عائدون بحلة جديدة

موقع قيد الانشاء

دلكش خليل : الطرف الثالث في غرب كردستان.....!؟

kl:01,11 13|07|2013 Sawtalkurd

دلكش خليل : 

التاريخ حافل بأمثلة وتجارب عديدة يمكن الاستفادة منها في كل زمان، ويتجدد أحداثها في الحاضر بصور واشكال مختلفة لكن الاهم هو دراسة وتحليل مجريات التاريخ بأدق تفاصيلها، وأخذ نتائج قيمة كما الحال مع حركة حرية كرستان بريادة حزب العمال الكردستاني PKK، وذلك لتدارك المسببات التي أخمدت ثورات الحرية بشكل عام و الثورات الديمقراطية الكردية بشكل خاص،بالأضافة إلى كشف السياسة العالمية المستمرة منذ تشكل الانظمة العالمية الاحادية والثنائية القطب.

ومن قراءة بسيطة للثورات الكردية المتتالية في أزمنة وأماكن مختلفة ضد انظمة اقليمية و عالمية تحاول السيطرة على هذه المنطقة المشكلة نواة مركزية للعالم، حيث يقوم النظام العالمي ومن خلال السياسة المطبقة على قاطني هذه المنطقة يتم خلق توازنات في الشرق الاوسط و العالم لمصلحتها السياسية والاقتصادية، ويمكن رؤوية أسباب سقوط هذه الثورة أو تلك في ذلك الزمان و المكان، وذلك عبر تشكيل الاستفادة من الطبقة الخائنة العميلة المنتشرة بشكل كبير بيبن كافة الشعوب ويعاني منها الشعب الكردي بشكل أوسع.

فوقائع سقوط تلك الثورات تشير على وجود طبقات أو فئات ضعيفة النفس، لا يخدم نجاح الثورة مصالحها أو عبر استقطابهم من قبل النظام المعادي والمحتلة للارض للثورة الكردية، من خلال اغراءات شخصية بالاموال او بمناصب ابان اخماد الثورة الكردية المطالبة بالحرية واخراج المحتل، وتكون مساعدة هذه الفئات بطرق مختلفة مذكورة في التاريخ إن تم مراجعتها وتحليلها بشكل دقيق.

ومن أمثال تلك الفئات الخائنة في التاريخ الكردي يرى منهم هرباكوس الذي ساعد البارسين في القضاء على الدولة الميدية و كذلك عدد من اقرباء شيخ سعيد بيران الذين تواطئوا مع العثمانين، كما وتشكلت مليشيات في اجزاء كردستان الثلاث لمناهضة التطلعات الكردية المطالبة باستقلال الارادة والقرار، وكانت تسمى حماة القرى في شمالي كردستان وفي شرق كردستان كانت تسمى باسم "البسيج" وفي جنوب كردستان كانت تسمى بـ"جحش" وكان صدام حسين يسمى هؤلاء العملاء بـ"فرسان الشمال".

وفي غرب كردستان وسوريا وحتى بدء الثورة الشعبية الديمقراطية ضد النظام البعثي لم يرى هذا التأثير الكبير لتلك الفئات، وعلى العكس تمكنت الحركة الكردية التخلص من حالة التشرذم التي تعانيه من خلال تجمع الاحزاب و التنظيمات السياسية الكردية في مجلسين، مجلس شعب غرب كردستان و المجلس الوطني الكردي وتوحدهما في الهيئة الكردية العليا التي تعبر عن وحدة الصف الكردي شعبا و تنظيمات سياسية و مدنية.

إلا إن هذه التجمع الكردي في ظل الهيئة الكردية العليا لم يرق لفئات كردية وأطراف من المعارضة السورية و كذلك بالنسبة للدول الاقليمية والنظام العالمي التي ترفض الوجود الكردي المستقل في الارادة و القرار، لذلك عمل النظام العالمي و بوساطة أطراف من المعارضة عملت على ايجاد طرف كردي ثالث لخدمة مصالحها وخلق حالة من الفوضى في المجتمع الكردي وإعادة تقسيم قواه الوطنية ، وبرز تأثير هذه الفئة العميلة بشكل جلي في الهجرة العشوائية وبعشرات الالاف من المناطق الكردية الى دول الجوار عبر الدعاية الاعلامية بواسطة وسائل اعلامية اقليمية وكردية.

وقام هذا الطرف الثالث الغريب عن المجلسين الكرديين بتشكيل كتائب كردية وبمسيمات متصلة بالتاريخ الكردي ككتائب صلاح الدين و يوسف العظمة ولواء مشعل التمو و كتيبة آزادي وبمساعدت هذه الكتائب ومموليها تمكنت المجموعات المسلحة الجهادية من خلق حالة الفوضى و الدمار في غرب كردستان، الامر الذي لم يستطع النظام البعثي فعلها رغم بطشها المفرط.
وأبرز وجوه هذه الفئة الثالثة المتشرذمة هم صلاح بدر الدين و عبد الباسط سيدا وغيرهم ممن يدعون ويأججون الشباب الكردي الحامي إلى الوقوف في وجه الحركة السياسية الكردية الوطنية ووحدات الحماية الشعبية YPG وقوات الاسايش التابعتين للهيئة الكردية العليا، عبر المحاولة بواسطة بعض الوسائل الاعلامية الدعائية الكردية والعربية إلى ربط الحركة الكردية الوطنية وقواه الامنية بالنظام البعثي القاتل، وذلك بغية اضعافها لتسهيل سيطرة المجوعات الارتزاقية الجهادية، ويحصل تلك رؤوس تلك الفئة الثالثة وأعوانهم على مناصب موعودة بها في الدولة الجديدة.

فحالة الاستقرار والامان التي تعيشها المنطقة الكردية في سوريا بفضل وحدات حماية الشعبYPG  وقوات الاسايش،  وظهور قيادة كردية مستقلة الارادة و القرار في الشرق الاوسط لا يتناغم وحالة التوزان التي يعمل عليها النظام العالمي الرأسمالي في الشرق الاوسط وشمالي افريقيا بتطبيقها للسياسة البريطانية القديمة  "فرق تسد"، وذلك من خلال ضرب مكونات هذه المنطقة ببعضها البعض، وبقاء حالة العبودية و الخضوع الكردية هي أهم محاور هذا التوزان التي يعمل النظام العالمي فرضها على الشعب الكردي في الشرق الاوسط.

فأحداث كوباني وعفرين وحلب وسري كانية وعامودا كلها لم تأتي صدفة أو بإرادة طرفي الهيئة الكردية العيا وإنما من خلال مؤامرة مخططة لها من قبل الطرف الثالث أو جناح الخيانة في التاريخ الكردي الذين يمكن رؤويتهم بوضوح من خلال تأجيجهم لهذه الاحداث وتأليبهم للطرفين الكرديين إلى التناحر و الصراع واعتبارهم للمجموعات الجهادية التي حاولت السيطرة على غرب كردستان في سري كانيا و تل تمر وعفرين وسببت سيل دماء الابرياء من الكرد بأخوتهم في الوطن.
فعلى المجلسين الكرديين الوطني الكردي وشعب غرب كردستان وبمختلف تنظيماتهم تدارك مؤامرات ومخططات هذه الفئة الثالثة أو جناح الخيانة في المجتمع الكردي واقتلاعه من جذوره والدعم الجدي وبمختلف الوسائل المتاحة لوحدات الحماية الشعبية YPG  و قوات الاسايش خاصة مع تطور الثورة الديمقراطية للشعب الكردي في غرب كردستان وسوريا ضد جميع الانظمة التي تحاول بسط سيطرتها على الشعب الكردي من جديد.


دلكش خليل
مهندس وناشط كردي






جميع الحقوق محفوظة @ 2015 صـــوت الكـــــورد sawtalkurd .

التصميم من قبل Sawtalkurd | ألوان