د.هجار الشكاكي :
انا من الناس الذين يكرهون العنف ويريدون دائما الوصول بالامور الى خواتمها بالحوارولكن لدي اعتقاد راسخ بان هناك امور لا يمكن حلها الا بالعنف خاصة محاولة
تغيير الانظمة الدكتاتورية البشعة
لذلك كنت من الداعين منذ اوائل ايام الثورة السورية الى ضرةرة ان تكون الثورة السورية ثورة مسلحة بعد الاتفاق مع الغرب على كيفية اسقاط النظام بالقوة العسكرية مهما كلفنا ذلك من تضحيات بشرية او مادية , لانني كنت مؤمنا ان النظام غير قابل للاصلاح او التحاور وغير قابل للتغيير الا بالقوة العسكرية مثله مثل نظام صدام حسين والقذافي .
عندها ارتفعت الاصوات التي تتهم اصحاب هذه الفكرة بالخيانة وبان التدخل العسكري سيكون وبالا على سورية من تدمير للبنية التحتية ومقتل عشرات الالاف من السوريين , وباننا لا نثق بالغرب وما قد يفعله بسورية وفرض شروطه علينا .
الان بعد سنة ونصف من الثورة , ومائة الف شهيد (ثلاثون الفا معروفين اربعو ن الفا مغيبون وثلاثون الفا تم قتلهم من عناصر الجيش من قبل الجيش نفسه) وبعد الدمار الهائل للبنية التحتية ومسح احياء بكاملها عن الوجود , وبعد خسارة اكثر من خمسين مليار دولار , فاننا نجد ان خسائرنا صارت اكبر بكثير من الخسائر التي كانت متوقعة من اي تدخل اجنبي عسكري مباشر .
قد يقول الكثيرون , بان الغرب لا يريد التدخل , وانه يحمي النظام , ويريد تدمير سوريا من اجل اسرائيل , قد يكون كل هذا الكلام صحيحا , ولكن ساعيدكم الى بدايات الثورة السورية , عندما كان الثوار و المعارضون في غالبيتهم يصرحون وبشكل واضح بانهم يرفضون اي تدخل اجنبي وبان الحل يجب ان يكون سياسيا وعبر الجامعة العربية , وبان المظاهرات السلمية كفيلة باسقاط النظام , و الانكى من كل ذلك بالنسبة للغرب , بان ديناصورات المعارضة توزعوا في مشارق الارض ومغاربها في الاشهر الاولى للثورة وهم يروّجون لفكرة الحل الداخلي ومنع التدخل الاجنبي , وكان اغلبهم يقوم بهذا الموضوع حتى لا يتم اتهامه بالخيانة الوطنية , حتى ان شخصا كبيرا في احدى الجماعات المعروفة قال بان السوريين سيقاتلون ضد اي تدخل اجنبي في بلادهم ولكن لامانع لديه من التدخل العربي .
الان صرنا نترجى الغرب بان يتدخل لانقاذنا من عصابة الاسد , بعد ان تعقدت المسالة وتشعبت المواضيع , الغرب يتردد في اي قرار بالتدخل العسكري لانه لا يريد لجنوده ان يقتلوا في سوريا من قبل تنظيمات جهادية مثلما حدث في العراق , ولايريد ان يغوص في الوحل السوري الذي صار وحلا رخوا وعفنا , بسبب وجود بعض التنظيمات الجهادية , وتشتت الفعل العسكري وانتشار السلاح , ولان الغرب غير مستعد لاسقاط النظام و الاستجابة لكل اجندات المجموعات السياسية واجندات تركيا الطورانية الخبيثة , الغرب يبحث عن مصالح استراتيجية له وهو لم ولن يكون الام تيريزا , ماذا اعطينا للغرب من ضمانات , ماذا اعطينا الغرب بالنسبة للعلاقة المستقبلية مع ايران وحزب الله , هل نحن على قلب رجل واحد .
الغرب سيتدخل عندما سيشعر ان مصالحه ستتاثر بعدم التدخل ,
اضعنا الفرصة منذ البداية , وعلينا ان نتحمل اخطاء ديناصورات المعارضة وفكر الممانعة للغرب الذي فعل فعله في بداية الثورة , مثلما اضعنا فرصة تغيير النظام عام 2004 وكانت امريكا مستعدة لقلب النظام , لكننا اتهمنا امريكا بتدمير العراق , وشتمنا امريكا و الغرب لانه اسقط حامي العروبة والعرب ابو عدي , الغرب لن ينسى , ولا ينسى وهو يسمع يوميا كلمات الحمد و الشكر و الترحم على صدام حسين .
د.هجار الشكاكي
6-9-2012
تم النشر في 00,00 06|09|2012