يبدوا أنّ هذا النظام القابع على الأعناق الشعب السوري منذ أكثرمن أربعين عاماً , كان يخطط أن يبقى إلى الأبد حاكماً محكماً وقلعة الصمود والتصدي ضد هذا الشعب العظيم وليس ضد الأعداء كما كان يدعي , هذا الشعب الذي يعود تاريخه إلى أكثر من أربعة آلاف سنة , وهذا النظام أراد ويريد بل مصمماً على أن يبقى سورية مخنثاً , لاجمهوري مثل العالم والناس كما يقول العامية ولا نظام الملكي معروف لدى الجميع وبروح وبدم نفديك يا آل الأسد , قائدنا إلى الأبد مرة حافظ الأسد ومرة شبله الأسد ومرة ومرة وأن يبقى آل الأسد وحاشيته إلى الأبد .
عندما يقول النظام أنّ السورية وضعها مختلف عن المنطقة الشرق الاوسط , أعتقد أنها صحيحة وأضيف من عندي على الأقل الرأي الشخصي , أنّ الوضع في السورية مختلف عن العالم الأجمع ولم لا والنظام من الرأس الهرم إلى عنصر الأمن فاسد ومنهجه ليس إلاّ القانون الغاب , ومع الأسف الشديد إنّ هناك مازال البعض من الداخل والخارج يزمرون ويطبلون بأنّ السورية مازالت دولة الممانعة , ففي الداخل ربما بحكم منافعهم الشخصية أمثال طالب إبراهيم وحاج علي وغيره الذين يخرجون إلى فضائيات ويجاهرون بكل وقاحة ويقفون ضد الحرية الشعب السوري وهناك مايسمى المفتي الجمهورية والآخر البوطي وغيره الذين يشرعون للنظام بأن يقتلوا شعبه الأعزل وهناك بعض التجار في دمشق وحلب الذين باعوا ضميرهم وإنسانيتهم ودينهم وأخلاقهم في سبيل أن لايضر مصانعهم ومتاجرهم وتجارتهم للخسارة , إنما فعلا الوضع السوري مختلف والذين ينطقون باللغة ضاد ربما خوفاُ على عروشهم من الانتقال الفيروس بوعزيزي الشافي والمعدي السريع وقاضي على هذه الأنظمة السرطانية , وهناك البعض يدعون انفسهم بحامي الحماة الشرق الاوسط أمثال أردوغان وعلى شاكلته والذين ليس بإستطاعتهم أن يحل مشاكلهم الداخلية ويأتون ويحرشون أنفسهم وبآرائهم المذبذبة وبعقلية الطائفية أوالعنصرية وإقصاء الآخر , وهناك الآخرون يدعون بأنهم المقاومون وأنهم يخافون الله وسموّ انفسهم بحزب الرب وعلى رأسهم نصرالبشار وليس نصرالله وأن يوجه سمّه على الشعب السوري بأن يقبلوا هذا النظام الطاغي المجرم القاتل الأطفال والنساء والشيوخ وشعب أعزل , وأن يبقى هذا النظام على رقاب سوريين إلى عقود الاخرى , هذا ما لا يقبله العقل , كنا نتمنى منه أن يصمت على الأقل لأننا سوريين نعرفه أكثر من غيرنا , ومن خلف الشلة التي تدعي بأمة عربية واحدة منذ احتلالهم لسلطة الشعب في سورية إلى يومنا هذا راح عشرات الآلاف من ضحايا وعشرات الآلاف الذين قبعوا في سجون هذه الشلة موزعين على سبعة عشر فرعاً أمنياُ , وتجريد بمئات الآلاف من الحق المواطنة كونهم أكراداً وهجرة مئات الآلاف إلى خارج البلاد , اليس الوضع سوري مختلف ؟
أعتقد كافة الشعب السوري بحاجة الى التغيير الحقيقي وبكل أطيافه إذا وقف نظام آلة القتل وفكرة تخوين , أي أنّ النظام يخير الشعب سوري بين أمرّين وليس ثالثهما , إما أن تقبلني إلى مدى الحياة على الأقل في هذا الجيل وأن يكون الشعب عبارة عن قطيع من البهائم وعلى النظام أن يقوم بدور راعي لسقايته وتعليفه , طبعاً متى أراد النظام أن يقطع على هذا القطيع سواءً الماء أو العلف فالنظام هنا حر , السبب لأن نظام يعتبر نفسه وصي على هذا الشعب و السورية عبارة عن المزرعة لدى آل الاسد , والذين يعيشون فيها عبارة عن قطيع من البهائم والمالك الوحيد هو آل الأسد وإن أراد هذه العائلة الكريمة أن يذبح أحدى بهائمه وليمتاً لحسن نصر الله أو على شاكلته , فلم لا و ربما يذبح بعض من قطيعه وليمتاً لنفسه لكي يحفظ على هيبته وشراسته ووحشيته وديمومته وذبح مازال مستمراً حيث راح أكثر من ألف ومئة شهيد والأعداد تتزايد بداً من شهرآذار الماضي , في سبيل هيبة هذه العائلة الكريمة وبقائه إلى الأبد , ولم لا وربما بيعه عندما أراد اللأب المقبور حافظ الأسد الذي عذب هذا الشعب حتى بعد مماته وقال للأتراك بكل وقاحة ما رأيكم أن نسلمكم أهل الجزيرة ونعطيكم وردّ عليه الأتراك نحن نريد مع أرضهم , أليس هذا الشعب قطيع لدى آل الأسد .... و تسخىّ أبنه الشبل بشار لكي يبين للعالم مدى سخاء هذه العائلة الكريمة عندما سلمّ لواء اسكندرون بأرضه وشعبه للأتراك وحتى لم يعرض على مجلسه , مجلس المصفقين وليس مجلس الشعب بل سلمهم بزلة القلم , كما أنّ هذه العائلة لا يخلى من أهدافه الإنسانية وهو سلام وهدوء وطمأنين تجاه الأعداء وبقاء الجولان السوري في هذا الوضع وهذا هو أكبر دليل على إنسانية هذه العائلة الكريه ....العفو الكريمة , أقصد كريه لدى الشعب السوري وكريمة وإنسانية وسلمية لدى الأعداء , وإذا رفض الشعب صفة القطيع فمصيره هو القتل وإتهامه بتعامل مع الخارج وخيانة الوطن وخيانة البلد المقاوم وبلد الصمود والتصدي , الصمود والتصدي على من ؟ على الشعب أم على الأعداء ؟
لقد بينة الأحداث من خلال شهور وعرّت وفضّحت نظام ( عل الآخر ) كما يقول العامية ووضحت صورة أمام الشرفاء العالم وعرفوا مدى أكاذيب النظام وبلطجيته ونظام نفسه فضح نفسه بنفسه وبيّن للعالم مدى وحشيته ومدى شراسته تجاه شعبه الأعزل وتآمره مع الخارج على حساب هذا الشعب المسكين .
أعتقد مازالت المعارضة في سورية مشتت وليست لديها أي خطة واضحة وعريضة , تشمل جميع أطيافه , الأكراد وحيدين فقط عدوّا عدتهم و وحدوا صفوفهم ولو فيه كثير من الشكلية ومع ذلك هذا يبشر بالخير , ولكن مازال رؤيتهم غير واضحة وفيه كثير من الضبابية ونتمنى .....ونتمنى أن لا يكونوا مخدوعين من قبل هذا النظام المخنث ومنتهي قريباً , أما الاخوة العرب وأطيافه الأخرى فهم مازالوا عاجزين عن خطة وطنية واضحة لخروج البلاد إلى بر الأمان ماعدا بعض مديح للاكراد وبعض المجاملات .
من حق الأكراد أن يتعرفوا على المعارضة السورية وأهدافهم الحقيقية خاصة الشريك الأكبر وهم الاخوة العرب و بشكل واضح وصريح وتعهد من خلال مؤتمر الوطني العام لكافة الطيف الشعب السوري , وأن يكون المؤتمر , مؤتمراً وطنياً بكل المعاني , وكون الشعب الكردي القومية الثانية في البلاد , فليس بإمكان أحد إنكاره وإقصائه من المشهد السوري مهما كان ومن كان .
على المعارضة أن يدرك أنّ لا أردوغان ولا غيره بمقدوره وإستطاعته أن يمنح الشعب سوري حريته , الشعب السوري من الداخل وحده بإمكانه أن يمنح الحرية لنفسه , حتى الغرب وقوى العظمى لا يقرأون المشهد السوري إلاّ من خلال الداخل ومن خلال قوة الإحتجاجات , فالعالم لا يمكن أن يفعل أي شيئ إلاّ من خلال الداخل السوري , متى عرفوا أنّ الثورة نجحت فهم سيتخلون عن نظام بكل بساطة بيما فيه أوباما أو غيره , لذلك على المعارضة وقادة الإحتجاجات في السوري أن يكونوا واضحين وصريحين وأن يتفقوا قبل فوات الأوان وإلاّ سيتحول الدم السوري إلى نزيف وستنتهي الإحتجاجات وسيكون كارثة على الشعب السوري والمستفيد الوحيد سيكون شلة النظام وسيصبح أكثر وحشيةً ودموية على رقاب هذا الشعب وسنقبع عقودً أخرى تحت وطئت و وحشية آل الأسد .........وشعب مكة أدرى بشعابه .
محمد صالح خليل
Feride
-dil@hotmail.com