يوسف حسين :
ان سباق التسلح يكون عادات بين دولتين متعاديتين او متحاربتين لكن في سوريا يختلف تعريف كل المصطلحات السياسية و الاقتصادية وحتى المصطلحات الدينية في حكم البعث يختلف كل شيء و مع اقتراب رحيل هذا النظام
بدأ الكل يستخدم قوالب جديدة بنفس المواد السابقة التي عمل البعث لسنوات طويلة لتعريفها بطريقته الشوفينية و ترسيخها لدى الشعب ومن هذه القوالب الجديدة التي يستخدمها المعارضة اليوم شغف التسلح في الخفاء فلا احد يستطيع ان يخفي نجاح الاسلام السياسي المتمثل في الاخوان المسلمين في احتلال المجلس الوطني السوري وحتى يمكن تسمية هذا المجلس بأنه قائمة الظل لهذا النجاح امام فشل الاحزاب اليبرالية و الراديكالية والديمقراطية و حتى الاحزاب الكوردية ان هذا الانتصار عزز الخوف لدى الجميع من سرقة الثورة من قبل طيف واحد و اقصاء الاطياف الاخرة كما حدث في ثورة مصر و ان التخوف الاكبر يكمن في اخبار تأكد ان الاخوان قد بدءوا سباق التسلح والتخزين من اجل معركة ما بعد الاسد , معركة السيطرة على المشهد السياسي في سوريا الغد وما يزيد التخوف أيضا ظهور مجموعات مسلحة بطابع جهادي و اسلامي متشدد خارجة عن المجتمع السوري المنفتح , فعدم التوافق بين المجموعات التي تتألف منها الجيش الحر فتحة باب سباق التسلح و التطرف و التشدد ولعل مجزرة سري كانيه اكدت وجود شرخ فكري وبنيوي عميق بين اطياف الجيش الحر فيوجد مجموعات مدفوعة من قبل تركيا من اجل ان يصبح سوريا ولاية تركيا وتم تعين هذا الولي اخيرا في مدينة غازي عينتاب لهذه المهمة و مجموعات جهادية ذات طابع متشدد ومتطرف مثل جبهة النصر و شخصيات بعثية تحلم ببناء سوريا جديدة بطابع بعثي عروبي لكن بقالب جديد مثل نواف البشير و محمد فارس .
و البشير تحدث عن هذا الحلم البعثي في اجتماعه مع العشائر العربية في منطقة الجزيرة و بعض المجموعات المسلحة من الجيش الحر وكما افادت بعض التسريبات عن احد المجتمعين مع البشير الذي فضل عدم ذكر اسمه ان البشير اعلن عن اهدافه في الاجتماع الذي تم انعقاده بمدينة اورفا برعاية شكري كيربوغا رئيس جمعية الثقافة والتضامن العربية كالتالي :
أ – تشكيل جبهة تحرير منطقة الجزيرة و الفرات وتعين العقيد خالد الويس قائد لهذه الجبهة. ب . شحن الجيش الحر ضد الكورد و زيادة العداوة ضدهم .
ج . ضرورة القضاء على حزب pyd الارهابي .
د . العمل على اثارة القلق و الفتنة بين الكورد و العرب .
ه . استخدام القوة ضد كل من يخالفهم في منطقة الجزيرة . و . رفض أي مطلب من مطالب الكورد في كل الاجتماعات .
لكن الاسئلة الجوهرية الذي تطرح نفسها هنا هل منطقة الجزيرة منطقة عسكرية ؟ هل يوجد ثكنات للجيش ؟ هل يوجد قصور لبشار في منطقة الجزيرة ؟ هل pyd حزب ارهابي ؟
الاجوبة كالتالي . نعم , انها منطقة عسكرية للجيش و نواف البشير اول قائد لهذا الجيش البعثي الشوفيني . نعم , يوجد ثكنات عسكرية في الجزيرة فنظام البعث بنا مئات المستوطنات للبعثين في المنطقة منذ احصاء 1962م . نعم , يوجد قصور للأسد في الجزيرة فبيوت البعثين كلها قصور فلا ينقصهم سوى بشار الاسد ليكتمل القصر بمعناه الكامل . لا , اين الارهاب في هذا الحزب الذي دافع عن ابناء مدينة سري كانيه ( راس العين ) ببسالة و شغف القتال و ليس لدفاع عن مدينة واحدا او لدفاع عن الكورد لوحدهم انما من اجل حماية الوطن من التطرف و التبعية لتركيا و استقلاليتها .
و الاسد عند توجيهه تحية الى مقاتلي pyd في خطابه الاخير لم يكن سوى رسائل ناعمة خلف الكواليس بين الاسد و تركيا و كانت هذه الرسالة مفادها ان أي تدخل عسكري تركيا في سوريا سوف يقابله تدخل سوري عن طريق دعم حزب العمال الكوردستاني في تركيا بالسلاح و المال الازم لتحريك هذه الجبهة داخل الاراضي التركية كما كانت رسالة لدول العربية ان حلم العروبة و الامة الواحد سوف ينكسر بإقامة اقليم كوردي جديد على غرار اقليم كوردستان في العراق ,ألا ان قيادات PYD اكدوا انهم ضد نظام الاسد الفاشي و مع الثورة السورية وان سلاح الحزب ليس موجه لصدر احد من الوطن و اكدا انه سلاح لدفاع عن الشعب الكوردي وشعب السوري ايضا كما انه سلاح مدافع وليس سلاح لهجوم على احد ابناء الوطن فكل الاحداث تؤكد انه سلاح لدفاع .
فأحداث الاشرافية في حلب و سري كانيه ( راس العين ) كشفت حقائق جديدة لبعض المشككين من وطنية حزب pyd ومن سلاحه المسالم والمدافع لكن السؤال الذي يطرح نفسه دائما اين الكورد من هذا السباق في التسلح و من هذه القتال ؟
يعتبر شباب الكورد من السباقين في التظاهر و الانضمام لثورة الكرامة في سوريا والمطالبة باسقاط النظام الا ان الاحزاب الكوردية بانتهاجها سياسة النأي بالنفس حيال الثورة المسلحة اثبتت ان الكورد مترددين في دخول في حرب ضد النظام بجانب المعارضة بطرفيه السياسي و المسلح هذين الطرفين المشككان بوطنية الكورد دائما و كما انهم لا يعترفون بحقوقهم و عدم وجود رؤية مشتركة لسوريا ما بعد الاسد عامتا و القضية الكوردية خصوصا يزيد هذا التخوف لدى الكورد من خطوة الانضمام للمعارضة بطرفيها الا ان الكورد دائما يؤكدون انهم ضد القتال ألا اذا فرضا عليهم ذلك و التاريخ يشهد لهم انهم رجال الحرب والسلم وهم ايضا مقاتلون اشداء لا يهابون ساحات المعارك ساحات الشرف والحرية و الدفاع عن وطنهم فأيمان الشعب الكوردي بشبابهم مثل ايمانهم ان بعد كل ليل طويل سوف يكون هناك شمس تشرق على ارض الاجداد , كما ان الاحزاب الكوردية تخطط للعودة الى ارض السباق ولكن ليس لسباق في التسلح و قتل ابناء الوطن و انكار وجود الاخرى مثل مجلس الوطني السوري و ائتلاف الوطني السوري الذي لا يعترف بوجود قومية كوردية يعيش على ارضه , انما يخططون من اجل مواجها كل سارق يسرق خيرات الوطن وكل مستغل يستغل ثورة الكرامة وكل دكتاتوري يرفض وجود الكورد على ارضه لا يريد الكورد محتل اخر للوطن يريدون الحرية التي راحا ضحيتها بحر من الشهداء.
كما على جميع اطياف المعارض ان تعلم , ان أي دولة تقدم السلاح من اجل قتل ابناء الوطن وليس لإسقاط الاسد او بعد سقوط الاسد لا يريد الخير للوطن لانه اذا اراد الخير لنا ولوطننا كان بإمكانه ان يقدم هذا السلاح النوعي اليوم لتغير موازين المعركة في سوريا وليس ليقدم مخيمات البؤس و الجوع على اراضيها و لنفرض انه يحبون الخير لدولة السوريا فيمكنهم تقديم المساعدات لإعادة تعمير البنية التحتية و تقديم الخدمات لأبناء الوطن وليس لتقديم سلاح لطيف من اطياف المعارضة من اجل احتلال و قتل و انكار و جود الاخر .
وعند التخلص الجميع من هواجس التخوين و الخوف من الاخر سوف يكون هناك طاولة تجمع بين جميع ابناء الوطن من اجل الاتفاق على سوريا فيدرالية يحترم فيها بحق الصغير قبل الكبير بحق الاقلية قبل الاكثرية بحق المرأة قبل الرجل حق المواطن قبل الرئيس .
http://www.facebook.com/