عائدون بحلة جديدة

موقع قيد الانشاء

محمود خليل : المال السياسي


محمود خليل : 

ثمة طرق ووسائل عديدة للحصول على المال في هذه الحياة, وتنقسم هذه الطرق في خطوطه العامة الرئيسية إلى نمطين أساسيين معروفين: وهما: الطرق المشروعة:مثل:
العمل والمهن المتنوعة -التي تلبي حاجات المجتمع- كالطب والهندسة و الزراعة والتجارة  وغيرها من المهن المعروفة المرخصة .
 الطرق الغير مشروعة : مثل:تجارة المخدرات والاتجار بأعضاء الإنسان وتجارة الرقيق الأبيض والدعارة والقوادة والتزوير والسطو السرقة...الخ.
 هاتين الطريقتين معروفتين لدى جميع المجتمعات والدول ,وقد سُن لهما قوانين وتشريعات وضوابط بحيث تُنظم الطرق المشروعة و تَمنع وتُعاقب مُمارسي الطرق الغير مشروعة.

وثمة طرق أخرى للحصول على المال, لا تندرج ضمن أي من الطريقتين ولا توجد أي تشريع أو قانون خاصة بها – خاصة- في الدول ذوات الأنظمة الشمولية أو دينية,
لم أحصل"باحثا" حتى الآن عن مسمى أو تعريف لهذه الطرق في علم الاجتماع أو الفلسفة , ولم أجد كذلك آية تشريعات تتناولها بشكل صريح وواضح,إلا أن المال الذي يستحوذ عليها -الأحزاب والجماعات  والشخصيات السياسية أو الدينية - من خلال هذه الطرق يسمى في علم السياسة هو المال السياسي ,والمال الديني.
تعريف: هو:حصول جهة سياسية أو شخصية سياسية المال مقابل تسويق وتمرير أجندات وسياسات ومصالح الجهة المانحة لذاك المال دون ضغط أو إكراه ,ويمكن أن تكون هذه المصالح والسياسيات متضاربة مع أهداف ومبادئ الجهة السياسية أو تلك الشخصية السياسية المذكورة.

يتجلى المال السياسي في عدة أمور, سنذكر بعض منها.
- المال الذي يًدفع لأصحاب المنابر الإعلامية مقابل بيعهم لمواقفهم ومبادئهم وقناعتهم مقابل رشوة دون إكراه.
- إنفاق المال على حملة دعائية بشكل مفرط لترويج برنامج أو مرشح للحصول على مقعد في برلمان أو مؤسسة تمثيلية .
- شراء أصوات الناخبين في انتخابات بلدية أو برلمانية.
إسقاطات.

آن الفئات والشخصيات التي تعمل في الشأن العام وفي القضايا القومية والوطنية,وأثناء ممارستها لعملها ,من الطبيعي آن تكون لها بعض الخصائص – بحكم طبيعتها النفس بشرية-وما يسمى في علم السيسيولوجيا - حظوة النفس- هذه الحظوة تخلق روح المنافسة والمبادرة ,وهذه صيرورة الحياة,ولا ضير في ذلك.
عندما تكونت الدول الأوربية واشتقت من رحم إمبراطورياتها,فقد حاربت أغنيائها"أحزابها السياسية"دفاعاَ عن مصالحها وشركاتها ومعاملها وامتيازاتها الطبقية أولاَ ,وبنفس الوقت كانت تحمي البقع الجغرافية على أساس العرق والمفاهيم القومية والوطنية على حد سواء.

ولكن بالمقابل عندما تلجئ جماعة أو شخصية سياسية الحصول على السلطة أو المال على أساس العمالة والارتزاق,وتعمل خارج أهدافها ومبادئها شيء آخر,فلاتعتبرهذه عملاَ سياسيا ولا وطنياَ,بل يسمى عهرا سياسيا والمال الذي تحصل عليها تلك الجماعة من خلال هذا العمل, يسمى بالمال السياسي.
إن هذه الطريقة في الحصول على المال تعتبر من أخس وأدنى الطرق فهي تأتي بعد الطريقة الثانية "الطرق الغير مشروعة", وما احتوت بين قوسيها من مهنٍ دنيئةٍ كالدعارة, والقوادة, وتجارة المخدرات ,والسرقة ,والسطو.


محمود خليل 

قامشلو 10/9/2012
تم النشر في 22,25 15|09|2012





جميع الحقوق محفوظة @ 2015 صـــوت الكـــــورد sawtalkurd .

التصميم من قبل Sawtalkurd | ألوان