عائدون بحلة جديدة

موقع قيد الانشاء

أحمد قاســـم : مبادرة الأسد والآفاق المسدودة


أحمد قاســـم :

كما كان متوقعاً من الأسد, على أنه لايملك من جديد ليقدم للشعب السوري بما يستحقه من خلال خطابه الجديد, بنبرة وكأنه يجتر لعابه متعطشاً لسفك دماءٍ أكثر غزارة وبأبشع صور.

لقد بدأ خطابه كالعادة بجمل عاطفية مليئة بروح يشعر بالآلام على ما يجري في سوريا من إجرام ينصبها للمجرمين والإرهابيين المدعومين من الخارج للنيل من موقف سوريا السياسية تجاه العالم حسب زعمه... وأكد وللمرة الأولى على أن الحرب الدائرة على المساحة السورية على اشدها...وأن القتل والتدمير والتهجير هو المشهد اليومي الى جانب التجويع والحصار..لكنه, مع كل ذلك يتعهد ويتوعد على أنه سينتصر. وأن سوريا ستخرج من محنتها كثر قوة وشعبها أكثر تلاحماً...

أما المبادرة التي طرحها, فهي ليست بجديدة وفق الأفكار التي تضمنتها هذه المبادرة. حيث انها خالية من أية بادرة للحل أو إيقاف للعنف...عندما يتوعد بأنه حتى إذا سلمنا بأمره ووافقنا على مبادئه فإنه من حقه ملاحقة من يسمونه بالإرهابيين..وحسب فهمه على أنه من لايوافق رأيه فهو ينتمي إلى جماعات إرهابية يستوجب محاربته..ووفق مفهومه أن كل المعارضة في الخارج, بالإضافة إلى كل من حمل السلاح ومن آواهم وأيدهم في الداخل هم إرهابيون ومجرمون ..ينفي على أن هناك ثورة ضد حكم ظالم ومجرم ارتكب افظع الجرائم بحق شعبه, بل ينصب ذلك على أنها حرب ضد الوطن والشعب..مما يفهم من ذلك على أنه ماض في حربه إلى النهاية ضد شعب بأكمله ولو كلف ذلك محو سوريا من على الخارطة السياسية من موقعها.. وهذا ما يؤكد منطق الأضضاد, على أن الشر والخير لايتلاقيان مهما تعمق الجرح واشتد الألم بين الطرفين, وبالتالي يجب إنهاء أحدهما الآخر..

جاءت مبادرته ليسد الطريق امام أية مبادرة قد يطرحها المجتمع الدولي من خلال الدعوة إلى جنيف2 أو اي توافق بين روسيا وأمريكا وبالتوافق مع الدول ذات الشأن في المنطقة. حيث يؤكد على أن اية مبادرة من أية جهة يجب أن تستند على أفكاره وأن يأخذ مبادئه اساساً لأية حلول, ومن يفكر غير ذلك فإنه واهٍ ويضيع الوقت على الحلول.. وكذلك يؤكد أنه لا يمكن أن يحاور الذين يرفضون الحوار معه, فالحوار الذي يقصده يقتصر على المعارضة الداخلية وسيمضي بمبادرته ويمضي بالحلول حسب رؤيته مع من يوافقه في الرؤى والأفكار ومن لم يقف مع المعارضة الموصوفة بالإرهابيين والمجرمين حسب زعمه.

أعتقد أن ما ذهب اليه بشار الأسد, هو الإستمرار بما بدأ به في إعلانه للحرب ضد معارضيه من الشعب السوري. وأنه يؤكد على أنه يدافع عن الوطن والشعب في خياره الأمني الذي اتخذه منذ بداية الأزمة حسب زعمه..وهو حق مشروع يمارس ضد من يسمونهم بالعملاء والمجرمين..وهذا ما يؤكد أيضاً أن مايروج على أن هناك مبادرة للحل من دون بشار السد فهو خال من الصحة بمكان, وأن أية مبادرة يجب أن تكون مبنية على الأفكار والمباديء التي يطرحها الأسد..وأن نهاية الأزمة سوف يحددها الأسد من خلال حربه ضد الإرهاب..لقد بات جلياً ما يذهب اليه بشار الأسد لتحديد مستقبل سوريا..وأن الشرق الأوسط الجديد سيولد من أتون حرب مدمرة في بوتقة سوريا قد تشعل المنطقة بأسرها لتكون مخاضاً دموية لولادة جديدة عبر ارتكاب مجازر تذهب ضحيتها مئات الآلاف من الأبرياء ضحايا الظلم والإستبداد وتضارب للمصالح الدولية والإقليمية.

أحمد قاســــــم
الكاتب والسياسي الكوردي السوري   6\1\2013  




جميع الحقوق محفوظة @ 2015 صـــوت الكـــــورد sawtalkurd .

التصميم من قبل Sawtalkurd | ألوان