عائدون بحلة جديدة

موقع قيد الانشاء

سليمان حسن : فانتازيا الوعود الدولية


سليمان حسن : 

ايام معدودة وتدخل الثورة عامها الثالث بعد عامين دمويين لم يشهد لهما مثيل من تراجيديا ثورية ومآسي شعبية جردت الانسانية من انسانيتها ,واثبت عجز وصمت المجتمع الدولي في قارورة نفسها دون مبرر , المجتمع الذي اكتفى بالتفرج وقراءة الاحداث الجارية على الساحة بما يميل الى اجندتها فلم يرى السوريون سوى وعود كلامية

 خلبية لم تزد سوى من فاتورة الثورة السورية التي باتت بالالاف اليوم من الشهداء و المعتقلين و المختفين و المهجرين بلد خاوي على عروشه تثبت صحة مقولة شبيحة الاسد بامتياز حين قالوا , الاسد او نحرق البلد, ولكن المفارقة ان الاسد بقي كما هو ولكن البلد قد احترق فعلا وبشهادة دولية فكم عدد الوفود التي دخلت و خرجت من سوريا بدءا من الدابي الى انان وقوفا عند الابراهيمي .

ولا يزال المجتممع الدولي يوعد ويتوعد بدعم المعارضة السورية للاطاحة بالاسد ,سلميا, وكانها لا تدرك مدى فظاعة الاسد ووحشيته والذي لم يسمع قط بشئ اسمه المفاوضات او الحوار او النقاش وانما ينطلق الحوار من فوهة مدافعه وصواريخ طائراته حتى وصلت الى صورايخ سكود ,لم يتبقى شئ سوى الكيميائي كما فعل صدام حسين مع حلبجة حين فقد الخمسة الالف كردي حياتهم ولا تزال المدينة تعاني حتى يومنا من اثارا هذا السلاح  .

قبل ايام صرح الاسد للصنداي تايمز البريطانية بانه مستعد للحوار مع المعارضة المسلحة شريطة القاء السلاح وكذلك نطق المعلم بنفس التصريح قبله بايام في موسكو , بعد ان كانت مجموعات سلفية ارهابية تابعة لاجندات خارجية تهدف الى النيل من هيبة الدولة وكذلك الموقف الشديد من الاسد وجماعته حول لا حوار مع الارهاب ,اما اليوم فباتت فيها وجهة نظر اخرى حسب نظرهم.
في الامس عقد مؤتمر صحفي بين رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري حمد الجاسم ووزير الخارجية الامريكي جون كيري
تناولا فيها الاوضاع في سوريا كما صرح كيري عن دعم امريكا للثورة السورية ولكن بطرق سلمية وانها بصدد دعم المعارضة المسلحة المعتدلة وان الشعب السوري وحده من يقرر بقاء الاسد او رحيله ,ولعل هذا التصريح قد آلم الشعب السوري اكثر من طمأنته فكيف للمجتمع الدولي وخاصة امريكا بعد اندلاع الثورة منذ سنتين لاقى فيه السوريون ما لم يلاقيه اي شعب ثم يصرح كيري عن دعم معارضة معتدلة , ان كانت مراقبتهم قد طالت العامين ,ترى فكم ستطول مدة بحثهم عن معارضة معتدلة وخاصة بعد ان اصبحت سوريا أم المنظمات المتشددة الاسلامية امثال جبهة النصرة او غيرها ولكن ان افترضنا وجودها فتحت اي بند او شرط سيتم دعمها ولاي اجندة يجب ان تتبع و الى ان يتم الاتفاق والايفاء بالوعود من دعم مالي وسياسي وعسكري سيكون وحده هو الصحيح الذي صرح بانه ان فكر بالتنحي فسيكون من خلال صناديق الاقتراع في الانتخابات الرئاسية المقبلة في 2014 اي حينها يمكن ان يفكر الاسد بالتنحي لان الوعود الدولية ستذهب الى ما ابعد من انتخابات 2014 الرئاسية لرحابة صدرهم وتقيدهم بالمثل القائل في العجلة الندامة و في التأني السلامة

وهذا يدل على ان الثورة لن تنتصر الا بسواعد شباب سوريا ووحدتها وعدم انجرارهم نحو فانتازيا الوعود الدولية خاصة بعدما باتت تفكر الجامعة العربية باعادة سوريا الى عضويتها كما صرح الممثل اللبناني في اجتماع الجامعة العربية الحالي


سليمان حسن
selemanhasan@hotmail.com






جميع الحقوق محفوظة @ 2015 صـــوت الكـــــورد sawtalkurd .

التصميم من قبل Sawtalkurd | ألوان