عائدون بحلة جديدة

موقع قيد الانشاء

سليمان حسن : سوريا خاوية على عروشها ومعارضة غارقة في شذوذها


سليمان حسن : 

لم يعد لمناظر الخراب والدمار المنتشرة في كافة ارجاء سوريا ,لها اي قيمة او معنى سياسي او انساني لدى الكتلة الدولية والانسانية
ولم تعد صرخات الاطفال المجروحين والمفزوعين من احوالهم والتي تهز عرش
السماء ببكائها المفجوع من وهل وطنا لم يبخل عليهم بالقصف المدفعي والمروحي والبراميل المتفجرة .وانعدام الكهرباء والغاز و الماء والطعام ,التي كانت هبة من الآه الاسد الذي كان يهبها على شعبه ,مقابل الطاعة العمياء والسجود له وحده , كل ذلك بات هشيما تذروه الرياح . وبات السوريون يتهافتون على رغيف خبز بائت يسكتون بها وحوش الجوع القابعة في بطون اطفالهم ,والتي لم تجد لنفسها طريقا الى قلوب رؤساء العالم العربي والغربي .
لم تعد الالوف المألفة من اعداد اللاجيئين الجارفة كسيل بشري على دول الجوار التي فاضت ولم تعد لها قدرة على احتواء المزيد  من هذا السيل الذي اوقفته الحدود الطبيعية لتركيا وباتوا بين نيران النظام السوري وبين عطف الحكومة التركية عليهم ,علها تنزع الحاجز المانع لتدفقهم ,ولا مظاهر شراء النساء السوريات اللاتي بتن بضاعة تجارية لذوي بائعي الضمير والشرف  من المستضيفين
اللذين اغرتهم هذه البضاعة دون حارس امين عليها ,
بل الكل يريد ان يستفيد ,

 لم تستطع هذه المناظر التي جرددت من كافة المظاهر الانسانية  ان تكون محط قلق لدى رئيس عربي او غربي او ان يتدخل لوضع حد لهذه المهزلة .بل الكل بات الان خائف على كرسيه من ان ينتزع من تحته في ليلة ظلماء كما سلفائهم الراحلون.
لم تعد الاوبئة التي باتت تظهر في المناطق المنكوبة ان تلفت نظر احد . ولا خلاء سوريا من شعبها ,ولا شبح المجاعة التي تهدد حوالي المليوني ونصف المليون نسمة من سوريا .ولا الارقام التي باتت تستدعي القلق حولها من اعداد الشهداء اليوميين في ارجاء سوريا ,ولا حتى غرق الهاربين من بطش النظام في اعماق البحار ,كما حدث في بحر ايجة التركي  , وما ظهرت من صور فظيعة تعد وصمة اخرى من وصم العار السوري على جبين الكتلة الدولية والعربية ,
لم يكلف احد نفسه عناء السؤال عما حدث او لماذا يباد هذه الشعب عن بكرة ابيه الذي تعرض للعنة دولية  والاهية فطبقت عليه السماء والارض معا كانها القيامة ,

لقد خلت سوريا او ستخلى في الايام القليلة القادمة اذا بقي الحال كما هو والعالم لا يزال يتفرج دون اي كلام ,
العالم الذي اصبح محط الجدال .لماذا لم يتدخل .لماذا لا يتدخل .لماذا يتدخل ,
بات قوت المعارضة الغارقة في شذوذها السياسي ,وبات مخرجا لها كلما ضاق بها الحال او ضيقت عليها الخناق من قبل الشعب ,كي نتابع بعدها وابل من البيانات والادانات التي تلعن المجتمع الدولي عن بكرة ابيها بسبب موقفها المتخاذل من الشعب السوري,
لدرجة انها قد تناست ان تسال نفسها لماذ لم يتدخل المجتمع الدولي الان ,
المعارضة الموقرة كل فترة تشهد ولادة قيصرية لتكتل جديد او لحزب جديد او ائتلاف او او او وما اكثر الاسماء..............
المعارضة التي سدت اذانها عن النداءات الدولية التي نادت بضرورة توحيدها  واعادة ترتيب نفسها .
المعارضة التي تستوعب كافة الطوائف والقوميات لا معارضات لكل طائفة او قومية .
المعارضة التي لم تخجل من اعداد الشهداء ولا اعداد الفارين ولا اعداد المفقودين ولا اعداد المسجونين ولا الهدف السامي الوحيد ,اسقاط الطاغية الاسد , كي تتحد تحت سقف متواضع وتذخر جهودها في ذلك بدلا من تشتيتها في محاربة اخيه المعارض او تخوينه او تهديده او تحييده او او اوا وا .......... وما اكثرها.
في الامس اعلن المجلس العسكري  في حلب عن توحيد كافة فصائله وكتائبه تحت قيادة واحدة  هدفها اسقاط النظام . ونصرة الشعب وكي تكون صدى ضربتها اقوى واسمع .من صدى  فصيلة واحدة او لواء واحد حين يضرب.
اذا لماذا لم تهتدي المعارضة السياسية الى هذه الوحدة ايضا , ام ان النظام الذي يقاتله الجيش السوري الحر غير النظام الذي تحاربه المعارضة السياسية ,
ام ان الحسابات تختلف ,والكراسي تختلف , والايداعات تختلف.

سليمان حسن 
selemanhasan@hotmail.com
تم النشر في 10,37 11|09|2012





جميع الحقوق محفوظة @ 2015 صـــوت الكـــــورد sawtalkurd .

التصميم من قبل Sawtalkurd | ألوان