عبد القهار رمكو :
لقد شاءت الظروف والمعاناة التي يمر بها شعبنا في سوريا وما يلاقيه
من الماسي والويلات على يد عصابات الاسد وشبيحته ان التقي في القاهرة مع الاستاذ القدير صلاح بدر الدين في فندق السفير ولاول مرة وتصافحنا واحتنضنا بعضنا البعض وكان الترحاب متبادل.
ثم جلسنا وتحدثنا وكان الهدوء يخيم على حديثنا مثل الوضع السوري الذي اثر على نفسيتنا وذلك بمناسبة وجودنا للمشاركة في اسبوع دعم الشعب السوري ضد النظام
رغم انه كان يعرف بانه لي ماخذ على البعض من مواقفه في الماضي الا انه كان يبتسم معي .
كما أكد لي باننا من عائلة وطنية ويحترمنا وذكر اسم شقيقي ابو هفال ـ الياس رمو , ودوره الايجابي في داخل الحركة وفي مجمل الحركة الوطنية الكردية
وبادلته بالمثل ثم قال لي انت محظوظ لانك تحب الاطلاع سوف اهديك كتابي الجديد
وصعدنا معا الى غرفته ثم تناول الكتاب واخرج القلم من جيبه وكتب هديته لي على الكتاب ثم ناولني اياها وشكرته بدوري عليها
ثم نزلنا وذهبنا معا الى نفس القاعة لحضور ندوة حول وضع المعارضة السورية
ثم التقيت معه عدة مرات لاحاقا عدة وتناقشنا معا بعد انتهينا من اسبوع دعم الشعب
غادرت القاهرة وفي داخل الطائرة قرأت صفحات من كتابه المهداة لي وجدت فيه الجديد المقنع ثم غفوت .
المهم بعد فترة اتصل معي وسالني عن راي حول مضمون الكتاب
اجبته الكتاب مقبول ولكن ما ان انتهي من قراءة الكاتب سوف ابدي لك راي فيها
الحق لقد تاخرت في ابداء راي المتواضع حول مضمون كتاب الاستاذ صلاح بدر الدين
التي نشرته له عام 2011 في بيروت لبنان مؤسسة ديمو برس للنشر والطباعة تحت عنوان " صلاح بدر الدين يتذكر " وهو الكاتب ومن تاليفه
بدون شك الكتاب اخذ جهدا كبيرا من جهوده و وقته ويتوفر فيها معلومات قيمة جدا
لقد سبق وان قرأت كتب لقيادات كردية حزبية ( رغم قلتها ) حيث تبين لي بان الذكرة ضعيفة ويشكك القراء في ما يتناوله من خلال قول : ربما ـ تقريبا ـ اعتقد ـ اظن والاحداث غير مترابطة ويميل لطرف من غير مبر ويكذب ويفتري وهكذا
بينما كشف لي محتويات هذا الكتاب الفارق الكبير الذي قدمه الاستاذ صلاح بدر الدين عن تلك الكتب التي كانت تريد راضاء الاسد ومن يعمل في خدمتهم مثل الخادم المطيع والبعيد جدا عن تطلعات الكردي ومستقبله
بينما وجدت في هذا الكتاب الترابط معا والمؤلف يسايرالواقع اكثر وفيه من الحقائق اكثر وصريح مع القراء يمكن الاعتماد على الكثير من محتوياتها كوثائق
علما عدد صفحاتها 408 صفحة اغلبها مشوقة ومفيدة ومن مصلحة المهتمين وجودها في مكتبتهم لانها فعلا تخدم القضية الكردية وتعرف القراء على العديد من القيادات ويقنع الكاتب القراء بانه بينهم المشبوهين والمتسلقين واتباع النظام وفي خدمته ومورا مختلفة وبما يخدم تطلعات الكردي ومستقبله
لذلك من خلال محتويات الكتاب تغير الكثير من المفاهيم لدي وكشف لي اكثر بعض الحقائق والامور المخفية علي شخصيا ومواقف الكاتب في مواجهة النظام تثبت صدق توجهه الحقوقي والديمقراطي نحو جبهة الشعب وهذا هو الاهم حاليا وهذا يجمعنا
انا شخصيا ساعتمد عليها في كتاباتي وحول القضية الكردية وانصح الاخوة بقراءة الكتاب
هذا بشكل مختصر لمحتوياتها القيمة والثمينة
كما اشكر الاستاذ صلاح بدر الدين على جهوده القيمة وادائه الرائع في كتابه المنشور و وضع مذكراته الثمينة في خدمة الشعب وتطلعاته رافضا ان تموت تلك المعلومات
كما اشجع جميع الشخصيات الوطنية والكوادر والمعتقلين الذين يملكون المعلومات ولديهم القدرة على الكتابة ليكتبوا ليظلوا احياء في ذاكرة الاجيال القادمة لانه سيتحول الى الارشيف
ويعتمد عليه لاننا فعلا مقصرين جدا في هذا المجال الحيوي
كما فعل الاستاذ صلاح بدر الدين في كتابه : صلاح بدر الدين يتذكر
مع التحيات الحارة
21 تشرين الاول 2012
عبد القهار رمكو
تم النشر في 12,09 21|10|2012
