07|04|2011 صوت الكورد .
الشرق الأوسط..أحرق محتجون في درعا أمس منزل نائب وطالبوا بطرده من المحافظة، في وقت تستمر فيه حملة الاعتقالات الواسعة التي تجريها السلطات الأمنية السورية بناء على التدقيق في أفلام الفيديو عن الاحتجاجات التي تبث عبر موقع «يوتيوب» وتعقب الأشخاص الذين يظهرون في الفيديو. ولكن في المقابل، أطلقت السلطات السورية سراح نحو 48 مواطنا كرديا اعتقلوا على خلفية أحداث النوروز العام الماضي في مدينة الرقة. وقالت مصادر حقوقية إن قاضي التحقيق العسكري الثاني بحلب أصدر قرارا بإخلاء سبيل عدد من المواطنين السوريين الذين اعتقلوا على خلفية أحداث النوروز، وذلك بعد يوم من لقاء الرئيس بشار الأسد مع فعاليات اجتماعية من المناطق الشرقية، تضم رؤساء تنظيمات كردية وزعماء عشائر عربية.
يأتي ذلك، في حين يستمر الإضراب العام للمحال التجارية في درعا تضامنا مع من قتل، فأقفلت محال المدينة عدا المتاجر التي تبيع مواد غذائية. وتواردت معلومات عن قيام ممثلين عن السلطات بدأوا دفع دية (تعويضات مالية تبلغ مليون ليرة أي ما يعادل 20 ألف دولار أميركي) لعائلات «الشهداء» الذين قضوا خلال المظاهرات، التي رفضتها غالبية العائلات، بحسب ما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.
وفي تطور جديد أمس، قام المحتجون بإحراق منزل النائب علي عرفات في ناحية محجة التابعة لدرعا، لأنه كال المديح للأسد أثناء إلقاء كلمته أمام مجلس الشعب. وطالب المحتجون بترحيل هذا النائب وعائلته عن درعا، بحسب ما ذكره مصدر حقوقي لوكالة الصحافة الفرنسية.
من جهة أخرى، يجري إطلاق سراح أعداد كبيرة من معتقلين بينهم جرحى، على خلفية أحداث ما سمي بـ«جمعة الشهداء» في سورية واعتقال أعداد أخرى. وجرى أمس تسليم جريحين في حمص كانا معتقلين، وتحدث بعض المطلق سراحهم عن معاملة سيئة يلقونها من الجهات الأمنية، وصفعا على الوجه وضربا على أنحاء الجسم كافة لا سيما في الساعات الأولى للاعتقال. كما تحدثوا عن حشر أعداد كبيرة من المعتقلين في أماكن لا تتسع لهم، وأن بينهم نساء ومهندسين وأطباء.
إلى ذلك، باشر محافظ درعا المعين حديثا محمد خالد الهنوس مهامه أمس، والتقى أعضاء المكتب التنفيذي وعددا من مديري المؤسسات الحكومية في المحافظة، ودعاهم إلى «التواصل اليومي مع أطياف المجتمع كافة والوقوف على جميع تفاصيل حياتهم». وقال إن «أبواب المحافظة ستكون مفتوحة أمام الجميع للنقاش والحوار للوصول إلى صيغة مناسبة تساهم في إيجاد الحلول لجميع المطالب العالقة».
يشار إلى أن الاحتجاجات في درعا بدأت على خلفية احتقان الأهالي من سلوك المحافظ والمسؤولين الأمنيين والإجراءات الجائرة التي لم تراع مصالح المواطنين وتوجت باعتقال مجموعة من الأطفال على خلفية كتابة شعارات على جدران المدارس تطالب بإسقاط النظام، تطورت إلى احتجاجات ومواجهات عنيفة سرعان ما تمددت إلى مدن ومناطق سورية عديدة. وقالت قناة «الإخبارية» السورية الرسمية إن لجنة التحقيق في القتلى الذين سقطوا في أحداث درعا بدأت التحقيق مع مسؤول أمني رفيع «يحمله الأهالي في درعا ما وصلت إليه الأمور من ترد». ومع أن القناة لم تسم المسؤول، فإن الجميع يعرف أنه عاطف نجيب قريب الرئيس الأسد.