عائدون بحلة جديدة

موقع قيد الانشاء

آزاد جاويش : الفرق بين بيان المجلس الوطني الكوردي والاتحاد السياسي الكوردي



آزاد جاويش : 

صدر بيان بتاريخ 03.05.2013 من الأمانة العامة للمجلس الوطني الكوردي في سوريا ضمن الاجتماعات الأخيرة في هولير رغم أن أعمال المجلس ومكتب الأمانة معطل بسبب خلافات جوهرية بين أحزابها بالنسبة للوضع الكوردي الراهن, ورد في البيان مايلي //تشهد بلدة تل تمر – محافظة الحسكة، منذ عدة أيام، تطورات خطيرة أدت إلى وقوع اشتباكات مسلحة بين عناصر مسلحة تنتمي لبعض العشائر العربية من جهة، وقوات الحماية الشعبية (YPG) التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) من جهة أخرى، راح ضحيتها عدد من القتلى والجرحى والمزيد من المعاناة للأهالي// تفاجئت عندما شاهدت الخبر على صفحات التواصل الاجتماعي الفيسبوك وفي نفس الحين لم أعطي أهمية لهذا الخبر لأنني شاهدته على صفحات الفيسبوك وليس من مصدراً رسمي, وفكرت بأنها كباقي المرات لعبة من ألعاب المطبلين والمظمرين على نشر الفتنة بين أبناء الشعب الكوردي, ولا صحة لهذا الخبر الغير معقول أن يستوعبه أو يتقبله الإنسان الكوردي أن البيان صدر من المجلس الوطني الكوردي مهما كانت حجم الخلافات بين الأطراف المتنازعة, لكن بعد أن شاهدت الخبر قد نُشر في بعض المواقع الكوردية حينها قلت في نفسي رحمة الله على الهيئة الكوردية العليا وحزنت جداً علماً شيء بداخلي لم يتّقبل البيان أو بالأحرى لم أصدق أن مضمون البيان صدر بتوافق بين جميع الأحزاب المنضوية تحت راية المجلس الوطني الكوردي.

 يوم تاريخ اصدار البيان كنت أقلّبُ في صفحات الفيسبوك وشاهدت الإستياء في الأوساط السياسية وموجة واسعة من ردود الأفعال واستنكار البيان من طرف المواطنين والسياسيين والأكاديميين والفنانين وجميع فئات الشعب الكوردي واصفين إياه بالبيان الهش والمهترئ والغير أخلاقي والمُخجل ولا يتّسم بالمسؤولية لوصفهم الشهداء الكورد بالقتلى علماً هم الشرفاء الذين ضحوا بأغلى ما عندهم وبروحهم ودمهم وجعلوا من أنفسهم قرباناً من أجل كرامة الأمة الكوردية ومنع المخربين الدخول إلى المناطق الكوردية وإبعادهم عنها وحماية شعبنا ومن بينهم أهل وعوائل أصحاب البيان المقيمين في الفنادق الفخمة, ومن ثم فرحتُ عندما شاهدت بأن بعض الأحزاب الكوردية ضمن المجلس الوطني الكوردي قد تبرؤو من البيان الغير أخلاقي وأصدروا تصريحات مُشرّفة على لسان القياديين مثل شلال كدو وفتح الله حسيني وهوشنك درويش ود.سربست نبي ومحمود باقي وغيرهم الحريصين على شعبهم مُعّبرين عن استيائهم ومؤكدين أن مثل هذة البيانات المشبوه تخلق رؤى مشوشة حيال القضية الكوردية للرأي العام الكوردي والعالمي معاً,  كما أكدوا أن مضمون البيان لا يُعبّر عن المجلس الوطني الكوردي في سوريا ولا مكتب أمانته.

لاحظت في البيان ثلاثة نقاط خالية من الأخلاق السياسية ومهمة للغاية وأولها ذكرته أعلاه بوصف الشهداء بالقتلى, والشيء الثاني أن الاقتتال حصل بين بعض العشائر العربية من جهة وقوات حماية الشعب YPG التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD من جهة آخرى, هنا نلاحظ معاً أنه ماجاء في البيان يدعوا إلى الاقتتال ونشر الفتنة بين الشعب الكوردي والعربي لأن البيان أكتف بوصف العشائر بالعربية ولكن لم يلصق بها كلمة البعثية, والشيء الأخطر والمُخيف أن العشائر البعثية المعروفة بعدائها وكرهها اتجاه الشعب الكوردي وبمساعدة بعض الكتائب التابعة لجيش الحر وباعتراف منهم يعملون معاً باستهداف الشعب الكوردي, ونشاهد ما جاء في البيان الملغوم لن يذكر بتاتاً وقوف الكتائب التابعة لجيش الحر رغم اعترافات الكتائب نفسها بالوقوف إلى جانب العشائر العربية والقتال معاً ضدد الشعب الكوردي, والشيء الثالث والأخير وصفهم  قوات وحدات حماية الشعب تابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي وهذا مخالف وخرق لاتفاقية هولير الذي أقرّ بشرعية وحدات حماية الشعب YPG ورعاية الهيئة الكردية العليا لها وهذا الشيء تبناه الطرفين.

في 04.05.2013 أي اليوم الثاني من اصدار البيان الأول المُخجل وبعد ردود الفعل بين جميع مكونات الشعب الكوردي أصدر المجلس الوطني الكوردي في سوريا بيان آخر جاء فيه مايلي //لا تزال الاوضاع المتوترة تسود بلدة تل تمر وريفها من محافظة الحسكة، والاشتباكات المسلحة تحصد مزيداً من الارواح، اثر استمرار المجموعات المسلحة ومن يدعمهم من الذين يستظلون بالجيش الحر في استهداف للقرى الكردية ومواطنيها الابرياء ووحدات الحماية الشعبية (ي ب ك ) في محاولة يائسة منهم لجر المنطقة الى صراع اهلي بين مكوناتها المتآخية// انني أجد هذا البيان أيضاً لا يليق بالمقاومة التي أبداها وحدات حماية الشعب الذين ضحوا بأرواحهم لحماية مناطقنا الكوردية وشعوب المنطقة من الأشور والسريلن والكلدان والتركمان والأرمن والعرب بمذاهبهم المختلفة, البيان لم يعطي الحق الكامل للقوات الكوردية التي قاومت وما زالت تقاوم ضدد المرتزقة رغم الفرق الكبير مقارنة مع البيان الأول المتعفن لأنه لم يتطرق البيان الثاني إلى الشهداء الأبطال بين صفوف وحدات حماية الشعب مكتفية بذكر جملة //تحصد مزيداً من الأرواح// وأيضاً لا يصف البيان وحدات حماية الشعب بقوات تابعة للهيئة الكوردية العليا, وأخيراً نستنتج أن البيان الأول أصدره الاتحاد السياسي الكوردي لأنه يشبه التصريحات التي تعوّدنا عليها ومصدرها فنادق هولير بامتياز محاولين الاصطياد في المياه العكرة والبيان الثاني مصدره المجلس الوطني الكوردي, وباختصار نستطيع أن نقول أن الاتحاد السياسي الذي تأسس وظهر للسيطرة على قرارات المجلس الوطني الكوردي في سوريا لا غير قد أخفقت وفشلت مرة آخرى كسابقاتها.


   






جميع الحقوق محفوظة @ 2015 صـــوت الكـــــورد sawtalkurd .

التصميم من قبل Sawtalkurd | ألوان