عائدون بحلة جديدة

موقع قيد الانشاء

أب الــــــكــــــورد (عن مقال للكاتب التركي مصطفى أقيول)



ترجمة : حسين كدو : 

الوطن هو الكرامة, وهو أغلى  وأثمن شيء , ولكننا ككورد لم نعرفه , ولم نتلمس دفئه  ,  ولم نشعر في يوم من الأيام بان هذه الأنظمة الجاثمة  تهتم بنا أوتمثلنا داخليا أو خارجيا  , وان الحنين الى الوطن هو من الأمراض الصعبة والتي لا يمكن علاجها الا بزوال

 الاسباب ألا وهو زيارة الوطن والعيش فيه بحلوه ومره  ولو لفترة قصيرة , ولكل وطن رمز أو قائد , أو أب روحي يعتز به أبناء الوطن , فمثلا الامة العربية كانت تعتز بجمال عبد الناصر وتعتبره زعيما خالدا , والهنود يعتزون  بالمهاتما غاندي ويعتبرونه أبا روحيا وفي تركيا يعتبرون كمال أتاتورك قائدهم وأبيهم  الروحي, اما كورديا فيعتبر البارزاني الخالد الأب الروحي لأغلب الكورد في جميع أجزاء كوردستان لما قدمه من نضال دؤوب , وتضحيات جسام  وإرادة صلبة لا تلين ولا تتنازل عن المبادىء والكوردايتي   .
وفي مقالة للكاتب التركي مصطفى أقيول وبعنوان ( أب الكورد ) في صحيفة حرييت الناطقة بالانجليزية تطرق الى حياة القائد عبد الله اوجلان الذي" بدأ  حياته السياسية من أنقرة  ناشطا  شيوعيا في السبعينات وكيف أسس حزب ب ك ك  الكوردي اليساري والذي تصرف وكأنه حامي الاشتراكية  بين الكورد ,ولكن انقلاب كنعان ايفرين 1980 سحق كل النشطاء السياسيين من الكورد والترك وغيرهم. غير ان أوجلان ظهر الى الوجود بشكل اقوى في 1984 وبدأ بهجماته على القوات الأمنية  وعلى كل من خالفه  , وهكذا استمر الصراع الدامي منذ ذاك الوقت الى يومنا هذا ,   وبلغ عد الضحايا أكثر من خمسين ألف قتيل من الكورد والكريلا والجيش التركي , وفي عام 1999استطاعت تركيا وبمساعدة أمريكا من القاء القبض على أوجلان  , الذي بقي يتنقل في جميع بقاع العالم ولم يجد من يلجأ اليه, وعندها عمت الفرحة والبهجة عموم أجزاء تركيا مثلما عمت الفرحة أمريكا عندما قتلوا ابن لادن , غير ان الكثيرين من الكورد أحرقوا انفسهم فداء وغضبا على اعتقال قائدهم, بل أبيهم الروحي  حسب تعبير اكثر من ثلث االكورد في تركيا والذين ينظرون الى أوجلان بأنه المنقذ لهم ولقوميتهم من الضياع والانصهار وحامي القومية الكوردية وحركة التحرر الكوردية"
.                                                                          
ويمضي مصطفى أقيول " كل الأتراك يريدون ان يقتلوا قاتلهم بدم بارد لانه قتل الكثير من الاطفال والابرياء, ولكن الأحداث على طوال هذه العقود برهنت ان أوجلان الأرهابي  هو الزعيم و هو القائد الذي لا يمكن تجاوزه وان أي حل للمسألة الكوردية في تركيا لن يكتب لها النجاح ما لم يزيل بتوقيع أبو نفسه , وانه لا يزال يحتفظ بهيبته ليس فقط بين صفوف حزبه بل بين صفوف عموم الشعب الكوردي وأحزابه وان باستطاعة أوجلان الارهابي ان يصبح بطلا للسلام ,وهذا ما حمله أوجلان للحمائم التركية الزائرة في سجنه في جزيرة مرمرة ويقصد بهما زعيم حزب الشعب الجمهوري والرئيس القرين لحزب الديمقراطية والسلام".
ثم يضيف أقيول " وبكل صراحة ان حزب العدالة والحرية بزعامة أردوغان  إتخذ خطوة جريئة وشجاعة للتفاوض  مع نزيل سجن إيمرالي الذي يتحاشى ذكر اسمه علنا لما لهذا الاسم من حساسية وصدمة لدى غالبية المجتمع التركي , الذي لم ينسى شهداءه ودموع امهاته, و إن حزب أردوغان إتخذ من الإرهاب نفسه أداة لصنع السلام وهو  يعرف حق المعرفة بانه لا يمكن القضاء على ب ك ك من خلال الحرب والحلول الأمنية ,  وانه لا بد من التفاوض مع رأس الإرهاب نزيل  إيمرالي وليس غيره  , حتى ينجز السلام المنشود.

اذا كل الانظار كورديا , تركيا و عالميا  متجهة الى إيمرالي حيث  اوجلان نزيل  جزيرة بكاملها , وهو معزول  و محروم لاكثر من سنة ونصف من جميع وسائل الإعلام و الحياة ,  والسؤال الذي يطرح نفسه  كيف سيكون حل المسألة الكوردية في الجزء الأكبر من كوردستان؟ وهل ما تروجه الصحافة التركية من القاء للسلاح مقابل لا شيء صحيحا ؟ أم انها محاولة من الاستخبارات التركية لخلق حالة  أنشقاقية  بين صفوف الكريلا الأبطال ,  وقتل الروح المعنوية  للشعب الكوردي  البطل ,  وإعطاء صورة مسبقة هزيلة  , مخيبة و ركيكة لقادة حركة الشعب الكوردي في  كوردستان المركزية ؟ ونأمل , وكلنا ثقة بأن دماء شهداء الكريلاء ودموع امهاتهم وتضحيات الشعب الكوردي في جميع أجزاء كوردستان لن تذهب سدى , وان ما لم تسطع الدولة التركية تحقيقه عسكريا سوف لن تسطع تحقيقه نفسيا وسياسيا , وان غدا لناظره قريب  .




جميع الحقوق محفوظة @ 2015 صـــوت الكـــــورد sawtalkurd .

التصميم من قبل Sawtalkurd | ألوان