Kl :06,33 05|01|2013 Dengê kurd
زعيم التنظيم “أبو سليمان المهاجر” ليس سوى “خالد المحمود” الذي كان مساعدا لشاكر العبسي وأحد كوادر تنظيم “جند الشام” الذي أسسته و مولته بهية الحريري!؟
في السابع والعشرين من الشهر الماضي، ظهر شريط على شبكة “يوتيوب” يعلن ولادة تنظيم إسلامي أصولي جديد في سوريا ، وتحديدا في مدينة حمص وجوارها ، ذي خلفية سلفية تكفيرية ، تحت اسم “جند الشام”. وظهر في الشريط زعيم التنظيم “أبو سليمان المهاجر” معلنا عن أهداف التنظيم.
ليس رنين الاسم جديدا على الأذن في المنطقة، فقد سبق أن سمع الناس بهذا الاسم لأول مرة عند اغتيال رفيق الحريري، حين خرج المدعو “أبو عدس” في شريط مسجل مرسل إلى مكتب “الجزيرة” في بيروت ليتبنى عملية الاغتيال. ويومها ـ كالعادة ـ خرج أصحاب الفكر التآمري ليعلنوا أن المنظمة “فبركة مخابراتية” سورية! لكن العودة بالتاريخ إلى ما قبل ذلك بست سنوات ، وتحديدا إلى العام 1999، تكشف جذور القصة.
في ذلك العام ، اجتمع عدد من الأصوليين القادمين من بلاد الشام (سوريا ، لبنان ، الأردن ، فلسطسن)عبر زواريب المخابرات الأردنية والسعودية في مدينة “هيرات” الأفغانية ليعلنوا أنهم “جند الشام”. وكان على رأس هؤلاء من سيعرف بعد ذلك بسنوات بجرائمه المدوية في أنبار العراق تحت اسم “أبو مصعب الزرقاوي”. وكان إلى جانب الزرقاوي ، الفلسطيني ـ الأردني الأصل، مساعدون آخرون له من لبنان ( لبنانيين وفلسطينيين) ومن سوريا وفلسطين ذاتها، لعل أبرزهم الطبيب السوري “أبو الغادية الشامي”(سليمان درويش) الذي سيقتل في العراق لاحقا.
بعد شريط “أبو عدس” اختفى اسم “جند الشام” من التداول الإعلامي إلى أن انفجرت معركة “مخيم نهر البارد” بين تنظيم “فتح الإسلام” والجيش اللبناني في أيار / مايو 2007 . وكانت القضية انفجرت في 19 من الشهر نفسه عندما هاجم مسلحو “فتح الإسلام” فرع بنك “البحر الأبيض المتوسط” الذي يملكه آل الحريري في بلدة “أميون” قرب طرابلس، بعد أن توقف سعد الحريري عن دفع رواتب المسلحين بأوامر واشطن التي كانت لاحظت استشراء المد الأصولي شمال لبنان. يومها خرج وليد جنبلاط ليكشف في مؤتمر صحفي (24 أيار / مايو 2007) أن عددا كبيرا من مقاتلي “فتح الإسلام” هم في الأصل مسلحو تنظيم “جند الشام” في مدينة صيدا، الذي تموله بهية الحريري!! وما كان بهذه الأخيرة ، التي ذهلت بتصريحات حليفها ، إلا أن اعترفت بالأمر، لكنها أنكرت أن يكون “جند الشام” جزءا من “فتح الإسلام”. وقد اتصلت بجنبلاط لإبلاغه ذلك رسميا، وفق ما كشفته صحيفة” صيدا نيوز” الصادرة في صيدا بتمويل من آل الحريري. وقالت الصحيفة يومها ( 25 أيار /مايو 2007) ما حرفيته” تلقى رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط بعد مؤتمره الصحافي امس، اتصالاً هاتفياً من النائب بهية الحريري، اوضحت له فيه ان مجموعة “جند الشام” في مخيم عين الحلوة، لا تنتمي الى عصابة “فتح الاسلام”، وانها مختلفة عنها. وأبدى جنبلاط اهتمامه بهذه التوضيحات”!! وبعد ذلك بأيام، وبعد أن جرى الكشف عن المزيد من فضائح القضية، زعمت الحريري أنها تمول هؤلاء “لأسباب إنسانية ، وليس من أجل السلاح”! ومنذئذ أصبح تنظيم “جند الشام” يعرف باسم “جنود الست”، في إشارة إلى “الست بهية الحريري”!
التطورات الأمنية اللاحقة، والاعتقالات التي نفذها الجيش اللبناني خلال وبعد معركة “نهر البارد” كشفت المزيد من أسرار العلاقة بين “جند الشام” و”فتح الإسلام” من جهة، وآل الحريري من جهة أخرى. وكان من أبرز من المعتقلين من قيادات “فتح الإسلام” ، ومن أعوان شاكر العبسي تحديدا، المدعو خالد الحمود ، الذي أفرج عنه من سجن رومية في حزيران / يونيو الماضي.
وطبقا لما تنقله صحيفة”الأخبار” اللبنانية يوم أمس عن مصادر أمنية لبنانية ، فإن خالد المحمود هو المسؤول الأوّل عن استقبال قسم من الشبّان اللبنانيين الذين يقصدون سوريا لـ«الجهاد»، علماً بأن المذكور كان قد أوقف قبل بدء معارك مخيم نهر البارد، إذ أوقف نتيجة رصده من الأجهزة الأمنية، حيث كان يلتقي مسؤولي التنظيم في المخيم. وقد أُوقف داخل باب التبّانة بعد أن قام أحد المقرّبين منه بإلقاء قنبلة صوتية داخل سيارة استخبارات الجيش لدى توقيفه، ما أدى إلى إصابته وعنصر من الجيش. وخلال وجوده في السجن، زعم المحمود أنه أحد مفتي التنظيم، فصار يُصدر الفتاوى يمنة ويسرة، رغبة منه في الظهور.
وتكشف المعلومات الأمنية للصحيفة أنّ أحد المقربين من خالد المحمود، يحيى ج.، يُعدّ المسؤول الأول عن تجنيد وإرسال مجموعات سلفية إلى سوريا، وتحديداً المجموعة التي قُتلت في تلكلخ نهاية تشرين الثاني/نوفمبر الماضي. وتؤكد المعلومات أنّ يحيى، الموجود داخل باب التبّانة، ينشط إلى جانب كل من نادر ح. وبشير م. في مهمة تجنيد الخلايا السلفية، علماً بأن المذكورين سبق أن اعتُقلا بتهمة الانتماء إلى فتح الإسلام قبل أن يُخلى سبيل الأول بعد سنة فيما بقي الثاني موقوفاً لمدة ثلاث سنوات قبل أن يخرج. أما خالد المحمود نفسه، فتكشف المعلومات أن المحمود دخل إلى الأراضي السورية من منطقة مشاريع القاع، ثم انتقل إلى قلعة الحصن حيث أصبح أميراً على المجموعات المقاتلة في القلعة قبل أن يلتحق به عدد من السلفيين اللبنانيين الذين قدموا من طرابلس لمبايعته، عُرف منهم: سامر ر.، وئام ش.، أبو حمزة ع.، سعد أ.، إضافة إلى 15 شاباً آخرين من أبناء باب التبّانة.
في المقابل، تتحدث معلومات إسلامية عن علاقة متوترة بين المحمود وعدد من مشايخ السلفية، سببها ملاحظات هؤلاء على التزام المحمود الديني. وتذكر هذه المعلومات أن «أبو سليمان» يغالي في التشدد والتكفير، فضلاً عن أنّ بعضهم يرى فيه مرتزقاً أكثر منه جهادياً.وتتطرق المعلومات إلى ربط الجاسم بالشيخ حسام الصبّاغ، متحدثة عن دور رئيسي للأخير في تجنيد الشبّان للجهاد في سوريا، لكن مصادر موثوقة مطّلعة تنفي أي علاقة للصبّاغ بمجموعة تلكلخ. ليس هذا فحسب، تؤكّد هذه المصادر أن الصبّاغ يعارض أصلاً ذهاب الشبّان إلى سوريا للجهاد، باعتبار «أنهم سيكونون عبئاً على المجاهدين الموجودين بكثرة والذين لا ينقصهم إلا السلاح”.
من جهة أخرى، تتحدث المعلومات التي حصلت عليها الأجهزة الأمنية خلال تحقيقاتها في قضية تلكلخ عن تورّط شاب لبناني من طرابلس في تسهيل ذهاب الشبّان الذين قضوا في تلكلخ، كاشفة أن الشاب المذكور الذي سبق أنت أوقف في لبنان، دخل غير مرّة إلى سوريا لأداء قسطه من الجهاد.
في موازاة ذلك، يكشف شيخ سلفي جهادي لـ«الأخبار» أن معظم الشبّان اللبنانيين الذين يلتحقون بجبهات المعارك في سوريا، يتوزّعون تحت ثلاث رايات. فيشير إلى أنهم ينقسمون بين ثلاثة تنظيمات هي: «جبهة النصرة» و «أحرار الشام» و «الفجر»، علماً بأن التنظيمات الثلاثة لا علاقة لها بـ«تنظيم القاعدة»، إنما منهجها شبيه جداً بمنهج التنظيم العالمي المتشدد. ويشير الشيخ السلفي، القريب من تنظيم «القاعدة»، إلى أنه في ما مضى، كان المقاتلون القادمون عبر تركيا يلتحقون فقط بـ«جبهة النصرة»، أما أولئك الآتون من لبنان، فينخرطون تحت راية «أحرار الشام» أو «الفجر». لكنه يلفت إلى أن الواقع تغيّر اليوم، فيشير إلى أنّ «جبهة النصرة» باتت موجودة بقوّة في كل من حمص والقصير، كاشفاً عن أنّ ذلك «بدأ منذ ستة أشهر بعدما حازت الجبهة تزكية كثير من الشباب الذين كان لهم باع طويل في الجهاد في أفغانستان والعراق». تجدر الإشارة إلى أن التنظيمات الأصولية الثلاثة تُعد أقرب فكرياً إلى تنظيم «دولة العراق الإسلامية» بقيادة «الأمير أبو بكر البغدادي»، منها إلى «تنظيم القاعدة» الذي يتولى قيادته الشيخ أيمن الظواهري.
بقي أن نشير إلى أن “أبو سليمان المهاجر” ليس في واقع الأمر سوى خالد المحمود نفسه، أو “قائد جنود الست” ، بتعبير آخر!!
* العنوان الأصلي للخبر " جنود الست بهية الحريري يطلقون تنظيم جند الشام بطبعته السورية في مدينة حمص وجوارها "
المصدر الحقيقة