عائدون بحلة جديدة

موقع قيد الانشاء

سليمان حسن : قامشلو اخر قلاع المقاومة



سليمان حسن : 


حين تم الاعلان عن معركة تحرير دمشق و محاربة الاسد في عقر داره , و وضعت لها الخطط و الاستراتيجيات العسكرية المختلفة و الغريبة بعض الشيء , بيد ان الاكثر غرابة فيها تلك التي اعلنت انطلاقتها من سري كانيه و التي تسببت في خسائر مادية و بشرية فادحة.

و كانت السبب الرئيسي في تدخل النظام البائد في المنطقة و قصفها على مر ايام و تجمعت فيها اوكار الفساد من جبهة النصرة الى مرتزقة الى عواينية و غيرهم , انتهت المعركة في المدينة نفسها ولم تصل الى دمشق وبقي عقر دار الاسد آمناً , وبالتالي فان المخطط كان فاشلا بامتياز وحمل معه تداعيات سلبية كثيرة على المنطقة التي اضطرت الى تحمل اعباء تلك الهبوة و بما ان الغالبية العظمى في المنطقة هم من الكرد
اذا  فحتما كان الكرد من اكبر الخاسرين فيها

في الامس وما ان اجتمعت قادة المقاومة و الممانعة العسكرية المعارضة حتى اعلنت عن انطلاقة مخطط تحريري جديد تغطي بها خاسرتها الماضية وهذه المرة كان لا بد ان يكون المشروع اكبر من سابقه ( سري كانيه ) كي تسجل هذه المرة نصرا اكبر من سابقتها 
و على هذه الاسس تم الاعلان من قبل تلك الكتائب المنضوية تحت لواء الجيش الحر عن الشروع في مخطط جديد لتحرير سوريا  ولن تكتفي بمحاربة الاسد في عقر داره فقط بل ستسبى زوجته وياسر اطفاله ويقضى على الشبيحة نهائيا, وقد اعلن عن قامشلو اول مدينة سيتم تحريرها في هذا المخطط, جدير بالذكر ان عدة مخططات اخرى تم تداولها بعد سري كانيه ومنها حيي الاشرفية وشيخ مقصود الكرديين الذي وصل الى درجة استخدام السلاح الكيماوي وكأن حلبجة الثانية باتت تعيد نفسها في سوريا ولكن على شكل اخر ولون اخر , ان ما يثير حفيظة المرء ويهيجه هو وقوع هذه المخططات جميعها في المناطق التي تسكنها الغالبية الكردية , وعليه دارت بعض المعارك في 12 ابريل حول اطراف مدينة قامشلو نتج عنها سقوط عدة قذائف على المدينة ولازال التوتر مسيطرا على الموقف وعلى جميع الاصعدة ومن كافة الاطراف الا ان المفارقة الكبيرة والتي ستلقي بظلالها على هذا المشروع الاسطوري الفاشل هو تناسي المعارضة العسكرية بان مدينة قامشلو هي كردية و هي اقوى قلاع مقاومة الكرد في سوريا وكذلك اكبرها,
وكان لابد لهم ان يقفو طويلا عند انتفاضة 12 اذار عام 2004 حين وقف الكرد بصدورهم العارية امام تلك الالة الاسدية الوحشية و تمكنوا من تحرير كافة مناطقهم و دون عون من احد

يبدو انه تحصيل حاصل للغط في المعلومات التاريخية و ديمغورافية المنطقة فلطالما كانت الارض و طبيعتها من اهم عوامل انتصارات الحركات و الجيوش , اذا كيف سيهجر الجيش الحر مناطقه ويتفرغ للقتال على ارض غريبة عنه
كما تجدر الاشارة الى ان هذا التحرك يسلط الضوء على اهداف تلك الكتائب و ماهية ايديولوجيتها و الا فمن المستفيد من نقل المعركة الى منتصف المناطق الامنة ليس لسكانها فقط بل الالاف العوائل النازحة من المناطق المنكوبة ايضا وكيف سيؤول مصير تلك العوائل بعد هذا التصعيد ومن يتحمل المسؤولية المباشرة عنها ومن المستفيد من هذا التدهور

من ناحية اخرى فانه يتوجب على تلك الكتائب الا تتجاهل رد فعل الشباب الكرد اللذين لن يقفو موقف المتفرج على قامشلو و هي تترنح تحت وطأة قذائف الاسد ورصاصات المعارضة وحينها سيكون الدفاع بشتى الوسائل مشروعا للشباب الكرد للدفاع عن امنهم و اعراضهم و لو اضطروا الى الاستعانة بإقليم كردستان في الدعم العسكري  و هذه تشكل اشارة الى احتمال تدخل قوات البشمركة الكردية في المستقبل القريب وهنا قد يتساءل المرء عن دور الحركة السياسية الكردية وعن موقف قادتها وعن موعد استفاقتهم من سباتهم الذي باتت تفوح منه كافة الروائح ,وعن وعدم احساسهم بالمسؤولية  وعن خطورة المرحلة الراهنة
وماذا ستوجب عليهم فعله للحد من هذه التصعيدات
هل ستكون بيانات و تصاريح جاهزة للنشر كما كل مرة
ام انه ستكون هناك يقظة متأخرة لعلها تنقذ ما قد تبقى

سليمان حسن 
بلجيكا

Selemanhasan@hotmail.com

فيس بوك
http://www.facebook.com/suliman.hasan.16




جميع الحقوق محفوظة @ 2015 صـــوت الكـــــورد sawtalkurd .

التصميم من قبل Sawtalkurd | ألوان