عائدون بحلة جديدة

موقع قيد الانشاء

أحمد قاسم : لن تعود سوريا إلى عافيتها بدون الكورد

kl:15,33 12|05|2013 Sawtalkurd


أحمد قاسم  :

سوريا ليست عربية كما يدَعي المكون العربي من الشعب السوري.. وكذك سوريا ليست أرضاً عربية كما يدَعون من يسمون أنفسهم بدعاة القومية العربية ومن لف لفهم.. الشعب السوري تركيبة معقدة من بقايا شعوب منها من أذابت, ومنها من ذُوب على مر التاريخ ليتكون منهم شعباً سمي بالشعب السوري بعد تشكيل الدولة السورية على جغرافية حددتها إتفاقية سايكس بيكو لتشمل جغرافية مركبة بين كوردستان وبلاد الآشور مع بلاد الشام في الجنوب وبقايا بلاد زنوبيا في تدمر إلى الفينيقية في الساحل. حيث تضمنت شعوباً مختلف الطوائف والأديان والعروق, أقلها المكون العربي الأصيل.

إذاً, سوريا كدولة, تعود لكافة المكونات التي بقيت فيها وعاش على جغرافيتها طيلة العقود الماضية. لغتها متعددة لتعدد الإنتماءات الأصولية, العربية والكوردية والآشورية والتركمانية والشركسية والسريانية والأرمنية... إلاَ أن المكون العربي ودعماً من إنكلترا وفرنسا إرضاءً للمملكة العربية السعودية آنذاك فرض نفسه على بقية المكونات وضم سوريا إلى مجموعة الدول العربية وفرض هيمنة العروبة على سوريا, مستغلاً ضعف المكونات الأخرى لتطغي اللغة العربية على كامل الشعب السوري من خلال منع تداول بفية اللغات في الدوائر الرسمية ومنع تدريسها في المدارس الرسمية وكذلك الخاصة, خصوصاً بعد استلام حزب البعث الحكم في سوريا, حيث منعت اللغة الكوردية قراءة وكتابة لصهر الكورد وبقوة في البوتقة العربية المشبوهة.

كانت فترة سلطة البعث, فترة الهدنة القسرية بين الشعوب في سوريا.. فترة استمرت معها الحذر الشديد وعدم الإطمئنان وفقدان الثقة بين مكونات الشعب السوري.. كثيراً ما أُتهم الدروز على أنهم يتعاملون مع إسرائيل, وأنهم لايمتلكون الإستقرار في إنتمائهم القومي والوطني, حيث تم تصفية العديد من الشخصيات العسكرية والفكرية بشكل أو بآخر.. وكذلك السريان على أنهم يتعاملون مع الغرب ويتآمرون على القومية العربية وحزب البعث إلى أن أقدمت الكنيسة السريانية في أواسط السبعينيات من القرن الماضي على تقديم برائتها لحافظ الأسد تؤكد على إنتمائها العربي وتلتزم بمباديء ثورة البعث, وكان من أهم الشخصيات التي احتفظ بتلك البراءة هو المطران يوحنا إبراهيم حفاظاً على سلامة طائفته السريانية من بطش البعث, حيث كان لي علاقة عميقة ووثيقة مع هذه الشخصية المثقفة والمناضلة لأجل خدمة شعبه وطائفته ( أتمنى أن يفك الله أسره ). وكذلك بقية المكونات الأخرى كل على حدى, قدمت سكوك الإنتماء إلى حزب البعث لضمان أمنهم مع الإحتفاظ بأصولهم من دون الجهر به. عدا المكون الكوردي الذي رفض العقلية البعثية والقومجية العربية رفضاً قاطعاً وقاوم بضراوة سياسات التطهير العرقي التي مارسها البعث ضد كل المكونات من الشعب السوري ليرفع راية العروبة على رأس كل سوري وخصوصاً الكورد منهم. لكنني أعتقد أن البعث فشل من الناحيتين:

1ـ مع كل طغيانه واستبداده, وقمع كل صوت يهمس ضده, وتصفية كل من يحاول تشكيل مجموعة مناهضة لسياساته, إلا أن الحقد تجاهه كان لايفارق مشاعر وأحاسيس غالبية الشعب السوري , تنتظر من ينقذهم من طغيان البعث والعروبة.. وعندما تفجرت الثورة في درعاة امتدت وبسرعة لتشتعل في كل سوريا ولتمتد الى كل منزل.. إلا أن ضعف المكونات الغير العربية والكوردية تخوفت من المستقبل الذي لم تتوضح معالمها بعد, اختارت الصمت وعدم المشاركة في الثورة مع بعض من التظاهرات الخجولة كانت تشارك هنا وهناك تصاحبها هاجس الخوف من وحشية النظام الذي بدأ بإستعمال العنف والقتل والإعتقال ضد المتظاهرين.

2ـ بما أن الكورد في سوريا وفي كوردستان سوريا طوال فترة حكم البعث حافظ على شخصيته القومية وإثارته من وقت لآخر, بأن الشعب السوري يتكون من العديد من القوميات والطوائف ليشكل موزاييكاً ثميناً من حيث الثقافة والتاريخ والحضارة, ليؤكد مراراً وتكراراً على أن الشعب السوري ليس شعباً عربياً ككل, وأن سورياً ليست وطناً عربياً بجغرافيتها الحالية, حيث أن إدعاء قوميين العرب على أن سوريا عربية وتبنيهم سياسة التطهير العرقي تجاه الغير تشبه من حيث الجوهر سياسة نازية استوجبت إدانتها ومحاربتها, وكان الكورد أول من أدانوها نظرية وممارسة. وبالتالي, استطاع الكورد على دحض نظرية البعث وإظهار حقيقة سورية على السطح, ليطرح اليوم وخلال استمرارية الثورة وجوب تغيير اسم سوريا من ( الجمهورية العربية السورية) إلى الجمهورية السورية.

وبما أن, ومن خلال اتباع سياسة التطهير العرقي من قبل البعث ضد الكورد وغيرهم من المكونات, خرج الكورد أكثر تماسكاً وصلابة بعد انهيار حكم البعث أمام الثورة وخروج المكونات الأخرى من قننهم ولو بشكل خجول, فستكون سوريا الغد ليست سوريا العروبة كما ارادها البعث والعروبويون المغالين. وإن استقرار سوريا بعد إنتصار الثورة لن تتم إلا بمشاركة الكورد في بناء الدولة والبلاد من منطلق على أنه شريك أساسي وفاعل لإدارة البلاد وبخصوصيته القومية. وأن أي تهميش أو استئثار من قبل المكون العربي للغير, يعني ذلك إشعال حرب أهلية ستدمر ما بقيت من سوريا وستمزق سوريا من الصعب توحيدها فيما بعد. أعتقد أن هناك ثلاثة جهات تتفق على تمزيق سوريا. القوميون العرب والإسلامويون والنظام , ثلاثة يدفعون بسوريا نحو الهاوية والتمزيق. فإن لم تتوحد كافة المكونات على أرضية مشتركة , أعتقد من الصعب رؤية سوريا الغد بعافية وبجغرافية موحدة. يكفي أن يتفهم العربي حقيقة الوجود الكوردي أرضاً وشعباً لتفادي اللعبة القذرة ضد وحدة سوريا أرضاً وشعباً.

أحمــــــــد قاســــــــــم
الكاتب والسياسي الكوردي السوري 12\5\2013



جميع الحقوق محفوظة @ 2015 صـــوت الكـــــورد sawtalkurd .

التصميم من قبل Sawtalkurd | ألوان