عائدون بحلة جديدة

موقع قيد الانشاء

د.م.درويش : الثورة السورية والأسلوب النوعي


د.م.درويش :

الشعب السوري المكلوم والمنكوب في كل الجوانب لن يركع لأي تسوية يسعى لها بعض ساسة المعارضة مع تأييد بعض الأطراف الإقليمية والدولية المتخاذلة أو المتخوفة من نهاية مأساوية أكثر مما هي عليه الآن، ولا أعتقد أن الوضع الحالي إلاّ مأساوي وكارثي أكث مما يعتقد هؤلاء.

النظام السوري يملك الأسلحة الثقيلة وسلاح الجو وقادر على الاستمرار باستعمالها لمدة قد تكون طويلة طالما هناك إمداد كاف ووجود نوع ما من الغطاء الدبلوماسي الضامن لممارساته الوحشية ضد الشعب السوري والمعارضة المسلحة.
المعارضة السورية الفاعلة على الأرض تستطيع أن تتابع فعلها ولكن ببطء وصعوبة نظراً لضعف الدعم الدولي وتشتت الدبلوماسية المساندة للثورة السورية.

المتابع والمطلع على تطورات الأمور في سوريا يستطيع أن يستنتج مدى عقم الحل الدبلوماسي السلمي وذلك بسبب تعنت النظام بالبقاء من جهة وإصرار المعارضة على دحره من جهة أخرى، والمعادلة تجري هكذا منذ بدء الثورة السورية، والشعب هو الضحية الأولى بتعرضه اليومي للقتل والقمع والتهجير والتدمير العشوائي في مختلف المناطق السورية.
إن أهم العوامل الكفيلة بدحر هذا النظام هي إرادة الشعب وتصميمه بمتابعة الثورة رغم الدعم الضعيف مادياً ودبلوماسياً من المجتمع الدولي، وإن أهم الأولويات على صعيد الدعم الفعلي إن وُجد بشكل أو بآخر، هو تأمين غطاء جوي كفيل بخلق مناطق آمنة للثائرين وللهاربين من بطش النظام، بدون وجود هذا الغطاء الجوي والمناطق الآمنة ستبقى كل الأراضي السورية معرضة للتدمير والتخريب اليومي، الأمر الذي سيضعف دور المعارضة المسلحة ولو أن الشعب السوري الثائر مصمم لمتابعة مسيرته بصموده وتضحياته العظيمة.

أمام هذا المشهد الحالي وبدون حدوث أي مفاجآت خارقة قد تطيح بالنظام، سيبقى الأمر على نفس المنوال ولن يحصل تقدم ملموس للمعارضة إلاً إذا قامت المعارضة المسلحة بأعمال نوعية قوية ومؤثرة في مرتكزات هرم النظام، كالتخلص من القيادات والشخصيات الأساسية المُوجهة والآمرة بالقتل والتدمير العشوائي، فالسوريون يعرفون جيداً أن أصحاب القرار الفاعلين والأمرين في النظام السوري، هم بضعة عشرات وقد لا يتجاوزون المائة، وإن تنفيذ العمليات النوعية يتطلب تعاوناً مميزاً بين الثوار المسلحين وبين الناشطين في الداخل من جهة، والاستفادة من بعض المسئولين الذين مازالوا يعملون تحت إمرة النظام ولكنهم من المؤيدين للثورة ضمناً، هؤلاء الوسطاء هم مصدر مفاتيح الطرق المؤدية لتنفيذ العمليات النوعية وإنجاحها.

التعويل على الرأي العام العالمي أو انتظار الدعم الدولي أو الإقليمي هو أمر مبهم منذ بدء الثورة، ولا تضمن عُقباه أبداً، لذا الدور الداخلي من متابعة وتصميم وثقة وتخطيط نوعي، يبقى أحد أكبر آمال الثورة السورية للوصول إلى غايتها في الحرية والكرامة، والحصول على الحقوق المشروعة لكل الشعب السوري وبكل مكوناته وفي كل مناطقه.
السؤال الملح في أيامنا هذه ، هل تعرف المعارضة السورية ولاسيما الساسة المشتتون فيها، هل يعرفون شيئاً عن الأسلوب النوعي في الثورة وهل يعرفون بعض الطرق النوعية وكيفية التوصل إليها والسير عليها، أو هل لديهم إستراتيجية أو خطط نوعية جاهزة كفيلة بتحقيق التقدم والانتصار.

كاتب وباحث كوردي، 31/01/2013





جميع الحقوق محفوظة @ 2015 صـــوت الكـــــورد sawtalkurd .

التصميم من قبل Sawtalkurd | ألوان