الدكتور : آلان قادر
في نهاية شهر كانون الأول الماضي اجتمع في مدينة لينز النمساوية ممثلوا ثلاثة تنظيمات كوردية،فضلا عن شخص كوردي، بعثي سابق يدعي انه يمثل الجناح الكوردي لحزب البعث العربي الاشتراكي في النمسا،واضعين خطة تنسيق،ولكن اذا اعتقدتم ان تلك الخطة بهدف مساعدة جاليتنا في النمسا،تقديم شيء ملموس لها، ومحاربة نظام البعث الفاشي وعملاؤه ،فانتم تجانبون الصواب!!!،بل ان تلك الخطة الغبية والساذجة كانت موجهة لمحاربة الجمعية الكوردية للدفاع عن حقوق الانسان في النمسا. وإليكم تفاصيل الخطة السخيفة تقريبا وحسب المعلومات التي وصلتني واستنتاجاتي لمجريات الأمور،لأنني كنت الضحية ومشارك في كافة تلك الاجتماعات التي سوف آتي على سردها.
تقرر في ذلك الاجتماع المشبوه ومن قبل هؤلاء الأشخاص الذين ليس في جعبتهم أي شيء يقدمونه لجاليتنا، سوى محاربة الجمعية الكوردية وسكرتيرها ونشر الأكاذيب والأباطيل التي هم أنفسهم لايصدقونها،تأليب أفراد الجالية ضد بعضهم البعض،خلق العدوات والمعارك الجانبية طبقا لتعليمات المخابرات الخارجية السورية تماما.
.قرر هؤلاء تحت ستار الإحتفال بشكل مشترك بعيد نوروز في مدينة لينز دعوة الجمعية للمشاركة فيها،حيث كان هذا الهدف المعلن ولغاية خداع الجالية وتضليلها بهذه الدعوات الوطنية الكاذبة،سيما انهم يدركون تماما مدى حرص الجمعية على ذلك.ولكن الهدف الخفي لم يكن هذا أبدا،بل استدراج كاتب هذه الأسطر الذي كان أحد أعضاء لجنة التحضير للإحتفال بنوروز الذي جرى في 19.03.11،سعيا لتحريض ودفع الهراوة البعثية القذرة والحاقدة على الكورد وكوردستان لشتم كاتب هذه الكلمات وإهانته. لقد أثار حضور الهراوة البعثية المعروفة بدورها التخريبي والهدام في صفوف الجالية اجتماعات اللجنة التحضيرية الشكوك لدي،ولاسيما انه منذ الاجتماع الأول بدء بالاستفزاز وتوجيه الكلمات السوقية التي تعبر عن مستواه الوضيع ولاسيما انه عمل ولعدة عدة سنوات في تجميع القمامة عن طريق دار البلدية في مدينة لينز،ومن هنا استعداده للقيام بأي دور يليق به وخاصة محاربة الجمعية وهو الذي هددنا في أحد الأيام بعدم تأسيس أية جمعية أخرى للدفاع عن حقوق الكورد المشردين.
تلخصت الخطة الغبية بالشكل التالي: يعلن ممثل أحد هذه الأحزاب الميكرو باص،الذي تمرغ في أوحال قبرص وكتابة التقارير الكاذبة عن جاليتنا هناك،حيث تسبب في ترحيل 57 لاجئ كوردي بريء إلى سوريا، وذلك في الاجتماع الأول بالانسحاب من اللجنة( طبعا للتمويه وبالاتفاق المسبق مع ممثلي الأحزاب الأخرى}.كما جرى الاتفاق بأن حزب الشيخ الفلاني من شمال أوربا لن يحضر نوروز وسيحتفل بالعيد لوحدهم،لغاية عدم انكشاف الأمر. ولكنهم جميعا كانوا متواجدين في احتفال توروز.أما ممثل الجناح الكوردي لحزب البعث فقد كلف الرفيق المناضل و الهراوة البعثية للتحدث بأسمهم في اللجنة.بقي ممثل كوميدي آخر لحزب من نوع الميكروباص يسميه جاليتنا بالزئبق وبعضهم بالديك الرومي.وكلفوا أيضا ثلاثة أشخاص مستقلين،أحدهم كان في سورية قبل عدة أشهر دون أن يتعرض للمسائلة أو التوقيف والله أعلم ماهي أسباب ذلك وكيف حصل على وثيقة عدم التعرض،هل من النمسا أم خارجها؟ والمستقل الآخر اكتشف كورديته فقط اثناء التحضير لعملية الاستفزاز ضد الجمعية وسكرتيرها لآننا عمليا لانعرفه ولم نلتقي به سوى مرة واحدة.والمستقل الثالث معرفتنا به سطحية وليست هناك أية مشكلة،سواء بينه من جهة أو بين المستقلين الآخرين والجمعية من جهة أخرى.
ومما أثار انتباهنا جداد جدا وأكدت شكوكنا بأن الاستفزاز كان مدبرا من قبل الاستخبارات السورية بقيادة الهراوة وأولئك الأشخاص هو التالي: جرى الاتفاق على قيام الجمعية بتأجير صالة الاحتفال وهذا ما تم حقا ولكنهم في الاجتماع الذي تلاه،رفضوا ذلك بحجة لماذا الصالة حجزت بأسم الجمعية وأيضا جرى كتابة الكلمة من قبل الجمعية باللغة الألمانية،رفضت من قبلهم أيضا لأسباب سخيفة.وخاصة أن البرنامج الذي أعدته الجمعية كان يتضمن دعوة قادة المقاطعة وممثلي الأحزاب النمساوية والمنظمات الأجنبية وهي أيضا رفضت,ولدى سؤالنا هل لدينا فتاة تجيد اللغة المانية جيدا كي تقرأ الشعر وتساعد في إدارة الحفلة وعندما عرضنا عليهم أسم الفتاة وعائلتها وافقوا في البداية ولكنهم بعد تشاورهم فيما بينهم وفي الاجتماع الذي تلاه رفضوا هذا أيضا.واتضح لنا ان كافة تلك التدابير كانت معدة سلفا وجرى الاتفاق عليها. ولكنهم كانوا مرتاحين فقط لعملية دفع الجمعية مبلغ 68 أويرو كرهان لتأجير الصالة ورسومات السماح باجراء الحفلة من قبل دار البلدية. و ماحدث خلال الإجتماع الأخير الذي شهد عملية الهجوم المدبر في أواسط شباط الماضي،عزز من شكوكنا بأن العملية مدبرة بين ممثلي تلك الأحزاب الهزيلة، التي أجهضت انتفاضة شعبنا في نوروز 2004 وباعت دماء شهداءنا لسلطة البعث الفاشي بثمن بخس.والملفت للنظر أن أحد هؤلاء تجار الوطنية الكوردية تأخر عن الاجتماع الأخير وبشكل مقصود مدة 30 دقيقة بحجة انه يشتري الأغراض لأسرته،طبعا كذبا ونفاقا،الآخر تمارض وبقينا وجها لوجه مع الهراوة البعثية واثنان من المستقلين عندما حدث الهجوم اللفظي علي والاهانات التي تم توجيها دون أي سبب، وكان واضحا موقف هذين الشخصين المؤيد للهراوة البعثية.وبعد انكشاف خفايا الأمر لنا بشكل واضح والدور القذر لتلك المجموعة التي لانعتقد أبدا أنها أقدمت على هكذا عمل تافه دون مقابل،ومجانا وجهنا رسالة باللغة الألمانية إلى أحد المستقلين الذي حجز الصالة فيما بعد باسمه وبالاتفاق مع المجموعة، بإعادة المبلغ الذي دفعته الجمعية له شخصيا ولإدارة البلديةـبسبب عدم الالتزام بالبرنامج الذي جرى مناقشته في اللجنة،كونه أراد وعن طريق السلبطة والكذب والدجل الاحتفاط بالمبلغ لنفسه ودون وجه حق، وعندما واجهناه بالحقيقة، هددنا بإرسال هذه الرسالة إلى المواقع الكوردية.ويبدوا انه هذا ماحدث فعلا، فقد تم تضليل بعض المواقع الكورية بواسطة معلومات خاطئة وعن سابق وعي وتصميم للأنتقام من الجمعية بسبب دورها النشيط ومساعدتها الفعالة ليس للجالية الكوردية في النمسا فحسب،بل وخارجها أيضا.
وفي الفترة الأخيرة لوحظ تصاعد التوجه المعادي للجمعية من قبل هذه الزمرة المشبوهة بسبب مواقف الجمعية الداعية لإسقاط السلطة البعثية البربرية وتحرير سوريا منها ونشاطها الحقوقي والاعلامي لفضح سياسة البعث الفاشي.والأنكى من ذلك أن أحد هؤلاء الأشخاص الذين شاركوا في ذلك الاستفزاز وبشكل نشيط جدا،نظرا لحقده الدفين على الجمعية وسكرتيرها،رفض اثناء اجتماع عقد في لينز وذلك في بداية نيسان الماضي من أجل التحضير لمظاهرة الجالية ضد النظام السوري الدكتاتوري اقتراح كاتب هذه الكلمات من الاتصال بمحطة التلفزيون النمساوي وممثلي الصحافة النمساوية بحجة وجود رفاق له يعيشون ومنذ زمن طويل في فيينا وبعضهم وصل تقريبا سن التقاعد هم سوف يتصلون بتلك الجهات، كان هذا أيضا من قبيل الدجل والكذب المفضوح طبعا، للتستر على جرائم البعث النازي ضد الكورد والسوريين ولاحظ ذلك كافة المشاركين في ذلك الإجتماع.وهل هذا صدفة أنه في اليوم التالي لمظاهرة فيينا نشرت وكالة سانا خبرا مفاده خروج الجالية السورية في فيينا تأييدا للرئيس بشار الأسد!!!!. واللبيب من الإشارة يفهم.
تحول نشاط الجمعية الكوردية للدفاع عن حقوق الانسان في النمسا إلى مصدر قلق و إزعاج لنظام البعث الفاشي في سوريا،لذا فهو يعمل جاهدا وبشتى الوسائل للتخلص منها بسبب نشاطها المستقل والمخلص،البعيد عن جعجعة الأحزاب الكوردية ومهاتراتها ومشاكلها التافهة التي أصبحت عقبة كأداء أمام بروز حركة ديمقراطية-عصرية كوردية حقا،تقود سفينة شعبنا نحو بر الأمان. ولهذا السبب بالذات لايكف أبدا عن وضع الخطط الخبيثة وتحريض شذاذ الأفاق والمشبوهين والبعثيين الانتهازيين من الكورد السابقين والحاليين والمرتزقة، أصحاب التقارير وفتات الموائد بين صفوف الجالية وخارجها لضرب الجمعية والتخلص منها. فمنذ إعادة تشكيل الجمعية في العام 2008 وإلى حد الآن تعرضنا إلى حوالي سبعة استفزازات،ارسال المدسوسين والجواسيس،الشتم عن طريق الهاتف، والتحرش والاعتداء بالكلمات البذيئة في البالتوك،كتابة تقارير كاذبة إلى المواقع الكوردية عن الجمعية وسكرتيرها، ممارسة النميمة ونشر الشائعات والحرب النفسية، وحتى الطرق على باب المنزل في الساعة الواحدة والنصف ليلا قبل عدة أشهر بقصد التخويف والترهيب ولكن هيهات. طبعا لوكنا خاملين وجالسين في بيوتنا،لما تعرضنا أبدا إلى أي شيء من هذا القبيل وهذا دليل واضح على صحة نهج الجمعية الي تثير حقد الأعداء.وحرصا منا على وحدة صفوف وتكاتف الجالية لم ننشر أغلب تلك الاستفزازات لأننا نعرف مصدرها والاشخاص الذين يقفون خلفها.من يملك الجرأة ويدعي انه من نسل الرجال عليه أن يواجهنا وجها لوجه،وليس الاجتماع في غرف مظلمة كالجبناء ويضع خطط الاستفزازات والتحرشات الدنيئة وبتحريض عملاء المخابرات السورية علينا وقبض الثمن بالأ ويرو.
فأنتم عاجزون حقا عن محو خمسة وثلاثون سنة قي خدمة الكورد وكوردستان من الذاكرة الجماعية لشعبنا في غربي كوردستان ونضاله العنيد من أجل الحرية وحقوق الانسان بسبعة استفزازات وضيعة وتافهة كشخصياتكم التي ومع اعتذاري الشديد للكاتب الروسي العبقري دوستويفسكي لستم سوى أرواح ميتة فعلا.
وانطلاقا من ذلك أقول وللمرة الأخيرة أن هذه الجمعية وجدت لتبقى،لأنها تخدم الكوردايتي بكل اخلاص،وهي شوكة في أعينكم وعيون أسيادكم من نظام بشار الأسد المجرم. انكم لاتدرون حقا من أي فولاذ صنعت إرادتنا وأؤكد انه بعد الاستفزاز الأخير صقلتم إرادتي أكثر وتعمق إيماني بالكوردايتي بصورة أقوى من السابق. وبما أن إرادة الجبال تقف خلف هذه الجمعية والدافع هو خدمة الكورد وكوردستان بنكران ذات وتضحية،ودون مقابل، لذا نحذر هؤلاء المرتزقة والمشبوهين بأنه لدى حدوث أي استفزاز آخر ومهما كان صغيرا فأننا سوف ننشر أسماءكم الشخصية وانتماءاتكم الحزبية بكل تأكيد واعذر من أنذر**. والقانون النمساوي سوف يعطي كل منا حقه،فنحن نعيش ليس في شريعة الغاب البعثية،بل في دولة القانون،وعليكم أخذ العبرة من محاكمة الهراوة البعثية في النمسا التي تفوح رائحتها في كل مكان سوى لديكم!!.
*د.آلان قادر رئيس الجمعية الكوردية للدفاع عن حقوق الانسان في النمسا.
** لولا الوعكة الصحية التي ألمت بنا في الفترة الماضية،لنشرنا هذه المعلومات بعد الاحتفال بعيد نوروز مباشرة.
النمسا في 19.05.2011
