفتي بشكل صريح منذ فترة , لكن قبل قولهم بالفيفتي ألا يجب عليهم أن يظهروا لغربي كردستان ما فعلوه لأجلها , ما فعلوه من أجل أن يبعدوا المتربصين بها , هم ومنذ الثورة لم يقدموا قطرة دم لحماية غربي كردستان أو للحفاظ على مكتسباتها , بل على العكس كانوا على رأس القائمة ممن افتعلوا المشاكل وأراقوا الدماء الكردية التي تحافظ على غربي كردستان لأجل أن يحصلوا على الفيفتي خاصتهم ومؤكدين في كل مرة أنهم إن لم يحصلوا على حصتهم , فغربي كردستان ستكون الحلبة للمشاكل التي يصدّرونها , والعمل على ضرب شرعيتها الممثلة في الهيئة الكردية العليا.
في خضم كل هذه الأمور فإن الناحية الإيجابية أن الـYPG قد وصلت إلى مستوى كبير من التنظيم يؤهلها لحماية غربي كردستان من أي تهجم قد تتعرض له من أي جهة وتحت أي مسمى كان , وليس هنالك خوف من ناحية الحماية العسكرية , لكن بقي امتحان الديبلوماسية في أن يثبت الكرد أنفسهم في المحافل الدولية , وما قدرتهم على فرض أنفسهم باسم الهيئة الكردية العليا في تلك المحافل.
07-07-2013
أحمد دادالي :
فشل الحصار المفروض من قبل بعض الكتائب ومن بينها كتائب كردية ( كوملة ) على منطقة عفرين من نيل أهدافه , واضطر أولئك المهاجمون أن يتفقوا مع وحدات الحماية الشعبية YPG وبالشروط التي فرضها عليهم والتي تتضمن خروجهم والابتعاد عن منطقة عفرين , ففشل مخطط الحصار والهجوم الذي شنّوه ولم يصلوا لغايتهم بسبب مقاومة الـYPG , فكان لا بد أن يصب أصحاب الألاعيب الذين يلعبون في الخفاء جام غضبهم في مكان ما آخر , فلهم مطالب يريدون تحقيقها من خلال افتعال هكذا مشاكل في المنطقة الكردية.
في كوباني وخلال الحملة التي كانت تقوم بها مؤسسة الأسايش الهادفة إلى التخلص من آفة القنب الهندي (الحشيش) , حرضوا بعض الأهالي المزارعين لهذه النبتة أن يقفوا ضد هذه الحملة , وبعضهم كان ممن أمدّ المزارعين ببذور الحشيش , كل ذلك لأجل أن يظهر الأسايش أنها الطرف الظالم الذي يتهجم على الشعب , ورغم وقوع ضحايا في أحد القرى (تل غزال ) ولكن الحاضنة الاجتماعية لم تتقبل تلك الأفكار التحريضية ضد مؤسسة تابعة للهيئة الكردية العليا تعمل منذ الإعلان عنها على حماية الأمن الداخلي للمجتمع الكردي , وصار المجتمع على ثقة أن تلك المؤسسة تهدف إلى الحفاظ على أمنه في ظل الظروف الأمنية الاستثنائية التي تمر بها المنطقة.
فانتقلت اللعبة إلى عامودا , وكانت الشرارة بعد حوال عشرة أيام متواصلة من الاعتصامات والتظاهرات التي تنادي بإخراج المجرمين من سجن الأسايش , مع تطبيل البعض إلى أن اولئك المساجين (تجار حشيش) هم نشطاء وثوريون , وهذه طبعا هي الديباجة التي تتكرر من تلك الأطراف في أي تحقيق تجريه مؤسسة الأسايش مع أحد المتهمين , دون أن يكون لمؤسسة الأسايش أي رد فعل على هذه التظاهرات والاعتصامات , بل على العكس كانت المؤسسة ترسل بدورياتها لحماية المتظاهرين ولكي لا تنشأ مشاكل إثر تلك التظاهرات , وهذا ما لم يرق للمتلاعبين , فهذا دليل على قبول الأسايش لأن تكون هناك أطراف تعارضهم وتنتقدهم وهذا ما يمتن من الأسس الديمقراطية في غربي كردستان , فحرك المتلاعبون أحجار الشطرنج , وظهر السلاح في المظاهرة وتم استهداف دورية الأسايش , ونتيجة لرد الأسايش وقع جرحى في التظاهرة , فانبرى المطبّلون والمزمّرون إلى أن عناصر الأسايش قد استهدفت المتظاهرين المدنيين –وغضوا أنظارهم عن المتظاهرين الذين كانوا يحملون السلاح- وحتى بعد ظهور مقطع فيديو يؤكد حمل بعض المتظاهرين للسلاح , فقد بقي أولئك المطبلون على رأيهم القائل بأن عناصر الأسايش هم من اطلقوا النار.
تلا ظهور السلاح في تلك المظاهرة أن نصبت مجموعة مسلحة كمينا لإحدى دوريات الـYPG العائدة من إحدى المهمات , ونتيجة لذلك الكمين فقد استشهد أحد مقاتلي الـYPG ( عيسى كلو ) , وتبين أن اللواء 313 كان يتحضر للدخول والسيطرة على مدينة عامودا , وتكون المشكلة التي حدثت إثر التظاهرة هي السبب , مما استدعى أن تأخذ الـYPG احتياطاتها ضمن المدينة وحولها.
يبادر السيد عبد الباسط سيدا إلى شكر الدولة التركية التي أرسلت سيارات الإسعاف إلى مقربة من الحدود من طرفها , ويؤخذ الجرحى إلى مكان تواجد سيارات الإسعاف , لكن لماذا لم يسعف المصابون إلى مشافي قامشلو ؟
الحجة كانت أن الـYPG تمنع دخول أو خروج أحد من المدينة وقناصي الـYPG متمركزون على الأسطح ويطلقون النار على كل من يتحرك , لكن ما المانع أن نلقي نظرة في هذه التبريرات.
إن هذه التبريرات لا تنطلي على القارئ للأحداث بموضوعية , فمقاتلوا الـYPG قد خاطروا بأنفسهم وأنقذوا المصابين والجرحى الكبار والصغار أثناء قصف النظام على حيي الشيخ مقصود والأشرفية , كما أنهم أيضا قد تفانوا في إنقاذهم لأطفال سري كانيه من القذائف التي كانت تطلقها المجاميع المسلحة أثناء حربها على سري كانيه , وقد ظهرت ونشرت العديد من الصور التي تؤكد هذا الكلام.
إذا فالقول بأن الـYPG منعت المصابين والجرحى من الخروج من عامودا للوصول إلى المشافي في قامشلو حجة مردودة , إلا إذا كان الجرحى هم نفسهم ممن هاجموا على دورية الـYPG , أو الذين اشهروا السلاح في التظاهرة وهؤلاء لا يعتبرون مدنيين طالما حملوا السلاح , بل مسلحون , وبالتالي يكون جزائهم الاعتقال والتحقيق معهم بعد معالجتهم , وهذا ما يفسر تجنبهم الذهاب إلى قامشلو لأنه سيتم اعتقالهم من قبل أي حاجز تابع للـYPG واختاروا الذهاب إلى تركيا.
والحجة الأخرى التي تقول أن قناصي الـYPG كانوا يستهدفون كل من يتحرك , فهي أيضا مردودة على من تحجج بها , وإلا فكيف قد استطاع البعض إيصال الجرحى إلى سيارات الإسعاف التي كانت بانتظارهم , دون ان يطلق قناصة الـYPG النار عليهم , ألم يكونوا يتحركون وهم يأخذون الجرحى أم أنهم ارتدوا الرداء السحري الذي يمنع الآخرين من رؤية مرتديه ؟
نعم كان هناك حظر للتجول فرضه الـYPG بعد الأحداث وخاصة بعد أن استشهد أحد مقاتليها (عيسى كلو) في الكمين الذي نُصب لدوريتهم , وكما صرح فقد كان هدف حظر التجوال لمنع اللواء 313 من دخول المدينة والسيطرة عليها بمساعدة بعض الأطراف من المدينة , خاصة وأن مكتب حزب اليكيتي كان يحوي أسلحة جاهزة بعد أن داهمت قوات الأسايش ذاك المكتب , بمعنى أنه كان هناك نية لهذا اللواء في الدخول إلى مدينة عامودا والسيطرة عليها , يساعده في ذلك حزب اليكيتي الذي جهز الأسلحة في مكتبه , ولكن كان ينتظر سببا لتدخله , وافتعال المشاكل وظهور السلاح في التظاهرة وما نتج عنه من مشاكل , خلق نوعا من الفوضى , كان يمكن أن يستغله اللواء 313 في دخول المدينة لولا جاهزية الـYPG , بمعنى أن خلق الفوضى كان فقط ليتمكن ذلك اللواء لأن يتدخل بعد أن حصل على الحجة المناسبة.
انسحاب البعض من الهيئة الكردية العليا بعد أحداث عامودا , يؤكد ان المستهدف هو الهيئة الكردية العليا وشرعيتها المكتسبة من الشعب الكردي الذي ينادي ما زال ينادي باسمها ويرى خلاصه بتوحد أطرافها , فبانهيار الهيئة الكردية العليا لا يمكن أن تشارك في جنيف 2 ممثلة للكرد في غربي كردستان , وعندها يستطيع المتلاعبون فرض من يريدون ممثلا للكرد في حال انعقد جنيف 2 والمتداول أنه ( عبد الباسط سيدا ) الذي أيضا كان له دور في فتنة عامودا.
من جهته عبد الباسط سيدا والدولة التركية التي شكرها على إرسالها سيارات الإسعاف – التي كانت جاهزة وتنتظر الجرحى باعتراف السيد سيدا - لنقل الجرحى , لا يمكن أن تكون إلا جزء من اللعبة التي تم التجهيز لها , ولعبها بدقة متناهية , لإظهار أن الـYPG ومؤسسة الأسايش هم الطرف الذي يتهجم على الشعب ويتعدى على المصابين ويقمع المظاهرات , في حين أنه على أرض الواقع فقد تمت مباغتة دورية الـYPG وأخذوا على حين غرة.
الدولة التركية خطت عدة خطوات إيجابية مع الكرد في شمالي كردستان , على أمل إيجاد حل للقضية الكردية في شمالها , دون أن نتطرق إلى مدى جدية خطواتها في الحل , ولكن رغم هذه الإيجابيات , لا يمكن اعتبار الدولة التركية أنها صديقة للأمة الكردية , أو أنها على حلف استراتيجي ولا حتى تكتيكي مع الكرد , فهي دولة عرفت منذ نشأتها باستغلالها للكرد ومعاداتها لتطلعاتهم التحررية , ولا يمكننا غض النظر على المجازر التي ارتكبتها الحكومات التركية المتعاقبة على الكرد في شمالي كردستان , والقول بأن الدولة التركية قد قدمت مساعدة للكرد في غربي كردستان كلام غير منطقي لا يمت للواقع بصلة , وكأننا نقول أن الدولة الإسرائيلية قد قدمت مساعدة لبعض نشطاء المقاومة الفلسطينية , أو كقولنا أن إسرائيل قدمت مساعدة للدولة اللبنانية , هذا سيكون كلاما غير منطقي بعيدا عن الواقع المعاش.
هكذا ينقشع الغبار و يمكن القول أن الدولة التركية مع صديقها عبد الباسط سيدا والذين يدعمون عبد الباسط سيدا ويعقدون المحافل والمؤتمرات له كانوا هم رأس الفتنة واللاعبين الرئيسيين في تلك الفتنة القذرة التي حدثت في عامودا , ويكون هؤلاء هم من لهم دور في سفك الدماء الكردية , وفي الجريمة المرتكبة , كتسليح أو إيواء المنفذين للفتنة وتقديم التسهيلات لهم.
وما إيواء عبد الباسط سيدا والعمل على تلميع صورته إلا جزءا من اللعبة الكبرى التي تستهدف الشعب الكردي في غربي كردستان , فتصديره إلى الرأي العام على أنه الذي يحمي الكرد الذين يتعرضون للظلم من قبل PYD والأسايش و الـYPG ,وشيئا فشيئا ستظهر خطوات الهادفة لتنصيبه ممثلا لكرد غربي كردستان في جنيف 2.
أحد الأطراف الذي لا يمكن تجاهله في أحداث عامودا هو الطرف الذي يريد أن يفرض نفسه وصيا على الشعب الكردي , ويترجم وصايته على أنه يجب أن يكون له حصة من المكتسبات التي حصل عليها الكرد بعد ثورة 19 من تموز , ومطالبه التي تترجم على أرض الواقع عبر توابعه الذين أخدوا ينادون وفق مبدأ الفيفتي فيفتي بشكل صريح منذ فترة , لكن قبل قولهم بالفيفتي ألا يجب عليهم أن يظهروا لغربي كردستان ما فعلوه لأجلها , ما فعلوه من أجل أن يبعدوا المتربصين بها , هم ومنذ الثورة لم يقدموا قطرة دم لحماية غربي كردستان أو للحفاظ على مكتسباتها , بل على العكس كانوا على رأس القائمة ممن افتعلوا المشاكل وأراقوا الدماء الكردية التي تحافظ على غربي كردستان لأجل أن يحصلوا على الفيفتي خاصتهم ومؤكدين في كل مرة أنهم إن لم يحصلوا على حصتهم , فغربي كردستان ستكون الحلبة للمشاكل التي يصدّرونها , والعمل على ضرب شرعيتها الممثلة في الهيئة الكردية العليا.
في خضم كل هذه الأمور فإن الناحية الإيجابية أن الـYPG قد وصلت إلى مستوى كبير من التنظيم يؤهلها لحماية غربي كردستان من أي تهجم قد تتعرض له من أي جهة وتحت أي مسمى كان , وليس هنالك خوف من ناحية الحماية العسكرية , لكن بقي امتحان الديبلوماسية في أن يثبت الكرد أنفسهم في المحافل الدولية , وما قدرتهم على فرض أنفسهم باسم الهيئة الكردية العليا في تلك المحافل.
07-07-2013