عائدون بحلة جديدة

موقع قيد الانشاء

خالد أحمد : الفقر والتشرد.... بداية التمرد والثورة


خالد أحمد : 

إندلعت شرارة الثورة السورية في معظم مناطق سوريا إبتداءً من درعا الى بقية أنحاء البلاد, وكانت لإسباب إقتصادية بحتة بغية إحداث بعض التطورات في بنية الإقتصاد الوطني وتحولت من " إسقاط رامي الحرامي الى إسقاط النظام"

 ومعها تحركت القوى السياسية على الأرض وطالبة بإصلاحات سياسية وبدأ كل حزب يطرح مشاريعه السياسية من أجل سوريا المستقبل, فالحركة الكردية بإعتبارها جزء من الثورة السورية رفعت من سوية نضالها وطرحت مشاريعها وحلولا للقضية السورية العامة والقضية الكردية على وجه الخصوص على إعتبار حل القضية الكردية هي مفتاح الأساسي لدمقرطة سوريا كونها من أبرز القضايا العالقة في الشرق الأوسط عامة والدول التي تخصها القضية الكردية خاصة.

بعد تحريرالمناطق الكردية (الشمالية من سوريا) طبق نموذج الإدارة الذاتية الديمقراطية لإدارة هذه المناطق المحررة بغية تسيير الشؤون الأمنية والخدمية وغيرها لأجل ملىء الفراغ الذي حصل بعد تغيب الدولة بشكل كامل , لكن بعض الأطراف لم ترد ذلك وعملت الى استهداف هذه التجربة الديمقراطية بشكل خفي في البداية وبعدها بشكل علني فاستهدفتها سياسيا,عسكريا واقتصادي.
فأولا على الصعيد السياسي: استهدفت الشخصيات الكردية من الرموز الى سكرتاريات الأحزاب الكردية وكان لصالح مسلم النصيب الأكبر في ذلك فقد اتهم بالعمالة للنظام السوري وأنه هو وحزبه " شبيحة " و أدواة في يد النظام السوري وبعد ذلك تهجموا على مشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية لغرب كردستان التي طرحها المجلس الشعبي لغرب كردستان بحجة عدم نصها في القانون الدولي وتم الإصرار على تبني الفدرالية من قبل بعض الأطراف بغية إرغام المجلس الشعبي لقبول ذلك وبعد قبول المجلس بها لتكون فيدرالية ديمقراطية وصرح صالح مسلم " بأن التسمية غير مهم والمهم هو تأكيد الحقوق المشروعة للشعب الكردي في الدستور" ثم استهدف تلك الأطراف الهيئة الكردية العليا الإطار السياسي الجامع للكرد في سوريا بغية تعطيلها وشلها وعرقلتها ليتفرد الأطراف التي تعادي الحقوق الكردية بها لغاية في نفسهم.

على الصعيد العسكري: كان ذلك عن طريق المجاميع المسلحة الذين قاموا بمهاجمة الكرد في الأشرفية والشيخ مقصود ففي يوم إعلان الهدنة بين النظام والحر في حلب قام النظام بقصف المدنيين العزل وقامت المجموعات المسلحة بالهجوم أيضا وبعدها توجهت هجمات المجاميع المسلحة الى قسطل جندو بعفرين وبعدها الى سري كانية (رأس العين) و أثبت تورط بعض الأطراف الكردية في ذلك, وكانت هدفها السيطرة عليها والتوجه بعد ذلك الى الدرباسية وقامشلو وديريك بغية السيطرة على هذه المناطق الأمنة ولإخراخ وحدات الحماية الشعبية منها ضمن أحقر مؤامرة لضرب الكرد والعرب ببعضهم وذلك بتسهيل من الحكومة التركية.

على الصعيد الإقتصادي: وذلك عن طريق فرض حصار إقتصادي على المناطق الكردية الأمنة وقطع الطريق عن المؤن والمواد الأولية بغية خنق مؤيدي حزب الإتحاد الديمقراطي خاصة والأطراف التي تؤيد الهيئة الكردية العليا عامة وكذلك الذين يؤيدون بقاء هذه المناطق آمنة, إن التجويع ليس أسلوبا وطريقة ( لتأديب) الناس بمجرد إنتمائهم الفكري وتأيدهم لسياسة بعينها.

تدل هذه الهجمات والحصار على المناطق الشمالية عامة من قبل الأطراف المختلفة بما فيها الكردية, وما ترافقها من حملات دعائية والتي تنشر كل يوم صورعن تشرد وفقر وجوع ومقاطع عن الازدحام على المخابز وإنعدام أبسط شروط الحياة والترويج بأن السبب في ذلك هو لتأيدك لهذا الوجود الكردي المحرر وأن مصيرك هو الموت جوعا ؟؟ لكن بالرغم من كل هذه المآسي مايزال أبناء الشعب الكردي مصرا على العيش في الفقر والجوع والحرمان والموت بشرف وكرامة من أن يعيش مزلولاً تحت رحمة أناس لا يقدرون الانسان إلاً بمقدار ما ينفعهم!! فكما تحول الآلاف من السوريين في درعا وغيرها من المدن السورية الى كتل نارية أمام آلة القمع والظلم فسيتحول الآلاف من الكرد في غرب كردستان الى كتل نارية أمام القوى التي تعاديها وتقطع عنها أبسط أسباب الحياة الكريمة.
أظن بأن الأمر تجاوز التعرض لسياسات الإتحاد الديمقراطي والهيئة الكردية العليا الى التعرض لشعب بكامله فقط لأنهم يريدون أن يعيشوا أحراراً وليس كما يريده الأخرين.
كان بمقدورهم إخضاع الكرد .... لكن ليس بعد الآن؟

خالد أحمد - باحث سياسي




جميع الحقوق محفوظة @ 2015 صـــوت الكـــــورد sawtalkurd .

التصميم من قبل Sawtalkurd | ألوان