عائدون بحلة جديدة

موقع قيد الانشاء

محمد رشو : سرحية سري كانيه


محمد رشو :

هذه المسرحية متنقلة بين المناطق الكوردية، من إعداد بعثي عربي أما الإخراج فهو لصالح مسلم، والمتغير الوحيد هم الأبطال.
العرض الأول كان في حلب وبالتحديد في الشيخ مقصود (غربي)، الأبطال كانوا عناصر من حزب الاتحاد الديمقراطي وأفراد من عشيرة البكّارة العربية، من نتائج تلك المسرحية التضحية بعدد قليل من الطرفين، و دفع الطرف الأول مبلغ

 70 مليون ل.س للطرف الثاني لحرقه منازله، وتسليم الطرف الأول لبعض الشباب الذين كانوا أبطالاً في المسرحية إلى المخابرات الجوية وما يزال مصيرهم مجهول حتى الآن.

العرض الثاني من نفس المسرحية كان في عفرين، إلا أن الأبطال كانوا كوردا، فالطرف الأول في البطولة كان أيضا أفراد من حزب الاتحاد الديمقراطي، بينما الطرف الثاني كان أعضاء من الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا (البارتي) وبالتحديد بيت شيخ نعسان، من نتائج هذه المسرحية أن تم قتل عدد محدود من الطرفين، بالإضافة إلى إحراق وتكسير بيوت ومحال الطرف الثاني، والنتيجة النهائية فرض السيطرة على المنطقة وإغلاق أفواه المعترضين في ظل صمت سياسي من أغلب القوى السياسية آنذاك.
وتكررت مثل هذه المسرحيات مؤخرا بشكل متصاعد في الحسكة بالتحديد في حي غويران و القامشلي مع جماعة محمد فارس شيخ طي في حي الأربوية بعد اطلاق نار كثيف لمدة أربع ساعات دون وجود أي اصابات!!! و تربه سيبيه بين عشيرة الجوالة وقوات حماية الشعب وكرزيرو وبانه شكفتي.

إلا أن أعظم العروض وأطولها مدة وأكثرها كلفة كان مسرحية سري كانيه، للوهلة الأولى تهيأ للعديد من الكورد أن قوات حماية الشعب YPG بالفعل يقومون بواجبهم الوطني، حتى أن العديد من الشباب المتحمس من الأحزاب الأخرى التحق بهم بغية الزود عن أرضه بمواجهة جماعات سلفية جهادية أردوغانية .... وبالفعل فقد سطّر الشباب ملاحم بطولية في مواجهة المعتدين، إلى أن تم الإنفاق الأخير وعندها بان المستور وتكشّفت الأقنعة واتضحت النوايا، فعلى ما يبدو أن تلك الجماعات التي وصفت بعديد الأوصاف أصبحت جيشاً حراً وتم الإنفاق معها على تحرير المناطق الغير محررة، والتي تُعتبر الغاية الأساسية لحزب الاتحاد الديمقراطي، اذ كانت وما تزال مدينة القامشلي مخرز في عينهم بسبب طبيعة المدينة السياسية والإثنية والعرقية، هذه الطبيعة التي كانت تشكل عائقاً دائما في وجه امتداد النفوذ العسكري لقوات حماية الشعب، بالتالي استوجب دخول المدينة تخطيطاً طويلة محفوفا بالتضحيات، وبالفعل هذا ما تم تطبيقه حرفيا على أرض سري كانيه.

ما يؤكد ما سبق هو أن قبل دخول "الجيش الحر" إلى سري كانيه بيومين قامت قوات الحماية الشعبية بالانسحاب من الحواجز التي أقامتها خارج المدينة، وتصريحات لاحقة للاتفاق من قبل حسن عبد الله (الموقع على الاتفاق من طرف الحر) قال بأنهم سيدخلون القامشلي حتى لو لوحدهم.

نتائج وتداعيات مسرحية سري كانيه في طور الإنبلاج وما حصل حتى الآن ما هو إلا تمهيد للآت، إلا أن مسلسل العروض سيستمر وبالتأكيد الفصل القادم سيكون في القامشلي والحكسة و غيرها من المناطق الكوردية "الغير محررة".
إلا أن الفصل التراجيدي في كل ما سبق ليس على خشبة المسرح وإنما في الجمهور أنفسهم، فالجمهور يرى و يشاهد ويحلل ويحفظ المسرحية عن ظهر قلب، إلا أنه خامل دون حركة يخاف فيما لو تحرك أن يأخذ أحد الكرسي من تحته فيفضل الجلوس و الاستمتاع بالعرض الحالي والعرض القادم، فهنيئاً لهم الصف الأول من المسرح، أما باقي الجمهور قد يكون بطلاً محتملاً في مسرحيات وفصول قادمة.






جميع الحقوق محفوظة @ 2015 صـــوت الكـــــورد sawtalkurd .

التصميم من قبل Sawtalkurd | ألوان