عائدون بحلة جديدة

موقع قيد الانشاء
مصنف ضمن:

القيادات اللبنانية في كردستان: قليل من السياسة... وكثير من «البزنس»



kl:13,41 21|01|2012 Sawtalkurd



أمين الجميل، ثم وليد جنبلاط ومن بعدهما سمير جعجع في إقليم كردسان في العراق. الخبر ليس سرّاً. لكن ما أدراك ما إقليم كردستان؟ ما خفاياه؟ وماذا تخبئ زيارات «الحج» للمسؤولين اللبنانيين إلى شمال العراق؟
إقليم كردستان العراق عبارة عن كيان فيدرالي انفصل عن الدولة العراقية المركزية بعد العام 1991 بقرار من مجلس الأمن الدولي، ويتألف من محافظات أربيل (العاصمة)، السليمانية، ودهوك، كما تسعى حكومة الإقليم إلى ضم محافظة كركوك النفطية، إضافة إلى بعض المناطق التابعة حالياً لمحافظة نينوى.
في الإقليم الذي تبلغ مساحته أكثر من 83 ألف كلم مربع، يتحدث الأكراد اللغتين، العربية والكردية. يشغل مسعود البارزاني حالياً رئاسة الاقليم بعد انتخابه في تموز 2009. أما رئاسة مجلس وزراء الإقليم فيشغلها السياسي الكردي برهم صالح الذي قدم استقالته من منصبه نائبا لرئيس الوزراء العراقي نورى المالكي.
إلى الإقليم أيضاً، هاجر الآف من المسيحيين العراقيين، من بغداد وغيرها من المدن والمحافظات، هرباً من أعمال العنف وطمعاً ببعض البحبوحة الاقتصادية والسياسية التي تنعم بها البقعة الكردية، حيث يقدّر قيادي مسيحي لبناني أعداد المسيحيين الموجودين هناك بأكثر من 120 ألفا يتوزعون بين أشوريين، سريان وكلدانيين، ويشاركون في العملية السياسية لا سيما تمثيلاً في برلمان الإقليم.
على تخوم «الدولة الكردية»، وفي سهل نينوى تحديداً، يقطن أكثر من 250 ألف مسيحي، يتنازعهما تياران أساسيان، الأول قريب من الأكراد ويطالب بضم السهل إلى الإقليم، والثاني ينادي بإنشاء إقليم للأقليات العراقية.
إذاً، باتت المنطقة مقصد من تبقى من المسيحيين العراقيين. وتحت عنوان الوجود المسيحي في الشرق، استقلّ قطبان مسيحيان الطائرة ليهبطا في مطار أربيل...
لكن الإقليم أرض خصبة للاستثمارات جذبت الكثير من رؤوس الأموال اللبنانية وأصحاب الأفكار «العابرة للحدود»، حيث يُقال إن أكثر من خمسة الآف لبناني يقيمون في كردستان من باب السعي وراء رزقهم (جعجع تحدث عن أكثر من عشرة آلاف مستثمر لبناني). وكثيرة هي الأسماء المعروفة في عالم «البيزنيس» التي تركت لها موطئ قدم في أكثر مناطق العراق استقرارا: فنادق، شركات، مطاعم، وغيرها من المشاريع وفرص العمل وخاصة في قطاع النفط.
ويفترض «دفتر شروط» الاستثمار على الأرض الكردية، المرور أولاً وأخيراً بالمنطقة الخضراء، وتحديدا بالسفارة الأميركية أو من ينطق باسمها في عواصم أخرى. ويحكى اليوم عن مسعى لإنشاء downtown كردية، في العاصمة أربيل، حيث يحاول اللبنانيون أن يكونوا شركاء في صناعتها على طريقة «الداون تاون البيروتية». ويتحدث بعض المستثمرين عن تسهيلات كثيرة تقدمها السلطات المحلية أمام الباحثين عن فرص عمل من باب تشجيع رؤوس الأموال وجذبها.
وفي الإقليم أيضاً، الحديث في السياسة، لا يشبه غيره في بقية المناطق العراقية. الكلمة الأولى والأخيرة للبيت الأبيض الأميركي، ويعرف جيداً من يقصد هذا المكان، أن مطرقة الفصل هي بيد الإدارة الأميركية وممثليها. ويُروى هنا، انه لا يمكن لأي ضيف أن يطأ مطار الإقليم، إلاْ إذا منحت «الفيزا» بختم السفارة الأميركية.
رئيس حزب الكتائب كان أول زائري الإقليم في أواخر شهر تشرين الأول من العام 2006، بقيت تفاصيل أسبابها مسيّجة بالغموض. كانت تتويجاً لمسار طويل من التواصل بين الفريقين، لا سيما بين آل الجميل ومسعود البارزاني، بدأ أول خيوطه في الخمسينيات من القرن الماضي مع بيار الجميل الجد، وتظهر برقية مرسلة في 27 كانون الثاني من العام 1972 من «المخلص (الملا) مصطفى البارزاني» إلى «معالي الشيخ بيار الجميل»، «اللطف الدائم والشعور الفياض تجاه الشعب الكردي وتجاه النضال الذي يخوضه جنباً إلى جنب مع أبناء الشعب العراقي».
الوزير الكتائبي ايلي ماروني دخل أربيل أيضاً يوم كان حاملاً لحقيبة السياحة، وذلك «من باب تفعيل الصلات السياحية بين الجهتين»، ولا يزال يحافظ على هذا التواصل، وهو مدعو خلال أسابيع لرعاية نشاط شبابي لبناني ضمن فعاليات مهرجان أربيل الثقافي ـ السياحي. كما أنه من المتوقع أن يشارك وفد كردي ممثل لحكومة الإقليم في أعمال المؤتمر الحزبي الذي تعد له قيادة الصيفي في هذه السنة.
«سيد المختارة» تذكّر فجأة أصوله الكردية. وإلى عقر دارها انطلق. اختار من بين «الرفاق»، رجل الأعمال بهيج أبو حمزة بصفة «مستشار»، ليقرعا باب الأكراد، وهو الذي كان رافقه إلى بنغازي أيضاً. لم تكن هناك حاجة للكثير من التدقيق في ثنايا الرحلة، للاستدلال إلى الطبيعة «الاستثمارية» لزيارة «البيك»، ما دام أبو حمزة إلى جانبه. ويكشف البعض أن الأخير خرج من قصر البارزاني متأبطاً اتفاقية لإنشاء معامل ضخمة في الإقليم.
مع «الحكيم»، يتوسّع البيكار. مجموعة من رجال الأعمال اللبنانيين المقربين من «القوات» دفشت باتجاه إجراء الزيارة. تريد دعماً من سيد معراب لدى أصدقائه الأكراد لتحسين وضعها الاستثماري هناك. أما البقية فلا مانع من توظيفها في السياسة: لقاءات مع القوى المسيحية العراقية المقيمة في الإقليم، ورجال دين مسيحيين... لكن الجولة على أرجاء الإقليم، بقيت شوكة في حلق العراقيين، الذين انتقد نواب منهم الخطوة القواتية، ما دفع رئيس الإقليم إلى تعرية الزيارة من أي بعد سياسي.
وقبل مدة من الزمن استضافت القوات وفداً طلابياً مسيحياً من العراق، من سكان الإقليم، للمشاركة في ندوات حزبية، وقد التقاه يومها رئيس الهيئة التنفيذية في الحزب.
ومن رصد حيثيات الزيارة، رأى فيها تبييضاً لصفحة «المقاتل اللبناني» على الساحة العربية. يجزم أن الزيارة حصلت بطلب سعودي ـ أميركي، من باب فتح الأبواب العربية والإسلامية أمام «الحليف» اللبناني المهتم بزيادة استثمارات رجال اعمال قواتيين، في مجالات عدة بينها قطاع النفط. ويرجح أن تكون أنقرة المحطة التالية على جدول أعمال جعجع، علماً بأن هناك من يؤكد أن القيادة التركية أبلغت جعجع انزعاجها من الزيارة لـ «الخاصرة» الكردية، لا سيما أنها حصلت قبل جلوسه إلى طاولة الأتراك. وللدعم المالي حصته أيضاً في هذه الزيارة، التي يُعتقد أنّ جزءاً منها خصّص لتحسين وضع «القوات» مادياً.
كما للسياسة موقعها على جدول أعمال الزوار اللبنانيين، لا سيما جعجع: بعض الوشوشات في اذني البارزاني حول الموقف العراقي قد تساهم في تخفيف اندفاعة إدارة رئيس الوزراء نوري المالكي لصالح نظام بشار الأسد، وإن كان هناك من يعتقد أن الشريك الكردي ليس في موقع التأثير في الحكومة الكردية، فيما الدور الذي يحاول رئيس الهيئة التنفيذية لـ«القوات» لعبه هو من باب تكبير حجر موقعه «الإقليمي» ليس أكثر، وهو الذي «عجز» عن الوقوف على منبر «تيار المستقبل» في طرابلس.
ويذهب أصحاب «العقول السوداء» في رسم السيناريوهات، إلى حدّ وصف الإقليم بمثلث برمودا المخابراتي. فيه تشتغل كل أنواع أجهزة الاستخبارات في العالم. نشاطات عسكرية، تدريبات، وتحركات لا يمكن رصدها بالعين المجردة. ويحلو لهؤلاء الاستفاضة في تخيل مضامين الزيارات اللبنانية لعمق «المثلث»...




 كلير شكر   السفير 





جميع الحقوق محفوظة @ 2015 صـــوت الكـــــورد sawtalkurd .

التصميم من قبل Sawtalkurd | ألوان