عائدون بحلة جديدة

موقع قيد الانشاء

البوطي: الاحتجاجات في سورية عقاب الهي على عرض مسلسل (ما ملكت أيمانكم)!!



نقلت القناة الفضائية السورية مساء أمس (الثلاثاء 5/4/2011) حديث الشيخ والداعية محمد سعيد رمضان البوطي إلى جمهور المصلين والذي دار عن الأحداث الأخيرة في سورية ..

في سياق الحديث اتهم البوطي المثقفين ورجال الدين وأساتذة الجامعات وأعضاء مجلس الشعب بالتقصير لعدم المبادرة إلى الحوار مع السلطة والمسؤولين والمطالبة بالإصلاحات قبل الأحداث الأخيرة، وقال: بأنهم لم يسبق أن حاوروا السلطة بأي إصلاح، بل أغلبهم كان مهتم بمصالحه الشخصية فقط ، جاء ذلك الكلام للرد على من يقول أن السلطة لا تسمع ولا تحاور الناس بشأن الإصلاح، لذلك حدثت أعمال عنف واحتجاجات ودعوات للإصلاح اتسم بعضها بالعنف، ولسان حال البوطي يقول: أن الاحتجاجات (التي اعترفت السلطة بمشروعية مطاليبها) اعتبرها البوطي لا مبرر لها لأنها لم تأت بعد فشل الحوارات التي لم يبادر إليها أحد من المشتغلين بالشأن العام ..

ومن أغرب وأطرف ما جاء في خطبة  البوطي أنه عاد للحديث عن مسلسل (ما ملكت أيمانكم) حيث قال بأنه رأى رؤيا وكان عليه تبليغها إن عرض المسلسل كما قال في رمضان وإساءته للقرآن الكريم أغضبت الرب الذي عاقبنا بما نراه اليوم من احتجاجات واضطرابات ودماء، ونوه بأنه حذر من المسلسل من خلال الرؤيا مؤكدا أن الاضطرابات والاحتجاجات الشعبية في سورية هي تحقيق لحلمه الذي رآه في رمضان الأخير..

وأنهى البوطي حديثه لجمهور المصلين بخبر إعادة جميع المنقبات المنقولات إلى عملهم السابق في وزارة التربية كبشرى للجمهور، كما تحدث عن إنشاء معهد الشام العالي للعلوم الشرعية واللغوية ودوره المنوط به في تخريج دعاة لا ينحرفون يمينا أو شمالا .. وخصص البوطي جزء من خطبته وحديثه السياسي الطويل لانتقاد موقف القرضاوي الأخير وتحريضه الطائفي واعتبره متقلب المواقف حسب بعض المصالح الحزبية والشخصية…

وبعد تأمل ما قاله البوطي وربط الأحداث الأخيرة بمناماته وبمسلسل (ما ملكت أيمانكم) أقترح أنا العبد (الفقير الحقير) رفع دعوى على الدكتورة هالة دياب مؤلفة المسلسل والمخرج نجدت أنزور ونجوم العمل ومطالبتهم جميعا وبالتضامن بالتعويض على ذوي الضحايا في درعا ودوما واللاذقية ولضحايا رجال الشرطة والأمن… الذين قضوا في أحداث الأيام الأخيرة، لكون (ما ملكت أيمانكم) كان السبب المباشر لغضب الآلهة والموت الذي رأيناه في بعض الساحات فلو لم يغضب الرب لما تأججت الاحتجاجات وحدث القتل…!!

البوطي ورؤياه كشفت نوايا الرب على البلد الآمن المستقر حيث أرسل القوى الخارجية ومؤامراتهم عبر القوى المندسة والمجموعات المسلحة لعقاب كل من سولت له نفسه مشاهدة مسلسل نجدت أنزور و(المارقة) هالة دياب..

كما أنه عقاب لكل من تأخر بمحاورة المسؤولين والسلطات لنصحها  بالإصلاح في الوقت المناسب..

وهذا الموقف شبيه تماما بموقف البوطي أواخر الثمانينات من القرن الماضي حين اعتبر أن احتلال فلسطين من قبل الكيان الصهيوني هو عقاب الهي للفلسطينيين لأنهم شذوا عن سنن الإسلام والإيمان…!!

تذكرت هنا كلام الراحل الكبير ممدوح عدوان في رائعته (حيونة الإنسان) حين قال: (.. أن السلطات تعرف جيدا أهمية الدور الإعلامي لرجال الدين فهم يعرفون أن السلطات بحاجة لهم أكثر مما هم بحاجة إليها ..) وخاصة في الفترات العصيبة هذه حيث يؤدي رجل الدين دورا فعالا في ضبط وكبح الجموع وحصرها في الإطار الإيماني التعبدي والتضرع إلى الله لجعل المؤمنين من أهل الجنة بعد كل هذا الصبر وإطاعة أولي الأمر !!

بينما انشغل القرضاوي قبل البوطي في خطبه بتهييج الغرائز الطائفية، فهو يرى الشعوب مجموعة طوائف وقبائل متصارعة يجب عدم منح أية حقوق للمجموعات الأصغر، فالأغلبية المذهبية بالنسبة للقرضاوي هي التي تسود في مجتمع ديني يتشح بالسواد الجموع فيه مجرد قطعان غنم تسير خلف الراعي المؤمن المنتمي للمذهب الحق…

الاحتجاجات الأخيرة في البلدان العربية فسحت المجال لرجال الدين أن يستنفروا قواهم وأتباعهم لقيادة هذه الاحتجاجات باتجاه ديني غير مدني وغير ديمقراطي ينقلنا من عهد الاستبداد القومي والعروبي إلى عهد الاستبداد الديني الطالباني، في حين يغيب صوت التنوير والعقل والمدنية ويخفت صوت كل القوى السياسية التنويرية اليسارية والدينية والقومية والتي (لخبطت) الأحداث والثورات العربية خططها وكسلها الفكري والسياسي، فترنحت في محاولتها استيعاب ما حدث ..فأخذ رجال الدين وملوك المذاهب وأمراء الطوائف المدعومين من مراكز البحوث والدراسات الإستراتيجية الغربية التي تعزز التذرر والتشرذم المجتمعي والطائفي من خلال نخبها المتواجدين طوال اليوم على الفضائيات، فيلتقي صوت رجال الدين مع هؤلاء مع رغبة السلطات باستمرار سيطرتها لإدخال مجتمعاتنا في حلقة مفرغة من صراع الكر والفر والقتل والعنف والطائفية لإبعاد الحلم المدني الديمقراطي عن الناس الحالمين بالكرامة والحرية والأمل..

بعد توجيهات البوطي وخطبه وتواجده التلفزيوني كداعية وضابط لانفعالات ومشاعر الناس وتبيانه لسبب الغضب الإلهي على البلد ربما يعود الهدوء والاستقرار وينعم الناس يالرفاه والدعة لأنهم رجعوا إلى جادة الصواب واعتصموا بحبل الله، وربما يزيد من حالة الاستقرار اعتذار نجدة أنزور وفريق (ما ملكت أيمانكم) عن مسلسلهم وكفرهم والتضرع إلى الرب ليسامحهم عما اقترفوه من خطايا فنية وفكرية بحق العباد ورب العباد ولا ضير من الاعتراف بخطاياهم ومروقهم أمام الشيخ البوطي أكسبنا الله رضاه…آمين.  

أحمد الخليل: كلنا شركاء




جميع الحقوق محفوظة @ 2015 صـــوت الكـــــورد sawtalkurd .

التصميم من قبل Sawtalkurd | ألوان