آزاد جاويش :
ألقيت نظرة على صفحة التواصل الإجتماعي الفيسبوك وشاهدة ما مدى إنزعاج الأصدقاء والتنديد من المواطنين الكورد الشرفاء وكما نشرو منشورات وكتابات يعبرون فيها عن خيبة أملهم من تصريح شخص خدم عشرات السنين تحت راية البعث وليس بالغريب من تلك التصريحات ومتوقع كل لحظة من تلك الشخصيات الشوفينية والمتعفنة, وعلى
الشعب الكردي أن ينتظرو قليلا من القيادات التي أنشقت عن نظام البعث حتى أن تنظف عقولهم بإنكار حقوق الشعب الكردي في دولة سورية تعددية وديمقراطية ولا ننسى أنهم من خريج كلية ومدارس البعث والنظام الفاسد وليس من السهل وحتى أصبح من المستحيل أن يغتسل عقولهم المتعفنة والشوفينية بالماء الصافي.
أعترف أنه يوجد مشكلة وهي أن بعض تلك رموز المعارضة الذين أنشقو مؤخرا من نظام البعث وآرادو أن يسيرون في الطريق الصحيح بعد تعليمهم وتدريسهم عشرات السنين في مدارس البعث, وآرادو أن يغفرو لذنوبهم عما فعلوه بشعبهم السوري والكردي وجميع الأطياف المتعايشة في سورية, لكن خرجوا من حفرة ووقعوا في حفرة آخرى, ولن يتم الإعتراف بحقوق الشعب الكردي وهم تحت رحمة الحكومة التركية وحتى أنهم يريدون إبادة الشعب الكردي.
هكذا تصريحات المتتالية من بعض رموز المعارضة السياسية ومنها العسكرية ليس بالغريب وتخدم أجندة خارجية وبضغوطات منها باتت معروفة للشارع الكردي ونعلم ما هو المقابل والوعود لهم, هذا التصريح الأخير من رئيس أركان الجيش الحر سليم ادريس البارحة ليس إلا إنها تشوه ثورة الحرية والكرامة ويبعدها عن مسارها, وتناسى أن الشعب الكردي هم الأوائل من خرج الى الشارع ضدد النظام الفاسد وحينها كان من أمثال اللواء سليم إدريس يتصدون للمظاهرات السلمية في جميع أنحاء مدن سورية بالأسلحة وإطلاق النار على الشعب الأعزل, حين خرج الشعب السوري الى الشوارع لإسقاط النظام كان السيد اللواء سليم ادريس ينظم مظاهرات تأييد لنظامه البعثي الذي ترعرع فيها وتعلم في مدارسهم البطش والإرهاب والنهب والسلب وعدم احترام البشر دون تمييز بين الشاب والمسن, وفي إنتفاضة الشعب الكردي في آذار 2004 كان سليم ادريس على رأس جيشه لضرب الإنتفاضة وقتل المدنيين والقاء القبض على الوطنيين الكورد وتعذيبهم في السجون البعثية.
قررت المعارضة السورية البارحة من القاهرة بالإتفاق والجلوس على الطاولة مع الحكومة السورية بعد مقتل أكثر من 70 ألف شخص وتهجير مئات الآلاف وعشرات الآلاف من المفقودين وتم تدمير سورية تقريبا بالكامل وطبعا هي خطوة جيدة لوقف نزيف الدم السوري, ولكن سليم ادريس يرفض الإتفاق مع الشعب الكردي الذي يعيش على أرضه وله تاريخ عريق وحرّم من أبسط حقوقه وجرّد من جنسيته وهم من خرجو الشارع منددين شعارات ضدد النظام البعثي ونسي سليم ادريس ما مدى ارتياح وفرحة جميع الأطياف المتعايشة في المناطق الكردية مع الإتفاق الذي حصل بين قيادة الجيش الحر ووحدات حماية الشعبYPG بواسطة الائتلاف المعارضة السورية والهيئة الكردية العليا لتجنب الإقتتال والفتنة بين العرب والكورد وتوجيه السلاح معا نحو النظام البعثي لإسقاطه حسب ما ورد في بنود الإتفاق, لكن مع الأسف بتصريحه لم يكتمل الفرحة للجميع وأعلن الحرب على الشعب الكردي وإبادته وهدفه أن يبقى الشعب الكردي عبيدا له ولأمثاله وعن طريقهم عبيد لدول الجوار مثل تركيا والسعودية وقطر وبهذا التصريح لا يخدم غير دولة البعث وتركيا.
سليم ادريس مع الأسف نعلم بأن توحيد جميع صفوف الأحزاب الكردية هو من المستحيلات, لكن بتصريحك هذا سيتوحد جميع الأحزاب الكردية والتنسيقيات الشبابية ضدد كل من يتجرأ أن يستهدف الشعب الكردي, وأريد أن أذكرك بأن الشعب الكردي له هيئته الكردية العليا وهم كتلة واحدة مع الأديان والأطياف والقوميات الآخرى المتعايشة كالأخوة في المناطق الكردية ويريدون إسقاط النظام معا وفي نفس الحين لن يقبلو بالغرباء بينهم وسيقاتلون ضدد كل من يحاول زعزعة المناطق الآمنة نسبيا وسيكونون بالمرصاد لهم, ومن قال لك إسقاط النظام يبدأ في المناطق الكردية فأنتم واهمين فأذهبوا الى حلب ودمشق وباقي المدن وحرروها من النظام, وعلى المقاتلين الشرفاء أن يحذرو هذة الفتنة والإنجرار الى حرب أهلية وجميعكم يعلم أن بعض رموز المعارضة في أحضان تركية يعملون لخدمتهم ومصالحهم الشخصية ووجهوا أسلحتكم نحو النظام البعثي وإلا ستصبحون وصمة عار على جبين التاريخ, وعلى سليم ادريس الإعتذار من الشعب الكردي وإلا تصريحك سيدخل التاريخ الأسود وتزول الى مزبلة التاريخ ونعلم بتصريحك الطائفي والعنصري والشوفيني تخدم دولة تركيا باستهداف الشعب الكردي وبأوامر مباشرة منها.
آزاد جاويش
رئيس رابطة المغتربين السوريين-بلاد شمال الراين