عائدون بحلة جديدة

موقع قيد الانشاء

مقابلة خاصة مع السيد صالح مسلم‎


Kl:02,29  09 |09|2012  Dengê kurd

صالح مسلم: ما ورد بشأن أن سورية جزء من الوطن العربي, هو كلام فضفاض ليس له أي معنى سياسي, بل دعائي. ففي الوطن العربي شعوب أخرى كثيرة حصلت على حقوقها الأساسية المشروعة كالشعب الأمازيغي في المغرب, وشعب جنوب السودان في السودان وغيرهم..

مقابلة خاصة مع السيد صالح مسلم الرئيس المشترك لــ حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) في سورية, من مدينة جنيف السويسرية.

ماسيرو بيكس .

الأستاذ صالح مسلم مالرسالة التي تحملونها في برنامج عملكم إلى الدبلوماسية الأوروبية في هذه الجولة التي تقومون بها إلى العواصم الأوروبية؟

مجيئنا إلى أوروبا هو لسببين:
الأول: لقاء في سويسرا مع منظمة مجتمع مدني تسعى إلى السلام وتعمل على الأزمة في سورية في الوقت الراهن.
الثاني: فهو مؤتمر ينظمه المؤتمر الوطني الكردستاني بشأن غربي كردستان والقضية الكردية في سورية في الثالث عشر من تشرين الأول في باريس. حيث تم توجيه الدعوات لهذين الإجتماعين ونحن لبينا هذه الدعوة. في هذه الأثناء سنستغل هذه الفرصة لإجراء لقاءات متنوعة يقوم بترتيبها رفاقنا في تنظيم أوروبا ولجنة العلاقات التابعة لحزبنا للإلتقاء ببعض المسئولين من دول مختلفة في أوروبا وبمسؤولي الأحزاب الأوروبية لعرض وجهة نظرنا في القضية الكردية وكيفية حلها بالإضافة إلى البحث عن سٌبل للخروج من الأزمة السورية. بالإضافة إلى لقاءات متعددة مع أبناء شعبنا الموجودين في الدول الأوروبية المختلفة. وبناءاً عليه كان لنا اجتماع جماهيري في بون ولقاء دبلوماسي مع عضو برلمان هولندي في أمستردام وهو مسئول في الحزب الإشتراكي الهولندي كذلك كان لنا مؤتمر صحفي حضره بعض الشخصيات المهمة أمثال مستشار الرئيس الفرنسي في باريس. وسيكون لنا جهود بهذا الصدد في الأيام المقبلة.

• في آخر التطورات على الساحة السورية هو انعقاد مؤتمرالإنقاذ الوطني في العاصمة السورية دمشق, برأيكم مامدى نجاح هذا المؤتمر بإنقاذ سورية من الدمار الذي وصل إليه, أم هو أيضاً سيبقى مجرد شعار إلى إشعار آخر؟

نعم انعقد مؤتمر الإنقاذ الوطني في دمشق في الثالث والعشرين من هذا الشهر وغاب عنه عضوا المكتب التنفيذي ومسؤول العلاقات الدبلوماسية الرفيق عبدالعزيز الخير, والأستاذ إياس عياش نظراً لتعرضهما للإعتقال على يد النظام عشية انعقاد المؤتمر. إن انعقاد هذا المؤتمر هو خطوة لإسماع العالم بأن هناك معارضة ديمقراطية في سورية وهي ترفض الإقتتال الأعمى الدائر في سورية ويحاول وقف سيل الدماء الجاري على الأرض السورية حيث بات العالم لا يسمع سوى صوت الرصاص والمدافع سواءً من النظام الوحشي أو من جانب المجموعات المسلحة بما فيها الجيش السوري الحر.
بالطبع هذا المؤتمر هو خطوة أولى للبحث عن حل سياسي يرضي الشعب السوري ومن مقررات المؤتمر أن يعتبر نفسه منعقداً للإستمرار حتى يتم الوصول إلى حل مقنع سياسي للأزمة السورية, بالطبع هذه الخطوة لاتكفي لإيقاف نزيف الدم ولكنها الخطوة الأولى على هذا الطريق.

• بالنسبة لحزبكم حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) هل تلقى أي قرار من الهيئة الكردية العليا بعدم مشاركة الاتحاد الديمقراطي (PYD) في مؤتمر الإنقاذ الوطني باعتباركم رئيس لهذا الحزب وعضو مؤسس للهيئة الكردية العليا, وبنفس الوقت حزبكم عضو مؤسس لهيئة التنسيق الوطنية؟

كلا. لم يتلقى حزبنا أي قرار يطالبنا بمقاطعة المؤتمر, بينما قررت الهيئة الكردية العليا عدم المشاركة باسمها أو نيابة عنها, ولكنها تركت الأمور الحزبية للإحزاب ذاتها, ولهذا جاء قرار انضمامنا إلى المؤتمر بناءاً على أن حزبنا عضو مؤسس في هيئة التنسيق الوطنية وهذا لا يتعارض مع قرارات الهيئة الكردية العليا بأي شكل من الأشكال.

• في ختام أعمال المؤتمر الوطني لإنقاذ سورية تم وضع مبادىء لهذا المؤتمر ومن هذه المبادىء المبدأين الأخيرين:
1- الوجود القومي الكردي جزء أساسي وتاريخي من النسيج الوطني السوري ويجب تأكيده من خلال مبادىء دستورية واضحة, وحل قضيته حلاً ديمقراطياً عادلاً في إطار وحدة سورية.

2- سورية جزء لا يتجزأ من الوطن العربي, وهي وحدة سياسية لاتتجزأ ولايجوز التخلي عن أي شبر منها. كيف تقيّمون هذاين المبدأين للرأي العام الكردي؟

جاء البند المتعلق بالشأن الكردي متوافقاً مع ما تم الإتفاق عليه في هيئة التنسيق الوطنية عند تأسيسها وهذا البند موجود في الوثيقة الأساسية لهيئة التنسيق الوطنية. بالطبع يمكن تعديل هذا النص أو تغيره في مؤتمرنا أو جلسة من جلسات الأمانة العامة, وما ورد بشأن أن سورية جزء من الوطن العربي, هو كلام فضفاض ليس له أي معنى سياسي بل دعائي. ففي الوطن العربي شعوب أخرى كثيرة حصلت على حقوقها الأساسية المشروعة كالشعب الأمازيغي في المغرب, وشعب جنوب السودان في السودان وغيرهم.. أما بالنسبة للإنتماء السوري نعتقد بأنه لاحاجة لمثل هذا البند فنحن حريصون على وحدة الوطن السوري أكثر من أي مكون آخر, ولكن نريدها سورية ديمقراطية تعددية تعترف بالوجود القومي الكردي دستورياً وتمنحه حقوقه الأساسية الإنسانية.

• قبل عدة أيام كان موفد العربية (جمعة عكاش) بزيارة لمناطق غربي كردستان, ومن خلال تقرير موفد العربية يذكر أن النظام مازال يسيطر على مؤسساته بكل شيء في المناطق الكردية, الحسكة, القامشلي, وعامودا. ما تقيّمكم لمصداقية ذلك التقرير؟

يبدو أننا لم نتخلص من المفاهيم التقليدية فنحن لم نقل أننا حررناها, بل قلنا أن الشعب وضع يده على السلطة في أماكن محددة مثل كوباني, عفرين, وديرك. أما المناطق الأخرى فالشعب يدير أموره بنفسه إلى درجة ما, بينما رجال السلطة قابعون في دوائرهم لا يستطيعون الخروج, أي أنهم لا يمارسون السلطة في كثير من المناطق سوى قامشلو. لكن يبدو أن السيد عكاش لم يزر سوى قامشلو وعامودا وتكهن بالمناطق الأخرى. كنا نتمنى أن يقوم بزيارة كل من كوباني وعفرين وداخل مدينة ديرك ليرى الأمور بأم عينيه.

• في سياق التقرير نفسه يذكر أيضاً أن الذي تم الإستيلاء عليه من الأكراد في مناطقهم هي مباني البعث وما شابه ذلك.. وحولها حزبكم فيما يعد إلى مايسمى بيت الشعب أي أن النظام انسحب منها ليشغرها حزبكم على حد قوله؟

إذا كان السيد عكاش لايعتبر بيوت الشعب, بيوت المرأة, مراكز الشبيبة الكردية, المراكز الثقافية, ومدارس تعليم لغة الأم كلها إنجازات لأبناء جلدته فإن ذلك نابع من استصغاره لأمور الشعب وإنجازاته نتمنى أن يكون السيد عكاش ملتزماً بالمصداقية وأخلاق الصحافة.

• البعض يقول أن النظام لعب ورقة رابحة بتحييد المناطق الكردية بطريقته.. أي تحييد المكون الكردي بشكل عام في سورية, أو بمعنى آخر يقولون: الفضل يعود للنظام فيما حصلتم عليه. كيف تفسرون هذا الكلام؟

الفضل فيما تم يعود إلى شعبنا فقط الذي أستطاع تنظيم صفوفه وأن يشارك في الثورة السورية بلونه وبصوته وبمطالبه. وأستطاع الحفاظ على الثورة السلمية الديمقراطية التي نادى بها جميع الثوار الوطنيون قبل أن يتمكن النظام من شد الثورة إلى مستنقع قتال العميان الذي نراه اليوم أمام ناظرينا ويذهب المئات من الضحايا في كل يوم. ولهذا فأن الفضل يعود إلى شعبنا ولجهوده دون أي شيء آخر والسلطة لا تريد الإنسحاب طواعية من أي شبر من الأرض السورية لا في المناطق الكردية ولا في غيرها. ولكن ينسحب إذا تمت ممارسة الضغوط عليه مثلما حدث في المناطق الكردية التي قام بها الشعب بتوجيه إنذارات وحددوا ساعة معينة كحد أقصى للنفاد بجلدهم وعندما لم ينسحبوا من بعض المناطق حدثت اشتباكات وراح ضحيتها بعض الشهداء ومقتل بعض الجنود كما حدث في ديرك ولهذا لا نستطيع التحدث عن تسليم طوعي أو انسحاب طوعي. والادعاءات بأن السلطة سلمت المناطق للشعب لحمايتها فهو كلام غير مقبول. فلو كان النظام حريصاً على الأرض السورية لأنسحب من كل سورية, أما بالنسبة لعدم وجود مسلحين أصوليين وتكفيريين في المناطق الكردية فهو نابع من طبيعة الشعب الكردي الذي يرفض أن تتحول أراضيه إلى ساحة لإقتتال بعض الأطرف كما لا يريد شعبنا أن يكون جندياً مرتزقاً لدى الآخرين, لهذا المناطق الكردية موجودة تحت سيطرة أبناءها ليس لتطييب خاطر الأخرين بل لحماية المناطق الكردية من الأخطار المختلفة.

• في الوقت الراهن هل يوجد لديكم برنامج أو آلية يعتمد عليها في مواجهة شبح الاقتصاد الحالي في غربي كردستان. خاصة نرى نزوح كبير من المناطق السورية الأخرى إلى مناطق غربي كردستان, وبنفس الوقت هجرة مكثفة من مناطق غربي كردستان إلى إقليم كردستان و دول أخرى؟

طبعاً نحن نهتم بمعاناة شعبنا أينما كان وخاصة في هذه الظروف الصعبة التي تمر على سورية ونحن نعمل جاهدين على تخفيف الأداء عن كاهل أبناء شعبنا سواءً بمساعدة الخارج التي هي مجرد إغاثة إنسانية ومن جهة أخرى نفكر فيما يخفف العبء بخلق فرص العمل لأبناء شعبنا, إلى الآن لم يتم الوصول إلى ما نرجوه فلكل ثورة مضاعفات يجب على الشعوب تحملها والقيام بالأعباء التي تلقيها الثورة على كاهله وإلى الآن لا نستطيع القول بأننا حققنا النجاح تماماً ولكننا نسعى إلى خلق المزيد من الفرص ومن العمل.
أما بشأن الهجرة فهناك حوالي ثلاثين ألف لاجىء في جنوب كردستان ماعدا الهجرة إلى الخارج لدواعي إقتصادية فنحن لا نؤيدها كما لا نمنعها لأننا إذا منعناها يجب تقديم البديل, وأغلب هذه الهجرة تحدث بين أبناء الشعب الكردي الذين هاجروا إلى دمشق وغيرها من أجل لقمة العيش وعندما ضاقت عليهم الآفاق كان لابد أن يعودوا  إلى الوطن وهذا أمر عادي كان يجب حسبناه ولكن لم نتمكن حتى الآن من إقناعهم بالصمود على أرض أباءهم وأجدادهم أتمنى أن نتمكن من الحيلولة دون هذا الأمر في المستقبل.

• السؤال الأخير بخصوص بيان وحدات الحماية الشعبية(YPG) في عدم إلتزامها بقرارات الهيئة الكردية العليا من الآن فصاعداً. وباعتباركم عضو في الهيئة الكردية العليا نسألكم: مالسبب في عدم اعترافكم بهذه القوة كقوة رئيسية ورسمية تابعة للهيئة الكردية العليا؟ 

عندما تشكل الهيئة الكردية العليا قررت وحدات الحماية الشعبية بأنها ستلتزم بقرارات الهيئة الكردية العليا, وبدعوة من المجلسين الكرديين تم اللقاء بين القيادة العامة لوحدات الحماية الشعبية و الهيئة الكردية العليا, وبعد النقاش فيما بينهم أقرت الهيئة الكردية العليا بأصدار بيان تبين  فيه أن وحدات الحماية الشعبية طرف شرعي لحماية الشعب الكردي في غربي كردستان. ولكن حتى الآن لا يوجد أي قرار رسمي من الهيئة الكردية العليا للاعتراف بوحدات الحماية الشعبية, فلذلك وحدات الحماية الشعبية قررت عدم الالتزام بقرارات الهيئة الكردية العليا.

والسبب في عدم الإعتراف بوحدات الحماية الشعبية هو  بعد اجتماع الأمانة العامة للمجلس الوطني الكردي فيما يخص بقرار الاعتراف بوحدات الحماية الشعبية لم يتبن الاعتراف بوحدات الحماية الشعبية, فقررت وحدات الحماية الشعبية عدم الالتزام بقرارات الهيئة الكردية العليا إلى أن يتم الإعتراف بهم, عندئذ يكونوا ملتزمين بقرارات الهيئة الكردية العليا.





جميع الحقوق محفوظة @ 2015 صـــوت الكـــــورد sawtalkurd .

التصميم من قبل Sawtalkurd | ألوان