د.م.درويش :
أعتذر أولاً للقول بأن تصريحات اليوم الصادرة عن السادة المعارضين السوريين من عسكريين وسياسيين على وسائل الإعلام حول إستخدام النظام السوري للسلاح الكيماوي، هي تصريحات غير كافية لاسياسياً ولاعسكريأ ولاعلمياً، وذلك بسبب تسرّعهم ونقص معلوماتهم حول ماجرى في خان العسل، لذا أود أن أسلّط الضوء على بعض النقاط الهامة:
ـ النظام هو الوحيد الذي يملك السلاح الكيماوي في سوريا وبإعترافات سابقة من مصرحيه، ولقد إيستخدمه سابقاً وعلى نطافات محدودة في الخالدية بحمص وفي ريف دمشق ودرعا وأخيرأ في خان العسل، وهذه بدايات تجريبية حيّة للدخول في النطاقات الواسعة لإستخدامات هذا السلاح.
ـ النظام إستهدف هذه المرة مدنيين أو عناصر مؤيدين له كي يخلط الأوراق ويتهم المعارضة مباشرة ويخلق نوع من الشك حول الموضوع، وجميعنا يعرف أن النظام لايهمه من سيموت تحت القصف أو الصواريخ أو الكيماوي مؤخرأ، فالذي يرمي البراميل المتفجرة على المدن وخاصة على الأحياء المدنية، والذي يستهدف الأفران بمن يتجمع أمامها، والذي يقصف الشمال السوري بصواريخ سكود بدءاً من الجنوب، فإنه لايتوانى عن استخدام السلاح الكيماوي.
ـ النظام يكذب وينكر كعادته بكل مايقوم به من ممارسات ضد السوريين، بل يتهم المعارضة بممارسة هذه الأفعال، وهنا في حالة إستخدام السلاح الكيماوي، يريد أن يتهم المعارضة بسإستخدامه بعد إستجلابه من ليبيا؟ والنظام يعرف ماهية السلاح الكيماوي الليبي ويستطيع الحصول على نفس النوع من هذا السلاح عن طريق الأنظمة والدول الداعمة له، لذا أشار لذلك حتى إذا حصل أي تحقيق أممي سيظهر بأن السلاح الكيماوي المستعمل هو شبيه بذلك الموجود في ليبا وبهذا يريد النظام أن يلصق التهمة بالمعارضة وبالدول التي ساعدتها للحصول عليه من ليبيا؟
ـ لقد وردت الأنباء بأن السلاح الكيماوي أُستخدم بشكل قذيفة صاروخية ملقاة من طائرة حربية باتجاه منطقة خان العسل، وهنا دليل قاطع بأن النظام هو من إستخدم هذا السلاح لأن النظام هو الوحيد الذي يملك الطائرات الحربية في سوريا و يستخدمها يومياً ضد السوريين المسلحين منهم والمدنيين.
كما أود أن أذكر بأن النظام يدعو لتحقيق أممي بهذا الخصوص حسب ماورد عن مندوبه الجعفري لدى الأمم المتحدة، وهذه الدعوة مدروسة سلفاً والسناريو مُجهز لها حيث سيؤكد على لجنة تحقيق من خبراء غير غربيين ولا أمريكيين ولا محايدين وإنما فقط من بعض العرب والروس والصينيين والإيرانيين وغيرهم من الداعمين أو المنحازين له من المتآمرين على الشعب السوري.
ـ بقي أمراً آخر لابد لي أن اُشير له وهو بأن النظام له باع طويل في مجال السلاح الكيماوي فمنذ الثمانينات وهو يحاول أن يطوّر العديد من الأسلحة الكيماوية والبيولوجية سواءأ في مجال تركيبها ونوعيتها وحالتها الفيزيائية أو في مجال طرق تحميلها ونقلها، مُستفيدا بذلك من الخبراء الروس والكوريين الشماليين والصينيين ومؤخراً من الإيرانيين. وللتوضيح إن نقل أوتخزين أو تحميل أي سلاح كيماوي أو جرثومي بيولوجي يحتاج لمعرفة وبعض التقنية التي تتطلب تدريباً وممارسة ضرورية، كما أن إستخدام الأسلحة الكيماوية يتطلب في أغلب أشكاله، القذف به من بعد كاف أو إرتفاع مناسب أي يحتاج لقذف صاروخي أو بقصف جوي، تماماً كما يقصف النظام المدن والمناطق السورية بالبراميل وصواريخ السكود.
باحث وكاتب كوردي، 20/03/2013
