دلكش خليل :
تلقت أنباء تحرير العديد من مدن و قرى غرب كردستان على يد وحدات حماية الشعب YPG منذ 19تموز 2012 في "حملة تحرير غرب كردستان" فرحة كبيرة في
الاوساط الكردية في الاجزاء الاربعة والمهجر و أنعشت حلم الملايين من الكرد بقرب الخلاص من الانظمة المتسلطة والمحتلة لأرضه و شعبه مؤكدتا بوحدة الصف الكردي في سائر كردستان والعالم ، و كان الشارع الكردي في آمد و هولير والسليمانية و مهابات مطرزا بالفرحة العارمة بما يحققه أخوانهم في قامشلو و عفرين و كوباني و ديريك و عامودا و باقي المدن و القرى الكردية من ملاحم نحو الحرية .
فما قامت بها وحدات حماية الشعب YPG و بمؤازرة الشعب الكردي و قواه السياسية الوطنية من ملحمة نضالية و بطولية في تحرير غالبية المدن و القرى الكردية من السلطة البعثية التي ضعفت سيطرتها على معظم مناطق سوريا و خاصة العاصمة دمشق، وتطويع المدارس و الدوائر الحكومية و الامنية في خدمة ابناء المنطقة ورفع الاعلام الكردية فيها، لتكريس الثقافة الديمقراطية الحقَة في إدارة الشعب نفسه لمناطقه ضمن إدارة ذاتية ديمقراطية و قدم في سبيلها شهداء من خيرة ابطالها كخبات ديريك و جكدار عفرين و باور ديركي و رعد شيخموس و العديد من الجرحى الذين ما يزالون يتلقون العلاج و نتمنى لهم الشفاء العاجل.
فالاعلان عن تشكيل وحدات حماية الشعب YPG يعد خطوة تاريخية في تاريخ النضال الكردي ضد النظام البعثي و ما يأتي بعده من نظام لا يزال مجهول الهوية، و ضمانة لحماية المكتسبات التي حققها الشعب الكردي ، وقد أكدت في بيانها الأول بأنها مؤسسة دفاعية لحماية مصالح وأهداف الشعب الكردي، و تقف على نفس المسافة من جميع التنظيمات الكردية و أبدت ترحيبها و مساندتها لإعلان هولير، كما وأكدت على المجلسين الكرديين المتمثلين في مجلس شعب غرب كردستان و المجلس الوطني الكردي في سوريا بتقديم الدعم المعنوي و المادي، ودَعت في الوقت ذاته الشباب الكردي للدفاع عن قيَم الشعب من خلال الانخراط ضمن صفوف وحدات الحماية الشعبية.
في هذا الوقت الذي أكد فيها الكرد عن رغبتهم في إدارة مناطقه ذاتيا وبشكل ديمقراطي، لاذت الحكومة التركية و من بعدها مباشرة وسائل الاعلام التركي بتوجيه حملة تشهيرية دعائية على غرار حملاتها السابقة لتشويه حزب الاتحاد الديمقراطي PYD و حركة المجتمع الديمقراطيTEV-DEM و التي كشفت الوثيقة السرية المسربة من القنصلية التركية في هولير حول المخططات التركية لضرب القوى الكردية في سوريا، ورافقه بشكل مباشر حملات دعائية موتورة متشابهة و متناسقة من كتاب وتيارات كردية، حاملة في طيات تصريحاتهم و بياناتهم نفس المقول التركية "تحرير المناطق الكردية ليس سوى عملية تسليم من النظام السوري ل حزب الاتحاد الديمقراطي" حرفيا، وابتدأت مباشرة من إدلاء حكومة العدالة و التنمية التركي لها في 22 تموز 2012 ،أي بعد أيام من تحرير أغلب المناطق الكردية في سوريا، فماذا يعني التغني بهذه الجملة من قبل البعض وحسب بياناتهم-بأنه تحرياتهم الخاصة تؤكد على صحة مقولاتهم المستنسخة من شريط الاعلام التركي، ليسأل المرء نفسه هل هي محاسن الصدف!!؟.
أن رفع الاعلام الكردية في المرافق الحكومية و الخدمية تؤكد هوية المنطقة التي يسكنها الكرد في غرب كردستان، ومن وجهة النظر السائدة لا يجوز رفع علم الاستقلال، لأنه أولا لم تتفق قوى المعارضة السورية بعد على هوية سوريا المستقبل بما ستكون،بين دولة ديمقراطية تعددية أو الحكم الاسلامي للاخوان المسلمين المدَعمين من قبل تركيا و دول الخليج ، و ثانيا لا يمكن تقبل هذا العلم لعدم ترميزه لأية دلالة على مكونات شعوب سوريا ، بالاضافة أنه تم في ظلال هذا العلم كتب محمد طلب هلال كتيبه حول طمس الكرد في المناطق الكردية وتم تجريد الكرد من جنسيتهم و تمت محرقة عامودا و غيرها العديد من السياسات الانكارية بحق الكرد، كما لا يمكن رفع علم إقليم كردستان لاعتبارات سياسية متعلقة بوضع الكرد في سوريا ومحاولات العديد من قوى المعارضة لاتهامه الكرد بالانفصال، لانه هذا العلم معترف به سياسيا ودوليا كعلم لأقليم كردستان العراق الفيدرالي(جنوب كردستان).
لم يتبنى المجلس الوطني الكردي في سوريا و لا أية قوة كردية ضمنه أو خارجه حتى الآن لمعسكر التدريب في هولير للجنود الكرد المنشقين عن الجيش السوري أو لم يلتحقوا به ولاذوا الى اقليم جنوب كردستان، خاصة في وقت تضارب الاخبار حول طبيعة هذا المعسكر ومستقبله، و بحسب خبر نشره القسم الكردي من وكالة الفرات للانباء حول هروب لما يزيد عن 600 شاب كردي قبل أشهر من المعسكر، معللة ذلك وفقا لفاريين من المعسكر بأسباب مادية و إهانات لاتوصف بحق الشباب المتواجدون ضمن المعسكر من قبل المشرفين على التدريب، الامر الذي يبعث مشاعر الخوف من دخول هؤلاء الشباب لغرب كردستان بشكل مباشر دون معرفة الجهة التي تتبناها أولا، وثانيا حول مسألة عودتهم يجب أن تتم من خلال حوار مباشر مع قيادة وحدات حماية الشعب YPG للتنسيق حول آلية دخولهم و انخراطهم ضمن صفوفها، لتحقيق الضمان الافضل لحماية أمن المناطق الكردية خاصة في مناطق التماس مع باقي المدن السورية و الحدودية لدرء مخاطر لا تحمد عقباها.
كما يجب تفعيل اتفاقية هولير من قبل مجلس شعب غرب كردستان و المجلس الوطني الكردي القوتين الرئيسيتين في غرب كردستان، حيث أعلنت عن تشكيل الهيئة الكردية العليا التي تمثل إرادة شعبنا في توحيد طاقاته و إمكاناته بتاريخ 24 تموز 2012 ، هذه الهيئة تقع على عاتقها المسؤولية التاريخية أمام نضال الشعب الكردي و ايصاله للحرية و الديمقراطية منذ تاريخ إعلانها ،ويتحتم عليها الاسراع في تشكيل اللجان المشتركة في هذه المرحلة التاريخية المتسارعة باطراد، لخلق أفضل مناخ سياسي لإدارة الدوائر الخدمية والامنية بشكل ديمقراطي من قبل الشعب الكردي نفسه، دون النظر الى عامل الانتماء أو عدمه لأي جهة كانت، و تحسين الاوضاع المعيشية و الاجتماعية و خلق المزيد من فرص العمل للشباب للحد من الفقر والهجرة المتزايدة ودعم وحدات حماية الشعب YPG و اعتبارها المؤسسة الدفاعية عن قيم الشعب الكردي و حدوده وآمنه.
و لأجل الارتقاء بالهيئة الكردية العليا لممارسة الدور الريادي للشعب الكردي في توجيه دفة سوريا نحو الديمقراطية والتعددية اللامركزية ضمن إدارة ذاتية ديمقراطية، يتطلب من الكتاب و السياسين الكرد تقديم المزيد من الدعم و المساندة للهيئة الكردية العليا، بإعتبارها المخول الوحيد من قبل الشعب الكردي لتمثيله في جميع المحافل وبناء جسور التواصل مع باقي مكونات سوريا.
دلكش خليل
تم النشر في 15,12 25|07|2012
فيسبوكيات: اعتذر وبكل تواضع لأصدقائي وزوار صفحتي الكرام
الأثنين 23 تموز 2012
د. وليد شيخو
بخصوص كل ما نشرته بصدد تحرر بعض المناطق الكوردية وحول موضوع دخول بيشمركة كوردستان سوريا اليها، كان نابعاً عن فرحتي لسماع هذه الأخبار.
ولكن بعد التحري عن صحة هذه الأنباء تبين لي مايلي:
1- ما تسمى عملية تحرير المدن والبلدات الكوردية ليس إلا عملية تسليم هذه المراكز (مركز الثقافي العربي، مقرات حزب البعث، جمعيات فلاحية ...الخ) إلى عناصر ب ي د ، ومازالت الأجهزة الأمنية في مقراتها وعلى رأس عملها، كما كانت
2- لم يدخل أي جندي كوردي من قوام بيشمركة كوردستان سوريا الى الأراضي الكوردية
3- اعلان هولير ورغم مضي 12 يوماً على توقيعه ولم يبقى لمرحلة تطبيقه سوى يومين، لم ينفذ منه أي بند على الأرض حتى الآن
أكتفي بهذا القدر الآن وأحتفظ بحق عدم ذكر مصادر هذه المعلومات لي
تقبلو اعتذاري