د.م.درويش :
تصريحات رياض الأسعد الأخيرة لبعض وسائل الإعلام التركية حول الشأن الكوردي في سوريا، إذا كانت فعلاً صحيحة ولاتحريف فيها بإعتبارها تصدر من لاجئ سوري في تركيا يخضع كلياً إلى كل التإثيرات والتوجيهات التركية المعادية للكورد لمجرد أنّهم كورد، لكن لو فرضنا جدلاً أن هذه التصريحات صحيحة، فمدلولاتها ونتائجها ستكون خطيرة وكارثية على كل شعوب المنطقة لأن الورقة الكوردية هي الورقة الأكثر حساسية بين سوريا والعراق وتركيا واللعب عليها قد يجر المنطقة إلى حروب أهلية واسعة ترمي بحممها على الجميع.
أعود ثانية لأقول إذا كانت فعلاً هذه التصريحات صحيحة فهي تُعبّر عن الإنتهازية والشوفينية العروبية المشابهة لمثيلتها التركية والتي تتمثّل بتعطش بعض العرب للدم تماماً كما يفعل النظام السوري في هذه المرحلة من تاريخ سوريا
أود أن أشكر العقيد الأسعد ومن شابهه بالنوايا السوداء لأنّه كشف عن حقيقته ونواياه في وقت مُبكر مما يخدم الكورد ويزيدهم يقظة في نضالهم ويزيدهم إصراراً في مطالبهم المشروعة كشعب قائم على أرضه التاريخية وله كل الحق بتقرير مصيره بيده.
أتمنى أن تفهم كل الأطراف في سوريا بأن سوريا للجميع، أي وطن واحد لعدة شعوب وقوميات متمايزة ولكنها تستطيع أن تتفاهم وتتعايش مع بعضها البعض وتعترف بحقوق بعضها البعض وتستطيع أن تنأى بنفسها عن المؤثرات السلبية الخارجية منها أو الداخلية والتي قد تأجّج النعرات والنزاعات المختلفة ذات الرابط العرقي أو الديني أو الفكري.
كما أُذكّر جميع السوريين بأن الثورة السورية قامت بهمّة جميع السوريين الثائرين وكانت مطالب الثورة وماذالت تنادي بالحرية والكرامة وبالتالي تقرير مصير كل السوريين، وهكذا ستتحرّر كل سوريا وستحقق كل المكونات السورية نصرها وستقرّر مصيرها، والكورد كانوا وماذالوا من أوّل الثائرين لنيل حريتهم وكرامتهم وتقرير مصيرهم ويسعون دوماً للتفاهم والتوافق مع المكونات الأخرى مع الحفاظ على كامل حقوقهم، ويتطلّعون لسوريا جديدة إتّحادية أي لاإنفصالية كما يفهما المُغرضون والجاهلون، وتحيا سوريا إتحادية ولجميع السوريين.
معارض كوردي مستقل، 30/07/2012
تم النشر في 15,19 30|07|2012