محمد رشو :
لم يعد خافيا على أحد تعامل قوات الحماية الشعبية مع النظام، خاصة بعد خطاب بشار الأسد و توجيهه التحية لهم، الأمر الذي استدعى من أبواق حزب الاتحاد الديمقراطي –الراعي الرسمي للـ YPG- استنفاراً إلكترونيا على معظم
المواقع الكوردية المحايدة، تارة بالدفاع عن قوات الحماية الشعبية و تارة باتهام الأطراف الأخرى بالعمالة، أما الموضوع الأساسي الذي اختلقوه من العدم فهو موضوع الحدود و الدخول في جدلية هل هي مفتوحة أم لا.
حزب الاتحاد الديمقراطي خيّب أمال الكثيرين من أنصاره و أعضائه بعد عدم إصداره أي بيان يستنكر فيه خطاب بشار الأسد، ربما بفعل الدولارات المالكية و صهاريج المحروقات أو ربما مبادرة ذاتية من قبل قيادات الحزب إلى من سلّمهم المناطق الكوردية يسرحون و يمرحون فيها.
أما خطاب القوة و التهديد "التشبيح السياسي" الخاص بالـ PYD فهو الأكثر انتشارا بين جميع أنصارهم، ظناً منهم إن إمتلاك السلاح يجعل منهم المسيطر على الناس، و لكن هيهات أن تكسب مشاعرهم بقوة السلاح، أما الأحزاب الأخرى و على رأسها الحزب الديمقراطي الكوردي في سوريا (البارتي)- د. عبد الحكيم بشار فيحاول دائما التزام نهج قائده الفكري ملا مصطفى البارزاني في الابتعاد عن الاقتتال الكوردي- الكوردي، و التزام سياسة ضبط النفس تجاه من يريد بكافة جوانحه إشعال المنطقة الكوردية تحقيقا لتمنيات أسياده في زعزعة استقرار المنطقة الكوردية لمنع الكورد من إقامة فدراليتهم المنشودة، و جعلها منطقة نزاعات كوردية ضعيفة مفككة.
أما حجتهم الدائمة في عمالة الدكتور عبد الحكيم بشار فهي إقامته في أربيل، حريٌ بهم أن يسألوا أنفسهم هذا السؤال، ما الذي دفع بالدكتور عبد الحكيم بشار وغيره من رؤساء الأحزاب الأخرى إلى الخروج إلى الإقليم؟، هل إذا عادوا سيكونون بمأمن من "العناصر الغير منضبطة" التابعة للـ PYD؟، و هل تاريخ الـ PYD الحافل بالاغتيالات و التسلط و الخطف وقطع الطرق وملاحقة الناشطين، هل هذا التاريخ يهيئ أرضية مناسبة للنشاط السياسي؟
إلا أنه و بالرغم من كل تجاوزات و تصرفات حزب الاتحاد الديمقراطي المنافية لأدنى معايير العمل السياسي، نرى كوادر البارتي وغيره من الأحزاب تنشط على الأرض، تقوم بالندوات التثقيفية، و توعية الناس للمرحلة المصيرية التي نمر بها كشعب كوردي.
إن احتكار الـ PYD للسلاح يجعل منه عبارة عن ميليشيا و ليس حامي للكورد، وللعلم فقط فإن حزب البارتي و غيره ليس بعاجز عن التعامل بالمثل، خاصة بفضل الدعم الإقليمي لهم والاعتراف الدولي بهم، إلا أن البارتي ينظر إلى الغاية النهائية للكورد وهي تحقيق الإقليم الذي يحلمون به كخطوة لتحرير كوردستان متجاوزا بهذا الفكر الأهداف المرحلية الصغيرة التي يعتبرها غيره من الأحزاب غاية كبرى.