صوت الكورد - عدة مصادر قبل نحو شهر تقريباً عُقد لقاء مطوّل في دمشق بين الرئيس السوري بشار الأسد والحاج حسين خليل المعاون السياسي للأمين العام لـ"حزب الله" أكد خلاله الأول أن الخناق بدأ يشتد حول رقبة نظامه وأن المعطيات المتواجدة لديه تؤكد وجود سعي حثيث لسيطرة الثوار على مدينة دمشق بأكملها عبر دعم
لوجستي غربي وعربي مُعلن، وقد دعا الأسد يومها "حزب الله" إلى التحرّك العلني وبشكل فعّال للحؤول دون إسقاط معقل النظام وعاصمته.
رسالة الأسد وصلت إلى نصرالله الذي بدأ منذ ذلك الوقت بعقد لقاءات متتالية لم تنته حتى اليوم تجمعه مع قياديين وكوادر من "حزب الله" وبعض من حلفاء يمكن الإتكال عليهم فيما لو تطلّبت الأمور تدخلا عسكريا مباشرا لدعم نظام الأسد سواء في الداخل السوري أو اللبناني. وهنا تؤكد المعلومات أن نصرالله كان بدأ لقاءاته تلك مع شريحة كبيرة من مناصري الحزب وما يُعرف بـ"سرايا المقاومة" تحت مسمّى قطاع المهن الحرّة في "حزب الله"، وقد أكد للمجتمعين أن الحزب يخوض في العلن معركة مفصلية دفاعاً عن الوجود الشيعي في المنطقة التي سوف يتحدّد مصيرها على أيدينا منذ اللحظة.
أما لجهة القتلى الذين يسقطون لـ"حزب الله" بين الحين والأخر على يد الثوار في عمق الأراض السورية وأخرهم أولئك الذين سقطوا في "القصير" منذ أيام قليلة، فتشير المعلومات إلى أن نصرالله كان اعترف خلال إحدى لقاءاته مع عدد من مقاتلي الحزب أن عشرة الاف عنصر من أخوانهم هم اليوم متواجدون داخل الأراضي السورية إلى جانب جيش الأسد، وقد نضطر في أي وقت للتصريح في العلن بأننا نقف إلى جانب النظام السوري. واكثر من ذلك فأننا قد نجد انفسنا مضطرون لإعلان الجهاد ضد الجماعات الإرهابية عند حدودنا وفي الداخل السوري أيضاً.
وتؤكد المعلومات أن وجود هذا العدد من عناصر الحزب في الداخل السوري، يعني أن أكثر من ثلث قوة مقاومة "حزب الله" النظامية، أصبحت اليوم موجودة في سوريا وكلام نصرالله يوحي بحتمية نقل الحزب معركته مع إسرائيل على الحدود الجنوبية إلى الجبهة السورية.
وتكشف المعلومات عن أن لقاءات نصرالله تلك، لم تشمل رئيس الحزب "الديموقراطي اللبناني" النائب طلال ارسلان لأساب ما زالت راسخة في أذهان قياديي "حزب الله" تعود إلى يوم إجتياح الجبل في السابع من أيار 2008 ، عندما انقلبت مجموعة تنتمي إلى ارسلان ضد "الحزب" في منطقة الشويفات، الأمر الذي ادّى حينها إلى مقتل مجموعة من"حزب الله" بينهم قيادي في المقاومة يُدعى "أبو الفضل". وتجزم بـأن ذهاب إرسلان إلى دمشق للقاء الأسد كان بطلب من الأخير الذي أراد أن يدعوه فيه إلى الجهوزية والتحضّر للمرحلة المقبلة للوقوف إلى جانب قوى "8 آذار" أكان في مناطق الجبل عرين الزعيم الإشتراكي" النائب وليد جنبلاط أو في سوريا.
كما بات من المؤكد أن دعوة الوزير السابق وئام وهاب أهالي الجبل للجهوزية والدفاع عن محافظة السويداء السوريّة، هي ليست المرّة الأولى التي يدعو فيها إلى هذا الامر وبالطبع لن تكون الاخيرة. فمنذ أسابيع قليلة، وتحديداً بعد أيام على دعوة جنبلاط وبعض اهالي الجبل إلى إقامة صلاة الغائب عن روح الملازم أول السوري خلدون سامي زين الدين، قائد كتيبة سلطان باشا الأطرش في محافظة السويداء والذي كان انشق عن جيش الأسد، عمد بعض أنصار وهاب إلى إحداث شرخ في الجبل حين دعوا إلى إقامة صلاة الغائب في قرية بدغان عن روح شخص من ال شيّا ينتمي إلى جيش الأسد كان قتل في مواجهة مع الثوار وذلك، قبل أن يمنعهم عدد من أهالي القرية وبعض القُرى المجاورة.
في المحصّلة، يبدو أن "حزب الله" قد عقد النيّة على جر البلد إلى المجهول، فتحت ذريعة أن التمسّك بالسلاح هو لمقاومة إسرائيل، تتحدث المعلومات عن خطط بدأ الحزب بإعدادها مع بقية حلفائه في قوى "8 آذار" في حال جرت رياح المنطقة بعكس ما تشتهي سفن محور "الممانعة". ومن ضمن الخطط هذه، زعزعة الوضع السياسي والأمني خلال المرحلة المقبلة بقصد صرف نظر الناس عن كل ما يتعلّق بالمحكمة الدولية الخاصة بلبنان، إضافة إلى تطيير موعد الإنتخابات النيابية في حال لم يُقر قانون إنتخابي يُعطي الحزب وحلفائه أكثرية برلمانية يُمكّنها من إعادة السيطرة على البلاد لإراحة نظام الأسد الذي بدأ الثوار يدقّون باب حصنه الأخير.