آلان محمد بيري :
سوريا ثانيةً و المأساة ُ الإنسانية و إحدى أشرس أنواع الحرب التي شهدتها البشرية في تاريخها الحديث بعد الحرب العالمية الثانية في أوربا , و أفتكها على صعيد الربيع العربي مع إن الليبيين عانوا ما عانوه من ويلات الموت و الدمار اليومي المتواصل إلا إن الموت, الموت الذي هشم أرواح الليبيين ليس هو نفسه ذلك الموت الذي هو الآن يعيثُ فساداً في أرواح السوريين و لعل إن أهم ميزات الموت السوري على الساحة العربية هي تعدد وسائل الموت من جهة و فوضى الأطراف المتصارعة من جهةٍ آخرى ثانية , فما عدنا نعرف يا ترى إلى جانب من سوف نقف و كيف و لماذا ضد الذي يصرعه.....؟؟
فالقضيةُ أكبر و هي ليست في يد النظام السوري و على رأسه "بشار الأسد" و لا هي في يد المعارضة السورية بكل مكوناتها و أطيافها و انشقاقاتها اللانهائية حتى نقول بأن المعادلة السياسية هذه قابلة للحل , و إنما هي حربٌ بالنيابة إن ساعدني القاموس السياسي في إيضاح ما معناه إن المختلفين و المتصارعين هم الدول العظمى بمعسكراتها و مصالحها المختلفة و كل ما في الأمر إنهم وجدوا الأرض السورية أفضل ساحةٍ لمعركتهم هذه .
فلدى كُلٍ من الولايات المتحدة الأمريكية و جمهورية روسيا الإتحادية خلافات على مصالحهم و حصصهم في سوريا و هذي حرب ,و آخرى تقودها دول الخليج العربي و على رأسها( قطر و المملكة العربية السعودية) إلى جانب تركيا ضد العراق المالكي و نظام الملالي في طهران و هذه أيضاً حربٌ رابعة بعد المعركتين الرئيسيتين أولهما بين "قوات الأسد" و كتائبه العسكرية النظامية , وجماعات المعارضة المسلحة المتمثلة في ما يسمى بالجيش السوري الحر( الحر لأنه يقتل من يشاء و يدمر ما يشاء في الوقت الذي يشاء) كما الجيش النظامي الحر إلا إن الاختلاف بينهما يكاد يكون ضئيلاً فقتل الأطفال و النساء و الشيوخ و الشباب تتسبب به المعارضة المسلحة و ينفذه الجيش النظامي ,فذاك قد كان السبب وهذا النتيجة , الكلُ متورط و الكل متهمٌ بجريمة الدم السوري الذي يُسفك و يُسفك تمردً على الحليف و العدو في آنهما و معاً.
و الحرب تزداد إتساعاً و شراسةً يوماً بعد يوم و كل طرفٍ لا يتنازل للآخر حتى يُحقن الدم و ينتهيَ مسلسل الدمار و المجازر اليومي ,فكلٌ يريد أخذَ ما جاء من أجله , الأمور في تدهورٍ شديد ,و النفوس مليئةٌ بالضغينة و عار الجريمة الإنسانية ,الحرب أهليةٌ أممية ,الصراع ينمو و القوى التي تقود هذا الصراع و العراك ترفض ولو بأي شكلٍ من الأشكال أي نوعٍ و مهما كان من التنازلات أو الانسحاب ,فكلٌ يأتي و يضع بوقوده في موقد نار الدم السوري الذي يستعرُ و يزدادُ ضراوةً و يغلي و يغلي إلى جحيمٍ و مقبرةٍ لكل اللهاة بهذا الدم و العابثين .
آلان محمد بيري
كوردستان_ هولير
20/4/2013