عائدون بحلة جديدة

موقع قيد الانشاء

أحمد بن فارس السلوم : المجلس الوطني السوري.. عام من الفشل!!


 الدكتور: أحمد بن فارس السلوم

تفاءل السوريون كثيراً بالمجلس الوطني عند ما أعلن عن تشكيله، فقد كان حاضراً في أذهانهم الدورُ القيادي للمجلس الانتقالي الليبي بقيادة المستشار مصطفى عبد الجليل، ولذلك سارعت الفعاليات إلى تأييده، ورُفعت

 شعارات هنا وهناك، تهتف للمجلس الوطني وتقول: المجلس الوطني يمثلني، وسميت فعاليات وأنشطة ومظاهرات باسمه.
والسؤال: هل كان المجلس الوطني بحجم ذلك كله؟! وهل كان يستحق منا كل هذا؟!
ما حصل من تأييد أولي لم يكن إلا سَكرة، لم يحتج شعبنا وقتاً طويلاً كي يفيق منها، فقد جاءته الفكرة بما لا يسر، فالمجلس الذي تفاءلنا به كثيرا هو أن أعجز من أن يحرر نفسه من المطامع الشخصية، فكيف سيحرر بلداً من نير احتلال دام أربعة عقود!
استعرض منجزات المجلس طيلة عام كامل، وما الذي حققه على الصعيد الدولي والداخلي..
دولياً اكتسب شبهة اعتراف من بعض الدول الغربية، مبناها في الأصل على علاقات فردية مع بعض المنتسبين إلى هذا المجلس، ثم قعد بعد ذلك فلم نجد له شيئاً يذكر..

داخلياً لك أن تسال أيّ فصيل مقاتل عن مدى الدعم الذي قدمه المجلس الوطني لهؤلاء، هو بالأصل لم يقتنع في بداياته بالعمل المسلح، وبالكاد غيّر برهان غليون فكرته هذه وذلك بعد دخوله إلى الأراضي المحررة في إدلب.
وأما على الصعيد الإنساني فأنا أجزم أنهم لم يبذلوا للسوريين قدر ما أنفقوه على اجتماعاتهم وسفرياتهم وإقاماتهم في الفنادق والشقق الفارهة..
اقول هذا لأن سوريا أصبحت دفتراً مفتوحاً، وكل العاملين والداعمين معروفون، فلو دخلت قطعة سلاح لعُرف مصدرها، ولو دخلت سلة غذاء لعرف كذلك من أين أتت!
إنهم معارضون من فئة خمسة نجوم، وبعضهم أصيب بالدهشة وأعجبته هذه النقلة النوعية في نمط الحياة فقبل التحاقه بالمجلس لم يكن شيئاً مذكوراً، ولم يكن يقدر أصلاً دخول هذه الفنادق، ولذلك تشبث بهذا المجلس وسيبقى متشبثاً حتى يكون انتزاع بشار عن كرسيه أسهل من انتزاعه هو !!
غاب عنا هذا المجلس حتى نسيناه في الآونة الأخيرة، ولكنه خرج علينا بعد ثلاثة أشهر من الغياب ليعدد علينا إنجازاته:
فقد استطاع في ثلاثة أشهر من وضع اللمسات الأخيرة على إعادة الهيكلة، بحيث يجعل للمرأة 15% وللشباب في الداخل نسبة أخرى وهكذا..

أي أنه استطاع أن ينتصر في ثلاثة أشهر على نفسه فخرج علينا بهذه البنية الجديدة، فكم إذن سيحتاج حتى يسمي من يملأ هذه التوسعة التاريخية لكيانه!!
كذلك - ولكي أكون مُنصفاً - لا بد لي أن أسطر في إنجازاته أنه ما فتيئ في كل ظهور إعلامي لرئيسه يوجه الدعوات للعالم كي يضطلع بدوره التاريخي والانساني والأخلاقي..الخ .. حول ما يحصل في سوريا..
وأما أهم منجزاته التي ستظل عالقة في ذاكرة الشعب السوري فهي الجملة البليغة التي يكررها رئيسه في كل حين: عمر النظام قصير !!
المجلس الوطني السوري مثقل بالاخفاقات خلال عام واحد:
لم يستطع أن يكسب تأييداً ولا دعماً حقيقياً مثمراً لا دولياً ولا عربياً لنجدة وتمويل الجيش الحر.
لم يستطع أن يبني تحالفات إقليمية لنصرة الثورة السورية.
لم يستطع أن يُغيث الشعب المشرد، حتى صرنا نسمع عن حكايات التزويج بالإكراه وتزويج القاصرات هنا وهناك.
لم يستطع أن يحتوي بعض الشخصيات السياسية الكبيرة والبسيطة في آن واحد، خوفا على مناصبهم.
لم يستطع أن يشكل حكومة انتقالية، وحارب المحاولات في هذا الصدد.
لم يستطع أن يتخلص من الأجندة التي تفرض عليه من الدول الأخرى.
لم يستطع أن يتحرر من قيود المحسوبية والنفعية الشخصية.
لم يستطع أن يملأ المكان المناسب بالشخص المناسب.
باختصار المجلس الوطني بسيرته الحالية فاشل، ويحتاج إلى إعادة بناء حقيقية وليس إلى عمليات تجميل سطحية!
ما أكثر ما أفرزت الثورة السورية من غثاء وعناء!


 الدكتور: أحمد بن فارس السلوم
تم النشر في 11,33 07|10|2012




جميع الحقوق محفوظة @ 2015 صـــوت الكـــــورد sawtalkurd .

التصميم من قبل Sawtalkurd | ألوان