عندما يعيش المرء في كنف دولة بوليسية مثل سوريا و يحكمها حزبٌ منذُ أكثر من أربعة عقود بقبضةٍ من حديد و يمنع عنها كل المنح الإنسانية في التعرّف على حقوقه و واجبه تجاه حقه و شرعية حقه في المطالبة مثله مثل أي آدمي على وجه المعمورة لذا من الصعب أن تُنسيّه تلك الكلمات المشبعة بالذل و الدونية بل حتى من الصعب أن تستبدلها بكلماتٍ يغلب عليها صبغة الشجاعة ليتماشى مع الوضع الراهن . لنقارن بعض الكلمات الدونية المغمسة بالذل و المواقف الشجاعة التي تجري في ساحة الحرية من أناسٍ يُضحّون من أجل أن يغيروا أو يعيدوا لنا كلماتٍ كنا قد نسيناها . في حين ترى عدد الشهداء وصل إلى 1100 شهيد لا نزال نسمع و نقرأ و نشاهد عددٍ لا بأس من المعارضين و السياسيين و الكتاب يقولون : ( إذا ) أسرع بشار في تلبية مطالب المتظاهرين ستخف المظاهرات في الشوارع . أو ( نتمنى ) من النظام أن يبدأ بالإصلاحات بسرعة كي يعود الأمن و الأمان إلى الوطن !! . حتى و إن وصل عدد المعتقلين إلى أكثر من 10,000 سجين و النزوح الجماعي التي إجتاحت دول الجوار مثل لبنان و الأردن و تركيا . أو نحن ( نرجوا ) من النظام الرءفة في التعامل مع الأطفال و النساء و الشيوخ و ننسى ألا الشرعية في حكم بشار منذُ أكثر من عقد و لا حتى حكم الطاغية حافظ . أو ( نأمل ) السلم و السلام لسوريا الحبيبة حتى نتخطى هذه المحنة . عندما بدأت فكرة النهوض بالثورة إسوتاً برفيقاتها كمصر و تونس كان في شهر شباط و كانت أولى شعاراتنا هي إسقاط النظام فما الذي حدث و تغير و صرنا نطالب بحقنا بحياءٍ و خجل ؟ هل أخافكم عدد الشهداء ؟ هل تخشونا أن تصبحوا مثل الطفل الشهيد حمزة الخطيب ( و ما فعل به المجرمون أزلام بشار ؟ فمنذُ الآن و صاعداً يفرض علينا خجلاً من دماء الشهداء و دموع الأمهات الثكالى أن نقول و نحن رافعين الجبيّن للأعلى إرحل أيها الديكتاتور أنت و من معك كفاك سرقة أموالنا خيراتنا و إدخارها لآل الأسد .
tedroskobani12@hotmail.com