kl:05,19 21|01|2012 Sawtalkurd
ولن نقبل بالدبابة التركية ولن ننسى صراعنا معهم، وعمليات الجيش الحر سببت فوضى
أكد هيثم مناع المعارض السوري البارز و رئيس "هيئة التنسيق الوطنية" أنه يرفض أن يكون إرسال قوات عربية لسورية مقدمة أو محاولة توطئة للتدخل العسكري الغربي .
وشدد مناع في اتصال هاتفي أجرته معه وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) من القاهرة على أن “القوات العربية مرحب بها شريطة ألا تكون توطئة للتدخل العسكري الغربي من قبل مجلس الأمن أو أي حلف عسكري كحلف شمال الأطلسي (ناتو)”.
وتابع :”نطالب بقوات عربية خفيفة لا تتعدى عشرة آلاف جندي لتسهيل مهمة عمل المراقبين العرب على الأرض ليتمكنوا من الانتشار بكل موقع بسورية وليسمح للجميع بلقائهم والتحدث معهم بحرية ، كما ستقوم تلك القوات بحماية المدنيين وفك الارتباط بين الأطراف المتنازعة خاصة بالمناطق الساخنة”.
ووصف مقترحات بعض أطياف المعارضة السورية باستقدام الناتو أو أي تدخل عسكري بالاقتراحات اليائسة والمسعورة ، وقال :”هؤلاء(أصحاب هذه المقترحات) يريدون الوصول للسلطة ولو على دبابة أمريكية أو تركية..” معتبرا أن “من لديه ثقة أن الناس سوف تؤيده لا يحتاج لتدخل عسكري خارجي”.
وفي إشارة إلى أن الناتو يتحرك وفقا لمصالحه ، قال إن “”الناتو ليس جمعية خيرية وقد تدخل بليبيا من أجل النفط والآن يتردد أن صحراءها قد تحولت لقواعد عسكرية له ، وأنا أتساءل ماذا سيكون الثمن لدينا بسورية خاصة ونحن لا نملك النفط؟”.
وتساءل :”هل سنقبل باحتلالا وإقامة قواعد عسكرية أم كسر هيبة للأبد أم نبيع الجولان كما يقترح بعض أطياف المعارضة عبر تصريحاتهم التي أعلنوا فيها عدم نيتهم محاربة إسرائيل إذا ما وصلوا لسدة الحكم بدمشق أو أنهم سيقبلون التصالح مع إسرائيل دون مقابل وهو ما يعني أن هؤلاء وافقوا عمليا بيع الجولان حتى قبل أن يتسلموا السلطة ، وأنا أرفض ذلك فلن نبيع الجولان مقابل استقدام الناتو ولن نبيع الجولان بأي ثمن “.
ودعا مناع إلى أن تكون القوات المقترح إرسالها لسورية من قبل دول لا تدافع عن النظام أو مشكوك بدورها وإنما “من دول لم تدخل في إطار المواجهة المفتوحة مع النظام كمصر والمغرب”.
وكان أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني اقترح إرسال قوات عربية إلى سورية ، وهو ما رفضه النظام السوري وكذلك بعض فصائل المعارضة وفي مقدمتها المجلس الوطني السوري الذي طالب بإرسال الملف السوري لمجلس الأمن لقدرته على إصدار قرار حاسم يوقف سفك دماء السوريين. ومن المتوقع أن تقوم الجامعة العربية بمناقشة الاقتراح القطري خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب بعد غد السبت.
وشدد مناع على رفضه أن تتحول الثورة السورية لساحة تصارع إقليمية مذهبية ، وانتقد الإعلام الخليجي ورأى أنه “يجمل صورة التدخل التركي لأن الأخير إخوانجي. وهناك تحالف ما بين دول الخليج وتركيا على أساس الاشتراك سويا بالمذهب السني في مواجهة إيران الشيعية ، وأنا كسوري أقول ما دخلنا نحن بهؤلاء جميعا : أهم شيء عندي هو وحدة الثورة السورية”.
وأعرب هيثم مناع عن رفضه التدخل التركي محذرا من أنه إذا كان ” الإسلاميون سعداء به فإن العلمانيين والأقليات السورية القومية والدينية ضده ، فالأرمن مستعدون لقتاله وكذلك الكرد .. وبالأساس الشعب السوري لن ينسي 60 عاما من الصراع مع تركيا”.
وفي رده على تساؤل حول تقييمه لما يتردد عن احتمال وصول الإخوان لسدة الحكم بدمشق إذا ما سقط نظام الرئيس بشار الأسد انطلاقا من التأييد التركي وعدم الممانعة الأمريكية وتماشيا مع صعود التيار الإسلامي للسلطة بأغلب بلدان المنطقة ، أكد أن هناك أطرافا في الإدارة الأمريكية وفي الغرب عموما وفي دوائر الحكم بتركيا تؤيد “حكما إسلاميا معتدلا في دمشق علي غرار النمط التركي” معتبرا أن الدليل على ذلك أنهم “يحاولون أن ينظفوا ويجملوا برنامج الإخوان ويحاولون أيضا أن يوفقوا بينهم وبين باقي الأحزاب”.
ونفى مناع أن يكون بسورية نظام طائفي كما هو الحال ببعض دول الجوار حيث لكل طائفة مؤسسات وجمعيات وجامعات ، مشددا على أن الموجود بسورية هو “توظيف للمسائل الطائفية والمذهبية بشكل سياسي”. وأوضح :”في كل الصراعات التي تمت بين الإخوان والنظام وقفت الأقليات بجوار الأخير لا حبا فيه ولكن لأن أطروحات الإخوان كانت متطرفة جدا تصل لدرجة تخيير بعض الطوائف كالعلوية ما بين النفي أو القتل أو التحول للمذهب السني”.
وأستنكر مناع اتهامات البعض له بأنه عميل للنظام السوري نتيجة لرفضه التدخل العسكري الغربي وكذلك أستنكر تصنيفه بالمعارضة المصطنعة التي تبرر وجود النظام ولا تطالب بإسقاطه ، مشددا بالقول :”نحن بالتأكيد ضد هذا النظام الحقير ومع سقوطه اليوم قبل غد ولكننا لم نفقد البوصلة بعد”.
وتابع :”عيب على الذين ليس لهم أدنى علاقة بالثورة والشهداء أن يتهموني في وطنيتي ، هؤلاء ممن أسميهم فريق المعارضة مدفوعة الأجر الذين لا علاقة لهم بالثورة والشهداء سوى التكسب من وراء ترديد الترحم عليهم في الفضائيات بينما يعاني أهالي الشهداء العوز والفقر… لقد سقط من عائلتي 12 شهيدا واعتقل 156 ولا نزال ندافع عن الثورة وسنظل لأن هذا واجبنا”.
ولفت مناع إلى تراجع الحراك المطالب بالثورة في الشارع السوري مؤخرا ، مرجعا ذلك للبعد عن الطريق والهدف الأساسي في سلمية الثورة حتى إسقاط النظام ، وأوضح :”كثير من الناس لا ينزلون للمظاهرات الآن إلا بعد أن يعرفوا شعارها فهم لا يكترثون لقضية العلم جديد أم قديم أو قضية الجيش السوري الحر”.
وتابع :”الناس تريد الخلاص من الديكتاتورية ومرحلة انتقال هادئة ومستقرة ومؤسسات جديدة دون عسكرة كما حدث بالنموذج التونسي فلماذا نصر نحن على النموذج الليبي”.
وأوضح :”اليوم هناك أكثر من 16 نقطة ساخنة في عموم سورية لا يستطيع أحد الادعاء بالسيطرة عليها ويفتقد فيها المواطن البسيط أدني درجات الأمان ، ورغم أن هذا المواطن في الغالب غير مؤيد للنظام ولا لغيره ممن يسمون الجيش السوري الحر فإنه لا ينجو من هجمات أي منهما ولا من الخطف من قبل الشبيحة مقابل فدية أو طلب إطلاق سجناء”.
وشكك مناع في الأعداد المنضوية للجيش السوري الحر وانتقد كذلك نوعية عملياته ، وقال :”لقد قام ذلك الجيش بضرب مركز تابع للمخابرات في حرستا وفي الأسبوع التالي قامت السلطة بضرب مركزين لأمن الدولة بدمشق وألصقت التهمة به وصارت البلاد في فوضى وأصبح هناك مناطق لا يتظاهر بها أحد خشية حدوث انفجارات مماثلة .. ولو كانت عملية ضرب المركز إيجابية لما أعادت السلطة إنتاجها فالأخيرة لن تقلدك إلا إذا كان لديك عامل خاطئ وبالتالي يصب عملك في مصلحتها”.
وتابع :”تسليح الثورة خطأ استراتيجي لأن نظام بشار يملك مليون عسكري وبالتالي هو الأقوى عسكريا ، لكن الثورة أقوى سلميا والعالم كله تعاطف معها عندما أعلنت سلميتها ونبذها للطائفية ورفضها للتدخل الخارجي”.
وحذر مناع من أن سورية الآن تقف على مفترق طرق صعب ، وأحد الاحتمالات التي تواجهها هي خطر الحرب الأهلية ولا يوجد طريق لإسقاط طريق الحرب الأهلية والابتعاد عن الحرب الإقليمية وسقوط بشار إلا بالتمسك بسلمية الثورة ونبذ الطائفية وعدم الخوض في أي تفاوض مع السلطة.
ورأى أنه “بقدر ما تكون الثورة سلمية كلما اتسعت قاعدتها الشعبية ، كما ستقنع عددا كبيرا من الضباط الشرفاء بأن يغيروا كفة الميزان لصالحها لأن العسكري يتخندق في الجهة التي ينتمي إليها إذا كانت المواجهة عسكرية أما إذا كانت الثورة سلمية فالعسكري قد يتخلي عن الأوامر ويرفضها”.