صوت الكورد - وكالات سرب موقع إسرائيلي أن الولايات المتحدة الأمريكية وجهت تهديدا بحرب على سورية اذا وصل أي من أجهزة الاتصال الأمريكية التي وقعت في يد سورية الى روسيا أو الصين.
وكشف الموقع أن وزير خارجية الإمارات حمل لسورية رسالة تهديد بالحرب على سورية اذا وصل اي جهاز اتصال أمريكي من الأجهزة التي صادرتها المخابرات السورية في عملية تفكيك الياسمينة الزرقاء الى روسيا أو الصين كما هددت باستدعاء قادة المخابرات السورية الى المحاكم الدولية.
واستدرك الموقع بأن الرئيس السوري بشار الأسد استبق تفكيك هذه الخلية والتهديد الأميركي خلال كلمته أمام مجلس الشعب بقوله "إذا فرضت الحرب علينا اليوم فأهلاً وسهلاً بها".هي عملية الياسمينة الزرقاء التي لم يعرف عنها الا ما سربه الأمريكيون والإسرائيليون، وقد وصفت بأنها أكبر عملية عسكرية أمنية منذ عقود و ستدرس في السنوات القادمة في العديد من دول العالم.
وفي التفاصيل عن مصدر أمني أمريكي كبير قال إن حلف شمال الأطلسي، ومما حدث على الأرض في سورية، قد شك في أن السوريين قد اخترقوا عملية الياسمينة الزرقاء فقرر سحب كل العملاء. وفعلاً تم إرسال رسالة الى قائد العمليات الأمريكية في سورية مفادها أوقف العملية واسحب كل العملاء، فكان الرد: العملية انتهت مع تحيات المخابرات العامة السورية.
فجن جنون الأمريكيين، فلقد وقع في يد المخابرات السورية أحدث أجهزة اتصال مخابراتية أمريكية تهدد آلاف الجواسيس الأمريكيين حول العالم. وفعلا كانت اول النتائج هي قيام المخابرات السورية بإرسال تقرير للمخابرات الإيرانية أدى الى توقيف ثلاثين جاسوس أمريكي دفعه واحدة، وكشف شبكة خلوية سرية للتجسس على سورية في لبنان ويقال أنه تم كشف جاسوس إسرائيلي في روسيا الكثير من النتائج لتفكيك هذه الشبكة. ورأى الموقع الاسرائيلي أنه نتيجة قدرة المخابرات السورية على تفكيك هذه العملية فإن روسيا والصين تحاولان الوقوف الى جانب سورية في مجلس الأمن على أمل الحصول على أي جهاز من أجهزة الاتصال الأمريكية و تحليلها، بينما الأمريكيون يقدمون العرض تلو العرض للسوريين، مع سلسلة عقوبات مجنونة تقوم بها دول أعضاء بالناتو لاستعادة هذه الأجهزة عبر سياسة العصا والجزرة، بينما السوريون يعرفون بأن ما بين يديهم ثمنه غالي جداً. وفي تفاصيل العملية:
الإسم: الياسمينة الزرقاء
بدء العملية: عام 1999
هدف العملية: إسقاط النظام في سورية وتقسيمها الى عدة دويلات وإشعال حرب طائفية.
القنوات الإعلامية التي كسبت صداقة سورية وتشارك في العملية : الجزيرة والجديد و جريدة الأخبار.
الإعلام الداعم: رويترز والعربية وبردى أورينت والبي بي سي والسي ان ان
(لاحظ أن وكالة الأنباء الأمريكية خارج المعركة)
المشتركون في العملية: دول الناتو بمن فيهم تركيا وبعض الدول العربية بقيادة أمريكية.
الهدف غير المباشر للعملية: تقسيم الشرق الأوسط لإنتاج خريطة الشرق الأوسط الجديد، ومن جهة ثانية تخفيف سكان الأرض بما يقارب من ثلاث ملايين نسمة سيسقطون في الصراعات الطائفية في سورية.
مخطط العملية :
1-إشعال حرب طائفية في الساحل بين الطوائف الثلاث بهدف ترحيل المسيحيين من الساحل الى لبنان و ترحيل السنة الى حمص وحماه وحلب لتصبح دولة علوية بأمر الواقع، من خلال قيام عصابات مسلحة بقتل عدد من العلويين لأسباب دينية وشعارات دينية تؤدي الى قيام ثورة علوية ضد الأقلية السنية وترحيلهم من الساحل وأثناء هذه المعركة تقوم العصابات المسلحة بزرع سيارات مفخخة هدفها ترويع المسيحيين وترحيلهم.
2-إقامة إمارة إسلامية تضم حمص وحماه وقد تصل الى دمشق، ترحل منهم الأقليات المسيحية الى لبنان والعلوية الى الساحل ، عبر القتل الطائفي والسيارات المفخخة.
3-إقامة إمارة إسلامية مستقلة ومعزولة في درعا، ثم ترحيل قسم من سكان درعا باتجاه الأردن لضم درعا الى الأردن لاحقاً ثم إقامة دولة درزية تمتد حتى لبنان، وإشعال حرب بين الدويلتين.
4-إشعال حروب بين هذه الدويلات لتصبح إسرائيل هي الديمقراطية الوحيدة في لمنطقة التي تتوسط بين هذه الدويلات والداعم لها، وتقوم بترحيل ما تبقى من فلسطينيين وتفرض نفسها دولة يهودية بين دويلات طائفية، متقاتلة حيث سيكون هنا حروب بين هذه الدول الصغيرة.
5-توسيع التقسيم ليشمل الأردن والعراق ولبنان وتجهيز الأردن ولبنان كوطن مبدئي بديل للفلسطينيين ولكن على أساس طائفي من خلال تقسيم الاردن ولبنان الى عدة دويلات.
6-تقليل أكبر عدد من السكان بهدف تخفيض عدد سكان الأرض بما لا يقل عن ثلاثة ملايين قتيل لمنع اي تفجر ديموغرافي على الأقل خلال الخمسين سنة القادمة، كما فعلوا في العراق.
7-إستهداف علماء السنة وبدأ تحويل مذهب أهل السنة الى المذهب الوهابي الذي يمكن قيادته من السعودية، عبر جيش من الشيوخ كان جاهزا لهذا الأمر، ذلك من خلال قتل علماء السنة وتسليح الدويلات الطائفية حولهم لتصبح السعودية منقذهم الوحيد.
بدأ تنفيذ العملية وشارك بها أكثر من خمسة آلاف شخص بالإضافة الى أكثر من 3000 شخص غير سوري، وجرى تجنيد الأشخاص عبر عدة طرق وأهمهما مكاتب العمل والسفارات، حيث في العام 1999 بدأت السفارة الأمريكية وبشكل مفاجئ قبول طلبات الفيزا لمدة سنتين من المواطنين السوريين، وتأخذ من كل طلب مبلغ 50 دولار لتجمع مئات آلاف الدولارات ولكن لتوافق على أشخاص معينيين فقط. ومن تستطيع تجنيده هو الذي سيبقى في الولايات المتحدة آمناً، حيث قامت
الإستخبارات الأمريكية بتجنيد الكثير من العملاء إما عبر استدراجهم لدور دعارة وتصويرهم، أو من خلال الزج بهم في السجن بسبب انتهاء الإقامة وثم ابتزازهم. و الأسوأ أنها قامت بتدريب العملاء من ضرائب جمعتها من الذين تقدموا من السوريين للتأشيرات .
تجنيد عملاء في لبنان و السعودية و قطر و الإمارات.
بدأت قطر تجنيد العملاء منذ العام 2004 من خلال استقدام أكثر من عشرين الف سوري وتجنيد قسم منهم، و كذلك في لبنان والأردن والسعودية والإمارات حتى وصل عدد المجندين الى أكثر من 5000 شخص، وأضيف اليهم الكثير من الهاربين من العدالة وخصوصا المهربين الذين تم اعتقالهم وتجنيدهم في دول الجوار. وبدأ تنفيذ العملية بدهاء حيث يتم خلق إشاعات قوية تؤدي الى خروج الناس في تظاهرات ثم إدارة هذه التظاهرات وبدأ إصباغ المظاهرات بصبغة طائفية مع تنفيذ عدة عمليات قتل واغتصاب تؤدي إلى أعمال عنف طائفي، وفتنة بين الجيش و الأمن و الناس ، مع خطابات لشيوخ موالين لأمريكا تثير النزعة الطائفية، مع حملة إعلامية ضخمة تظهر بان سورية قد سقطت وأصبحت ضعيفة. واستثمر في هذه العملية محطات كانت أبواق للسياسية السورية عدة سنوات وتعتبر موثوقة من الشارع السوري مثل تلفزيون الجزيرة والجديد وجريدة الأخبار اللبنانية،
مع خلق عدة محطات إعلامية خاصة لهذه التغطية، وتجنيد المزيد من الشباب بالمال حتى وصل عدد المجندين إلى أكثر من 15000 شخص.
و لكن ما الذي حدث؟
قاد العملية 18 مفتاح أمني أمريكي على الأراضي السورية، وضابطان عرب كبار أحدهم إماراتي والآخر أردني، وعدة مستشارين إسرائيليين، وعدة ضباط من جنسيات عربية وأوروبية مختلفة. جهز للعملية عدة شبكات اتصالات منها الأرضي ومنها الخلوي ومنها عبر الأقمار الصناعية ومنها أحدث أجهزة اتصال في العالم وهي الاتصالات الأمريكية، وعبر ما يسمى بالخطوط الخلفية اي تشغيل شبكة مع كل اكتشاف لشبكة، لضمان التواصل مهما حدث وبطرق ذكية واحترافية لا يمكن وصفها.
تم تجهيز أكثر من عشر غرف عمليات إعلامية و عسكرية واتصالات وإشاعات وحرب إلكترونية لإدارة العملية من بيروت للأردن إلى الدوحة وفي عدة دول أوروبية ومن داخل تل أبيب نفسها وفي سفن داخل البحر. وفجأة خرج أحد المفاتيح الأمنيين من سورية الى الإمارات، وعوضا عن أن يقود العملية لأنه عميل فوق الشبهات كما كانوا يعتقدون، كان دون أن يعلم يكشف وجوه رجال المخابرات الأمريكية والأطلسية في الإمارات، وبدأ انقطاع الاتصالات مع بعض المفاتيح. وفجأة كان هناك مخطط من شأنه تدمير مدينة بانياس عبر تفجير خط البترول ومصفاة النفط والمحطة الحرارية، ولكن قبل التنفيذ توجهت غواصة سورية وسفينة حربية ومروحية مضادة للسفن باتجاه
بارجة ألمانية أبعدتها عن الساحل . ثم أنشأ السلاح الإلكتروني السوري جدارا إلكترونيا اخترق الاتصالات وأصبح يستقبل الاتصالات من البارجة ويوصلها. وعوضاً عن وصول الأوامر من البارجة الألمانية إلى المسلحين وصلت الأوامر من المخابرات السورية. وعوضاً عن تدمير بانياس قامت المخابرات بإرسال المسلحين الى أماكن كمن لهم فيها الأمن، وسقط كل المسلحين بيد المخابرات السورية أحياء و من بينهم:-
ضابط استخباراتي أردني كبير، وضابط وشيخ استخباراتي إماراتي كبير وضابط رفيع في الموساد وعدة مستشارين إسرائيليين. وفي اليوم التالي عرض التلفزيون السوري اعتراف أحد هؤلاء المسلحين وهو ما كان يعتقد نفسه وزير دفاع إمارة بانياس، فشعر الامريكيون بالخطر فأرسلوا رسالة تفيد بوقف تنفيذ العملية والخروج من سورية، فجاءهم رد انتهت العملية مع تحيات
المخابرات العامة السورية. وفي تلك الساعة فقدت المخابرات الأمريكية اتصالها بكل مفاتيحها الأمنيين في سورية، بينما بدأت سورية بتحليل المعلومات ومنها كشف ثلاثين جاسوس أمريكي في إيران وكشف شبكة تجسس على الاتصالات السورية في لبنان وشبكة اتصالات للمسلحين وبدأت العصابات المسلحة تتساقط، وقامت كلنتون بتغير لهجتها تجاه سورية وقالت ما قدمه الرئيس الأسد من إصلاحات لم يقدمه رئيس آخر، وبدأ التفاوض مع سورية عبر بعض المظاهرات والأعمال العنيفة والعقوبات من جهة ؛ ومن جهة ثانية حوافز وإغراءات ولا أحد يعلم الى أين ستنتهي الأمور، ولكن الشيء الوحيد المؤكد هو أن سورية بقيت واقفة وسقطت المؤامرة الكبرى.
ومن الجدير ذكره انه في حمص تم إشعال مظاهر ت مع أعمال عنف وكانت الاستخبارات الأمريكية تعتقد ان الأمن السوري مشغول بالمتظاهرين ولكن حين كان الإعلام يبحث عن المظاهرات في باب السباع كان جهاز الأمن السوري في مكان آخر يقوم بتفكيك آخر منظومة اتصالات أمريكية في حمص بمكان هادئ جداً، حيث خلالها تم معرفة مكان من بقي من المطلوبين في الرستن حيث تم اعتقال آخر سعوديين مشاركين في العملية.
وحسب مصدر أمني أمريكي لم ينج من العملية الا أربعة أشخاص، ثلاثة هربواإلى لبنان والمفتاح الأمني الذي هرب الى الإمارات وكان هروبه أهم من اعتقاله لأنه كشف الكثير من الوجوه. ويعترف الأمريكيون والإسرائيليون أن ما حدث في سورية كان كارثة استخباراتية كبرى كان من المستحيل توقعها.
ويبقى السؤال إذا كانت سورية موحدة غير قادرة على مجابهة الصهاينة بدون تحالفات إقليمية، ماذا كان سيحدث لو أصبحت أربع دول؟ وكيف سيعيشون في دويلات كل منها له جزء من الأمن الغذائي والدوائي لسورية؟ ولكن يبقى المؤسف أن المؤامرة سقطت ولكن بعض المغرر بهم لازال في الشارع يؤجر نفسه مجاناً لمشروع يستهدفه قبل أن يستهدف غيره.
والسؤال اذا كانت إسرائيل تقوم بكل هذه المجازر وحولها دول قادرة على ردعها على الأقل فكيف اذا تفتتت هذه الدول ولم يبق هناك أي رادع لإسرائيل؟
وبعد أن سقطت عملية الياسمينة الزرقاء، كان على واشنطن الاعتراف بالهزيمة للبحث عن مخرج. فقامت بسياسة العصا والجزرة، من جهة تريد جر اللواء علي المملوك رئيس المخابرات السورية وصافي خلوف إلى محكمة الجنايات الدولية بهدف ابتزازهم ؛ ومن جهة ثانية قالت كلنتون "ان الرئيس الأسد قدم ما لم يقدمه رئيس آخر". وفي هذه العبارة كان هناك رسالتان: الأولى تطمين
السوريين بهدنة، والثانية للمعارضة السورية وإسرائيل مفادها بان الامريكيين قد يعترفون بالخسارة. لكن ما الذي حدث؟
من جهة الانتقام من ضباط المخابرات السورية، كان السوريون أذكياء جداً.فهموا الرسالة ونصبوا فخا للأمريكيين وسقط الأمريكيون في فخ الشاب أحمد بياسة. أما النداء للمعارضة فتمخض بظهور عبد الحليم خدام على القناةالثانية الإسرائيلية طالبا المساعدة ملمحا إلى احتمال تدخل عسكري تركي.
تابع الموقع أن الأسد أدرك اللعبة فقام بإصدار عفو عام عن الإخوان المسلمين الذين شاركوا إسرائيل في مهاجمة الجيش السوري عام 1982 وبدأ بالانتظار لتبدأ أحداث جسر الشاغور فقامت العصابات المسلحة بقتل 120 شرطيا رجل أمن على أمل ان يدخل الجيش الى مدينة زرعت عبوات ناسفة وسيارات مفخخة ويبدأ بصراع طويل جداً يؤدي الى تهجير سكان المنطقة الى تركيا
وتدخل الجيش التركي. وقامت تركيا ببناء مخيمات للاجئين قبل ان تقرر القيادة السورية إرسال الجيش وبدأ الأتراك باستدراج السوريين لزيارة تركيا بدون جواز سفر وحجزهم في هذه المخيم على أمل ان يصل عدد النازحين خلال أيام إلى 150 الف سوري وكاميرا الجزيرة بالمرصاد، و لكن دخل الجيش السوري بعملية لم يفهمها لا الأتراك ولا الإسرائيليون ولا الأمريكيون.فخلال 24 ساعه أصبحت جسر الشغور منطقة آمنة وبدأ من نزح منها إلى الداخل السوري بالعودة الى بيوتهم وسقط المخطط الجديد. وكما ظهر عبد الحليم خدام على القناة الاسرائيلية الثانية، ظهر المرشد العام للإخوان المسلمين في سورية على نفس القناة، و انتهى مشروع جديد.
عملية الياسمينة الزرقاء
اعلنت ايران عن اعتقال ثلاثين جاسوسا لاميركا من الايرانيين ومن كبارالقوم في الجامعات وفي الجيش وتقول معلومات وصلت لفيلكا اسرائيل ان الايرانيين حصلوا على المعلومات التي ادت لتوقيف الجواسيس من المخابرات السورية وتحديدا من المخابرات المدنية المسماة امن دولة التي اخترقت عملية للاطلسي في سورية بحسب كاتب سوري مقيم في شيكاغو وجاء في المقال
الذي نشره متي موسى تويا على موقعه ما يلي :
كتب البروفيسور متي موسى تويا – شيكاغوافصح عضو الكونغرس الاميركي جيمس واكسمان عما يمكن القول بأنه السبب الحقيقي الذي دفع اوروبا لمعاقبة مسؤولين امنيين سوريين لأسباب اطلسية امنية تحديدا. فقد اسر واكسمان لصحافيين من أصدقائه – فقال (عمل كاتب السطور مستشارا لإحدى اللجان الفرعية في الكونغرس بين عامي 2001 و 2003) بـ" ان على سورية ان تدفع ثمن تجرؤها على جهود الأطلسي وإسرائيل في محاربة الارهاب " !! فما هي قصة الجرأة السورية على الأطلسي وعلى إسرائيل؟ وما علاقة إقامة شبكات للتجسس في سورية تعمل لصالح الاطلسي بالموساد وماعلاقتها بمحاربة الإرهاب أصلا ؟؟
الخبير الأمني الأميركي زعم في حديث خاص بان ما حصل من إقرار أوروبي لعقوبات على مسؤولين امنيين سوريين بحجة ممارستهم للقمع ضد المتظاهرين ليس سوى الشماعة التي اراد الاوروبيون من خلالها التغطية على تلقيهم لضربة امنية قاصمة وجهها اليهم كل من الجنرال علي المملوك والكولونيل حافظ مخلوف . فماذا في التفاصيل ؟
عملية " الياسمينة الزرقاء "
يروي الخبير الامني الاميركي (المنتمي الآن الى من يعرفون في أميركا "بالارابيسك " الخبراء بالشؤون العربية )، يروي قصة عملية " الياسمينة الزرقاء " والتي شاركت فيها كل اجهزة
استخبارات دول الحلف الأطلسي، والتي استهدفت التأثير على القرار السياسي في سورية عبر اختراق أجهزة الدولة المدنية والعسكرية، وعبر العمل امنيا على إيصال شخصيات موالية للغرب الى مواقع سلطوية تتمكن من خلالها مخابرات الاطلسي من السيطرة على مقاليد الأمور في سورية حين تحين اللحظة المناسبة- أي إنهيار النظام - وقد استمرت تلك العملية منذ نهاية العام 1999 إلى
الاول من نيسان الماضي حيث اختفى سبعة عشر شخصا - مفتاحا امنيا – ممن يسمون في عالم المخابرات بـ" ضباط الميدان " او الـ"محركين الامنيين". وهؤلاء يرتبطون عادة بضباط المحطات المخابراتية المقيمين في دمشق تحت غطاء العمل في السفارات الأوروبية . واما المفتاح الامني الثامن عشر فهو الوحيد الذي نجا من الاعتقال على ما يبدو لسبب بسيط وهو لأن إقامته في دبي وليست في دمشق. وتلك الشخصية الأساسية في العملية المسماة " الياسمينة الزرقاء " يدعى ايمن عبد النور، وهو مهندس مدني سوري عملت الاستخبارات الإسرائيلية على استقطابه في العام
2005،؛ ولكنها وجدت ان الاميركيين قد سبقوها اليه فتشارك الاسرائيليون واستخبارات الولايات المتحدة في استثمار الرجل إلى حين ضمه عمليا الى العملية الكبيرة لاستخبارات الاطلسي في سورية وهي عملية كانت اسرائيل عبرالموساد شريكا أساسيا فيها .
الخبير الأمني الأميركي يضيف فيقول : بعد فقدان الاتصال بالمفاتيح الأمنيين السبعة عشر قرر الاوروبيون تجميد العملية عبر اصدار امر الى الخلايا الامنية المنتشرة في سورية لترك البلد؛
لكن الأوامر التي وجهها الاطلسي جرى الرد عليها من أجهزة اتصال متطورة كان يملكها العملاء السوريون لمخابرات الأطلسي بكلمات قليلة: "العملية انتهت مع تحيات المخابرات العامة السورية".
كانت تلك الشبكات بمعظمها قد اصبحت في السجن وهي التي جرى بناؤها منذ العام 1999 ثم جرى تفعيلها بشكل كبير في العام 2005 بعد انضمام ايمن عبد النور الى تلك العملية كمنسق رئيسي بين مخابرات الأطلسي وبين عملاء سوريين من مستوى رفيع، نجح ايمن عبد النور في تجنيدهم بما يملكه من مواصفات شخصية؛ فهو صاحب سيرة حسنة، وبعثي عامل ونشيط عمل في صفوف حزب البعث الحاكم في سورية منذ العام 1989 حين كان طالبا في الجامعة – كلية الهندسة في دمشق (وقد عمل بجد على حضور كل اجتماعات خليته الحزبية العاملة في منطقة دمشق الثانية
في الفرقة الحزبية في منطقة القصاع المسيحية في وسط العاصمة السورية ). وقد تحول الرجل بدعم من السفارات الغربية في دمشق إلى موظف مرموق في منظمة الصحة العالمية – مكتب دمشق؛ وكان لأربع سنوات متتالية عضوا معينا لا منتخبا في بلدية العاصمة السورية، وكان لفترة مقربا من ضابط امن رئيسي في سورية ومن ثم اعتقد مرتاحا انه فوق الشكوك بينما كانت الاستخبارات السورية واللواء علي المملوك تحديدا يتلاعب به كمن يتلاعب بكرة قدم .وكان المدعو ايمن عبد النور قد تحول مع الوقت وبدعم غربي دوما إلى " خبيراقتصادي" مع انه حاصل على إجازة في الهندسة المدنية، إلا انه للتغطية على مهنته الجديدة حصل على دبلوم في اختصاص مختلف، واخذ يستعين بخبراته (المزعومة لأغراض امنية ) الاتحاد الاوروبي ، وبعد دخوله المجال الاعلامي الجديد (الألكتروني ) تلقى ايمن عبد النور دورات عالية في العمل الامني والتجنيد وجمع المعلومات وقيادة العمليات الامنية ميدانيا في دمشق وفي القاهرة وفي لندن وفي لشبونة وباريس. ( وصل مدربوه مع وفد حواري اميركي زار دمشق في اعوام 2003 و2004 من ضمن وفد ترأسه النائب الاميركي كريستوفر كوكس كما تلقى ايمن عبد النور تدريبات استخبارية على القيادة والتحشيد في القاهرة في شقة تملكها السي أي ايه هناك؛ وكانت حجة سفره إلى هناك العام 2007 هي تدريب صحافيين سوريين على تغطية الانتخابات الرئاسية. وفي لندن ايضا تلقى الرجل دورات شديدة التعقيد ولا تقدمها المخابرات الأميركية إلا للعمداء والجنرالات ).وفي باريس وفي برشلونة تلقى الرجل تدريبات على يد خبراء الاطلسي الأمنيين تمكنه في قيادة غرفة عمليات سياسية – ؛ حيث كان من المفترض ان ينسق ايمن عبد النور لعملية الانقلاب على بشار الاسد من خلال مشاركته في حكومة إنقاذ وطني تحل مكان حكومة حزب البعث بصفته نائبا لرئيس الوزراء
وزيرا للنفط (وقد كان ينسق منذ سنوات مع كل من مقربين من خدام ورفعت الأسد). وقد زاد من اهمية ايمن عبد النور الامنية الرعاية التي أولاه اياها محمد بن زايد نائب حاكم ابو ظبي وهي جعلت من ايمن عبد النور مفتاحا ماليا للدخول في عالم المعارضة السورية السري في الداخل،حيث تولى عبد النور منذ اعوام تمويل المئات من الموظفين السوريين في التلفزيون وفي جسم الصحافة السوري بحجة مراسلة موقعه الالكتروني. ولأيمن عبد النور ايضا عملاء في الوزارات الأساسية يعملون معه بحجة انه يبحث عن مواطن الفساد في الدولة السورية ليفضحه وهو كان يزعم بأنه يريد منهم تقديم مستندات ينشرها شرط ان يحصلوا على وثائق أصلية من وزاراتهم.
هل ايمن عبد النور عميل للأطلسي وللإسرائيلين وللأميركيين مجتمعين ؟
يقول الخبير الأمني الاميركي :
هو عميل للأميركيين ويعمل مع الإسرائيليين ومع الاطلسي بموافقة الأميركيين . وما هي علاقة ايمن عبد النور بالعقوبات على المسئولين السوريين ؟
يجيب الخبير الأمني الأميركي: ايمن عبد النور بحسب الخبراء الاميركيين والاوروبيين في تحليل المعطيات الأمنية هو الحلقة التي دخل من خلالها اللواء علي المملوك الى عملية "الياسمينة الزرقاء" ، وقد تمكن الجنرال المملوك من خلال مراقبة حركة اتصالات ومتابعة عملاء ايمن عبد النور في سورية – على مدار سنوات طويلة قد تصل إلى الستة – تمكن من معرفة واكتشاف واعتقال عدد كبير من الخلايا المخابراتية التابعة للاطلسي ولاسرائيل في سورية، وقد بلغ عدد المعتقلين العشرات - منهم خمسة وعشرين عميلا للموساد فقط - وقد نفذ أجزاء هامة من
العملية الامنية المضادة لعملية " الياسمينة الزرقاء " العقيد السوري "حافظ مخلوف "، احد اكثر الضباط الامنيين العاملين في جهاز المخابرات العامة ( الذي يترأسه علي المملوك) فاعلية وحرفية، والالمان يشبهّون دقة حافظ مخلوف الأمنية بدقة الساعة السويسرية، فهو وفور تسلمه لمهام متابعة
عملية الياسمينة الزرقاء من اللواء المملوك في بداية العام 2006 (اي بعد سنوات من اختراق اللواء علي المملوك لتلك العملية في بعض مفاصلها ). وضع مخلوف خارطة طريق للمشتبه بهم في التعامل مع مخابرات الاطلسي والموساد. وعند بدء التحركات الشعبية الأخيرة في سورية بدأت عملية سورية مضادة انتهت باعتقال كل أعضاء شبكة خلايا الأطلسي المتعاونة مع الموساد وانهارت عملية " الياسمينة الزرقاء " بالكامل، ولم يهرب من الجواسيس السوريين المتورطين فيها الا ثلاثة وصلوا الى لبنان ورابعهم ايمن عبد النور المقيم في دبي . أيمن المتذاكي كان قد جرى اختراقه على يد رجال علي المملوك حيث دس له اللواء الدمشقي الأصل عددا من العملاء المزدوجين. وكانت قمة الحرفية السورية في عالم الاستخبارات قيام اللواء علي المملوك بعملية تمويه ادت إلى اقتناع الاطلسي بان ايمن عبد النور لم يفقد سرية عمله معهم حتى بعد هربه من سورية الى دبي .
ما هي أهداف عملية " الياسمينة الزرقاء " ؟
يجيب الخبير الأمني الأميركي : قلب نظام الحكم وضمان توجيه الأوضاع في سورية في وقت الاضطرابات إلى وضع يكون البديل فيه عن بشار الأسد جاهزا من داخل المجتمع السوري المقبول
اوروبيا وغربيا، بحيث تتولى تلك العملية ضمان انتقال السلطة إلى حلفاء للغرب لا إلى معادين له، اشخاص لهم علاقة من نوع ما بالسلطة البعثية السابقة ولهم ايضا علاقة قوية جدا ووثيقة بالأوروبيين ان لم يكن بالأميركيين مباشرة . كما ان الجواسيس الغربيين العاملين في اطار عملية " الياسمينة الزرقاء " من امثال ايمن عبد النور عملوا على قيادة عملية من داخل سورية ومن خارجها، للتشهير بالرئيس بشار الاسد وبعائلته.
ومن العمليات التي قادها افراد عملوا في عملية " الياسمينة الزرقاء " تحت قيادة المخابرات التابعة للحلف الاطلسي التحريض جماهيريا على الاسد لإفقاده شعبيته بين السوريين الذين يفرقون في العادة بين كراهيتهم للنظام البعثي وبين احترامهم وحب الكثيرين منهم للرئيس السوري بشار الاسد الذي كان الاطلسيون يعرفون بانه يتمتع بشعبية لا يمكن إسقاطها الا بتناول المقربين منه بأقاويل اعلامية . لذا جرى تكليف عدد من الشخصيات العميلة للأطلسي في سورية وخارجها من العاملين في الاعلام ، فعمل هؤلاء على إطلاق اوسع عملية تشويه اعلامي لكل من شقيق الرئيس الجنرال ماهر الأسد (وهو ما تكشفه التقارير الاعلامية التي بثتها وكالات الانباء الغربية وخاصة رويترز فرانس برس" و" يوبي آي" من الاردن وبيروت ، بزعم انها من دمشق، والتي شددت على ان كل
عمليات القمع يقودها كل من " الجنرال ماهر الاسد " وقريبه الكولونيل حافظ مخلوف ) . ومن المستهدفين بعمليات امنية اعلامية مماثلة لتلك التي استهدفت " ماهر الاسد " و" حافظ مخلوف " ، كما إن المشاركين في عملية " الياسمينة الزرقاء " وعلى رأسهم ايمن عبد النور قاموا ايضا بنشر
العشرات من التقارير المكتوبة والمصورة تناولت مهندس مدني آخر هو رامي مخلوف .
الوسائل الاعلامية الغربية والعربية الحليفة للاميركيين تمكنت من الضرب على وتر اقارب الرئيس السوري بهدف وحيد هو تخفيض شعبية الرئيس بشار الاسد الى الحد الادنى في اوساط المواطنين؛ فالاقرار شعبيا بان مخلوف فاسد وبأن الجنرال ماهر الاسد قمعي وبأن الكولونيل حافظ مخلوف يضطهد المساجين ونشر قصص وهمية عن عمليات تعذيب يقوم بها الجنرال مملوك وهو امر يتولاه بصورة دورية كثير من الاعلاميين العملاء لإسرائيل (ومن بينهم المعتوه عقليا
وصاحب المخيلة الواسعة نزار نيوف الذي يخترع في كل يوم قصة عن اللواء مملوك بهدف تشويه سمعته) كل تلك الادعاءات كان هدفها النيل من شعبية الرئيس بشار الاسد شخصيا، وليس التعرض لأقارب الرئيس السوري(شقيقه وأبناء خاله) ومساعده الأقرب (الجنرال مملوك) إلا وسيلة لخفض شعبية الرئيس الاسد .
وعن سبب طول المدة التي استغرقتها عملية " الياسمينة الزرقاء " يقول الخبير الأمني الاميركي :
إنها عملية استراتيجية تشبه عملية إسقاط الاتحاد السوفياتي وتفتيته. فبناء شبكات ذات قدرة عالية وكفاءة سياسية كبيرة يلزمها الكثير من الوقت.فعلى سبيل المثال، إن اختيار المميزين من الاشخاص للعمل في هكذا عمليات ينبغي ان يكون عالي ا لدقة لكي نضمن قدرة الجاسوس على الترقي الوظيفي والاجتماعي والسياسي ( يلتسين تم تجنيده حين كان مسؤول مدينة في الحزب الشيوعي وقد وصل بقدراته الذاتية إلى منصب امين عام الحزب الشيوعي الروسي ما مكن الاميركيين من استخدامه لفرط الاتحاد السوفيتي. وقد استغرقت العملية منذ تجنيده في الستينيات الى وصوله في الثمانينات الى تلك المناصب العليا حوالي الخمسة وعشرين عاما ) .
يضيف المصدر الاميركي الموثوق :
على سبيل المثال نموذج ايمن عبد النور هو درس لمثل هذه العمليات المعقدة، فالرجل يملك مواصفات قيادية يخفيها خلف تهذيب شديد وشخصية محببة وخلوقة ولكنه من الناحية الامنية رجل مهمات صعبة، حتى إن خدمته العسكرية الإلزامية كانت في صفوف المخابرات العامة السورية، وهو ما لا يعرفه كيرون . إن اختيار الاميركيين المخابراتي لأيمن عبد النور، كقيادي في عملية كانت جارية أصلا، يعني بان مميزاته الشخصية كبيرة جدا، وهذا لا يعني بان ترقيه اجتماعيا كان صدفة، فعمله مع الاتحاد الأوروبي، والأضواء الاعلامية التي تسلطت عليه في الفضائيات، خاصة العربية الموالية للغرب، كلها امور جرى ترتيبها بعناية لرفع المستوى الاجتماعي والسياسي والاعلامي له بغرض تعظيم الاستفادة الامنية المخابراتية منه .
إذا لا سبب للعقوبات الاوروبية على المسئولين السوريين اعظم من السبب الامني فتخيلوا حجم الإحراج الأوروبي – الاميركي لو اخرج السوريون اعترافات بعض قادة عملية الياسمينة الزرقاء الى الإعلام الدولي ؟؟ اما الآن وبعد فرض العقوبات فيمكن حاليا برأي الاوروبيين مفاوضة السوريين على حل : إدفنوا خبر العملية ننجيكم من المحكمة الجنائية الدولية.