عائدون بحلة جديدة

موقع قيد الانشاء

دلسوز ميدي : المجلس الوطني الكوردي واللحاق بالفرص الضائعة



دلسوز ميدي : 


إن الأفق الذي فتح أمام قادة الأحزاب المنضوية تحت مظلة المجلس الوطني الكوردي كان أكبر وأوسع من حجم ما كان يتخيله هؤلاء القادة و أبعد من الحدود المتوفرة لقدرات بصائرهم و بصيراتهم من أن تراه أو تدركه مع العلم أن التعميم

المطلق يجانب الحقيقة المطلقة ولكن الإستثناء عن القاعدة لا يلغيها . التفكير العلمي يثبت أن الفكر حالة تراكمية يرتقي و يتطور طرداً مع الخط الصاعد للزمن الذي يشكل حركة التارخ وإن الجمود في الفكر(عمداً بفعل مؤثر خارجي أو لضعف ذاتي) والذي يستدل منه فرملة العمل أوتباطؤه
وعدم ملائمته للظرف الزماني و التاريخي الذي تجاوزه يبين أن تلكم الشخصيات تصبح غير فاعلة و غير ذي نفع بل وعالة على الشعوب فتراها تنتج الأحداث في غير الزمن المفترض لحدوثها و تتخبط وهي تحاول اللحاق بالفرص

إن العوامل التي أدت برأيي إلى فشل المجلس الكردي ككل هي نفسها كانت سبب فشل كل حزب من الأحزاب المؤتلفة فيه منذ المخاضات التي سبقت الإنشقاق الأول سنة 1965 إلى الرقم المخزي الذي وصل إليه الأحزاب اليوم و المرشح للإرتفاع بالتأكيد .وترجع كل هذه الأسباب إلى فقدان القيادات لثنائية (الحكمة و الشجاعة) التكاملية و التي لا يمكن تجاوز أي من طرفيها ليكون المرء قائداً لايتملكه الجبن أو تنقصه المعرفة

فثقافة الخوف التي تشربتها الطبقة السياسية في دائرتها الأعلى طيلة عقود رسخت لديها ذلك التناقض بين مايمكنها أن تفعل و ما يجب فعله , بين مصلحتها من المنصب كغاية و مصلحة من أمنها على المنصب ومنحها إياه ليستخدمها وسيلة لغاية أسمى و أرفع , فعكست المعادلة الطبيعية : (أنا في خدمة حزبي و حزبي في خدمة قضيتي) إلى (القضية في خدمة حزبي و حزبي في خدمتي أنا) فخسرت القضية والحزب و الأنا معاً و هذا ما يفسر المجافاة بل القطيعة بين الأنتلجنسيا الكردية و هؤلاء القادة الراكضين خلف اللحظة المناسبة التي تفوتهم زمنياً بشكل دائم وبذلك فهم – كما أسلفنا- يتخلفون عن اللحظة التأريخية الموجبة لمواكبة الحدث و الضرورية لإتخاذ القرار و بالتالي فهم يعيشون حالة إغتراب مع الواقع الكردي إضافة إلى غياب الكادر المتخصص حول تلكم القيادات أسوةً بقادة الدول و الأحزاب الملتحفين ببطانة تخصصية مؤسساتية تقيم الأحداث و تقدم المشاريع للقائد و اختصار هذه الحلقة بشخص أو شخصين غير مؤهلين أصلاً لأي متجدد معينين وفق معايير التبعية أو العائلية أو القبلية

لذلك فمن الطبيعي بل من الحق أن يقول جون ماكين و ليبرمان بعد لقاءهم مؤخراً بالوفد الكردي أننا لم نر محاوراً كرديا
بإختصار و استناداً ألى عام مضى من عمر المجلس الكردي و أكثر من خمسين عاماً من عمر الحركة الكردية فمن غير المتوقع أن المجلس سيصنع الحدث في المرحلة المقبلة بل سينتظره و الأحداث الفارقة في التاريخ لا تنتظر المنتظرين بل تتجاوزهم لتخلفهم في هوامش الزمن




دلسوز ميدي
10/10/12 20 
تم النشر في 02,58 13|10|2012






جميع الحقوق محفوظة @ 2015 صـــوت الكـــــورد sawtalkurd .

التصميم من قبل Sawtalkurd | ألوان