لافا خالد :
تربسبي مدينة كانت ذات زمان منسية تقبع في ارض خصبة من هذا الوطن الممتد اتساعا وجمالا ,مر الغزاة والطغاة من بوابات مدينتي، ليمتلكوا مفاتيحها، فمفاتيح مدينتي كما بقية المدن، نبضة ما بين النبضتين لا يدركهاغير عشاق المدن، ولغز ندرك خفاياه ما بين مد ثوري جمعنا وجزر قمعي لم يهزمنا.مدينتي "تربه سبي" لن تقبل بغير اسمها،
وهل للبحر ان يختار الصحراءاسما، وللنيزك الاشلاء هوية، ووزن القصيدة صليل السيوف مدخلا؟. ستبقى تربه سبي رغم هلع الملوك وسجلات الفاشست من الاسم حينما يكون كورديا
لغم الاسماء الجديدة التي فُرضت كما على مدينتي تربه سبي التي تناساها المسؤلين طويلا لم تفجرنا، فبقيت المدينة كالقزح ولعبة الكريات الزجاجية، نكتمل سوية في هندسة التناسق الانساني الذي لم ولن يكتمل دون الكردي و العربي والاشوري والسرياني والارمني والايزيدي ، مدينتي كالسماء تحتضن الالوان وتبقى زرقتها وعمقها "تربه سبي "،ونحمل العلامات التي وضعت كدالة ودلالة عن المدينة في قارعة طرق التاريخ لأنها "تربسبي" ولن تقبل بغيرها من الاسماء ان كانت قبور للبيض و سناجق عثمانية او قحطانية يعربية واسماءمرشحة في الطريق.
في 24/4/1962 داهمت الفيضانات عشية عيد القيامةالمجيدة مدينة تربه سبي، فكانت اسوأ كارثة تصيب المدينة، راح ضحيتها العديد من السكان الذين باغتتهم مياه الفيضان فغرقوا وجرفتهم السيول بعيدا عن دورهم كما تهدم العديدمن البيوت الطينية وسقط بعضها فادى إلى نفوق الماشية وقعت الحادثة كالصاعقة على سكان البلدة وما هي الا ايام حتى سارع الاهالي لاعادة اعمار ما تهدم وبطريقة معمارية تبعدعنهم اخطار السيول والفيضانات. ومن المفارقات التي ترددت بين اهالي مدينتي حول ايام الطوفان هي الجملة التي اطلقها السيد كلو هيرلو صاحب دكان سمانة ارشيفي واثري قديم في المدينة , ذهب كل محتواها مع مياه الطوفان, معلقا عما حدث: "أو طرشك ج مشكارا ناما" اي" لم يبقى شيئا للفئران ". حيث الفئران كانت متواجدة بكثرة في دكان ذلك الرجل.
بعد الطوفان القومي العروبي بعنوان البعث الذي ينهار بفعل الثورة المضيئة التي ستحرر قرانا ومدننا , سنعيد بناء المدينة بطريقة لا يمكن احتلالها من جديد وها هو الكادح من المدينة يعلن في أولى لحظات التحرر بان ايام العز لفئران البعث قد انتهى.
لمدينتي التي تسكنني
لثراك الطيب لكنائسك في كركي شامو وقصروك وغردوكة ومحركان وخويتلة .... لمساجدك، مزكفت جلاغا، دمر قابو، لدير مار أوكين و إبراهيم الكشكريو يوحنا، للتاريخ الذي رايته في تل ليلان الذي احتفظ بسر "شمشي حدد" سنغني اغنية شبابية نرددها جميعنا بمطلع " الشعب يريداسقاط النظام" فمدينتي التي الحقت عام 1922 بالأراضي السورية لن تنسى التاريخ رغم رحلة الغد الذي رايته قبل ان يراني.
كان رجل الامن يطرق الباب بخوف الجبناء عبرالتاريخ، كان يحمل امرا باستدعائي لدائرة الامن "فرع فلسطين"، ادركت حينها ان رجال الامن رغم غبائهم يدركون كما ندرك صيرورة التاريخ ومزبلة الحكام.لرجال الامن في مدينتي حيث كنتم ساعة البريد الفاشي، للمحققين في دوائر الامن ومنها فرع فلسطين، هل تشكون بان قلب الشعب بعمق البحار وعمق السماء.. من لم تتلطخ اياديهم بدماء الثائرين من بلدي اعتذروا خطوة كي نستقبلكم خطوتين فما زال هناك وقت كي نتصافح بشرا ونحمل هم الوطن الذي احتلها الدكتاتورالذي سيرحل عن كل الوطن الى لمزبلة التاريخ عاجلا
مبروك تربسبي الحبيبة لتحررك من طغاة العصر
فرحة من قلبي والفرحة لن تكتمل إلا بحرية الوطن سورية كل سورية
عذرا لأن المادة منشورة مسبقا