خالد ديريك :
من يطوع نفسه في خدمة وحماية شعبه ويسهر على راحة مواطنيه ,وخاصة في ظروف الحروب والقتال والكوارث القائمة على حدود أرضه وتخوم دياره
ويدفع روحه ودمه قربانا وتضحية من أجل ذلك الهدف فهو بلا الشك يستحق كل الأحترام والتبجيل
أما من يعمل كل شيء لمصالح حزبوية وفئوية فأقل التسمية يستحقه هو (الأنانية)
عندما تحول وانحرف الثورة السورية عن مساره من السلمية إلى العسكرية ,سواء بسبب بطش النظام وعنفه اللامحدود بأتجاه السوريين أو بسبب المجموعات اللتي دقت أسافين الفتنة وعزفت على وتر الطائفية والعرقية واللتي تقف من ورائهم أياد خارجية
فدخلت الحابل بالنابل وأصبح معظم المدن السورية ساحة للصراعات بين النظام والمعارضة من جهة وبين بعض أقطاب ومجموعات المعارضة فيما بينهم من جهة أخرى ,ومن ورائهما محاور الإقليمية والدولية
ألة القتل مستمرة في سورية والدمار متواصل وعمليات النهب والسلب والخطف أصبح سلعة دارجة للضعيفي النفوس وخاصة بين صفوف بعض مجموعات المعارضة التابعة للجماعات المتطرفة والقاعدية
أما الكورد حافظوا بقدر الإمكان على سلمية الثورة لعدة أسباب منها.
1.وعي الساسي الكوردي
2.أكتساب الكورد الخبرة نتيجة معارضتهم طويلة للنظام
3.استفادة الكورد من تنظيمهم السياسي والأجتماعي أكثر من غيرهم بسبب باعهم الطويل في الحقل السياسي المناهض لسياسات النظام.
هنا كما أسلفنا سابقا ,عندما تحول الثورة من السلمية إلى العسكرية
عمليات القتل والدمار ازداد بإزدياد عدد كتائب العسكرية بشكل غير منظم ودخول الأجانب على خط المواجهة بحجة الجهاد ,وما أدراك أي الجهاد.
هنا كان لا بد للكورد من قوة تحميهم من الغزوات والنزوات مجموعات المتطرفة المغذية بإيديولوجيات وأفكار لم يعد ماشيا مع روح العصر ,وأيضا من بربرية وخداع النظام
فتشكلت وحدات حماية الشعب من شبان متطوعون هدفهم الأسمى هو حماية مناطقهم من أي مكروه أو أعتداء
أكتسبوا التنظيم والخبرة القتالية بسرعة العالية في معسكراتهم
فعندما اقتضاهم الحاجة ظهروا كالأسود
عندما طلبتهم الواجب كانوا على أهبة الأستعداد
عندما حاول الغزاة المس والإساءة لبني جلدتهم كانوا لهم بالمرصاد
دافعوا عن عرضهم وممتلكاتهم ومكتسباتهم بشراسة وببسالة
قدموا أرواحهم فداء لمواطنيهم ولتراب غربي كوردستانهم ولجميع المكونات المتعايشة في مناطقهم
شكلو الأسايش أو قوات لحفظ أمن المدن والقرى كوردية من ظواهرالسلب والنهب والقتل وأي أعتداء الأخر
هذا لا يعني بأن الساحة لوحدهم بل تشكل كتائب كوردية عديدة في ساحة الكوردية ,منهم من أختاروا سبيلهم وأنضموا إلى الجيش الحر ومنهم من أختار الخط الكوردي بالدرجة الأولى
بعض منهم تابعة أو تلقي الدعم من بعض الأحزاب المجلس الوطني الكوردي ,لكن تأثير تلك الكتائب ضعيفة وغير فاعلة على الأرض لعدة أسباب أهمها.
قلة العدد والخبرة والتنظيم ونقص الدعم , ولم نراهم بشكل فاعل في أي من المعارك اللتي تعرض لها المدن والقرى الكوردية .
أما الأنتقادات لوحدات حماية الشعب
1.اعتقال للسياسيين والمثقفين والنشطاء الكورد بين فينة وأخرى بدون تقديم سبب تقنع الجميع
2.مداهمة معسكرات بعض الكتائب الكوردية واعتقالهم بدل محاورتهم لضمهم تحت راية واحدة
3.محاولاتهم لإثبات أنفسهم بإنهم الوحيدون في الساحة عن طريق استعراض قوتهم في بعض الأحيان
هذه الأمور كلها مرفوضة وغير مناسبة للقوات شكلت من أجل الدفاع عن الشعب إلا إذا كان هناك أسباب قوية تدعو لذلك
نعلم من يعمل لا بد له أن يقع في الأخطاء ووحدات حماية الشعب تعمل وتخدم فلا بد أن يحدث هناك بعض الأخطاء ولكن تكرار الخطأ نفسه هنا يكون المشكلة
ندعو وحدات حماية الشعب الحفاظ على سمعته الطيبة وحفاظ على مكتسبات اللتي حققوها بفضل دماء الشهداء والحماس الشعب
كما على الأطراف اللتي تتهم وحدات حماية الشعب الكف عن حروبهم وادعاءاتهم الكلامية والمكتوبة وعدم تضخيم الأمور وخاصة في وسائل الإعلام
الكتائب أخرى عليهم الأنضمام أو التعاون والتنسيق مع وحدات حماية الشعب
هنا يبقى اللوم الأكبر على الهيئة الكوردية العليا اللتي لم تفعل بعد بند تشكيل اللجنة التخصصية العسكرية ,لجمع وتوحيد جميع القوى العسكرية في ساحة الكوردية في مؤسسة العسكرية الواحدة
قبل أن ينشر ظاهرة ميليشيات المسلحة
عندها سيحدث ما لا يحمد عقباه وسيفلت الأمور عن السيطرة وسيصبح المناطق الكوردية فريسة سهلة للمتربصين بها
فالحل الوحيد يكمن وضع الخلافات أو الأختلافات جانبا وتفعيل الهيئة الكوردية العليا وخاصة ما يتعلق بالبند العسكري.