خالد أحمد :
بعد مرور أكثر من عام ونصف على إندلاع الثورة السورية وإقترابها من عامها الثاني بقي شعار النظام "خلصت" وشعار المعارضة " قربت" على حالها بالرغم من وصول أعداد القتلى من المدنيين الى 60 ألفا وأعداد المشردين الى الآلاف بل الى الملايين.
يحكم حزب البعث العربي الإشتراكي سوريا من عام 1963 ويحكمها عائلة الأسد من عام 1970الى الآن 2013 وفق نظام رئاسي أو عرف بالجملكي أي الجمهوري-الملكي وأعتمد داخليا على نفي المعارضين له ولاحقهم تحت شعارات التهديد الخارجي وخطر على أمن الدولة واستمر الحكم بهذه الشاكلة قرابة أربعين عاما دون أن يشعرالأفراد داخل النظام بذلك!, ومع بداية التظاهرات والاحتجاجات في سوريا سرعان ما إنشق عنه أعداد كبيرة من النظام وشملت :
الضباط والجنود بشكل جماعي وإفرادي عن الجيش النظامي ومن دائرة المخابرات وكذلك الأفرع الأمن السياسي والعسكري وأمن الدولة وغيرها من الأجهزة المختصة بالشؤون الأمنية وأسسوا الجيس السوري الحر.
كما شملت مسلسل الإنشقاقات الإدارات السياسية أعضاء من المجلس الشعب ووصلت الى أعلى المراتب في النظام, من رئيس الوزراء الى أصغر المستويات التنظيمية (مستخدم -آذن) , وانضموا الى الهيئة السياسية للمعارضة.
ووفقا لمصادر المعارضة السورية التي تشير بأن مؤسسات النظام انهارت وأن الجيش والمؤسسة العسكرية قد تفككت تماما ولم يبق فيه شي وأنه غير قادر على بسط سيطرته على الأراضي السورية ,إلا أن الجيش السوري النظامي مايزال يحارب على جبهات عدة .
يتألف خلية إدارة الأزمة في أي دولة من أعلى المستويات وتشمل وزراة عدة كالدفاع والداخلية والخارجية والإعلام وغيرها فخلية إدارة الأزمة السورية معظمهم قتلوا في تفجير دمشق وروج وقتها بأن النظام انهار وإن الأمور حسمت وانتهت.
المعارضة السورية السياسية المتمثلة بائتلاف الوطني السوري في خارج حدود الوطن والجيش الحر يسيطر على الأرياف السورية, فإذا كان رئيس الوزراء ليس له كلمة ولا يحكم ومجلس الشعب فاقد للشرعية ولا يحكم والمخابرات لا تحكم والدفاع والخارجية والداخلية لاتحكم وإن الأسد خائف على مصيره وأن أفرادا من عائلته غادرت سوريا.
فمن الذي يدير ويحكم ويقود البلاد طالما لايوجد نظام ولا توجد معارضة؟
والجيش الحر والجيش النظامي في معارك كر و فر؟
خالد أحمد - باحث سياسي