سليمان حسن :
تصاعدت في الاونة الاخيرة حدة العمليات العسكرية التي يقوم بها الجيش السوري الحر ضد القوات الموالية للنظام السوري في معظم المحافظات السورية ولعل من ابرز تلك الهجمات تلك التي جرت في قصر تشرين الرئاسي في العاصمة السورية دمشق , حين اعلنت وكالة الانباء السورية سانا عن وقوع قذيفتي هاون بالقرب من قصر تشرين الرئاسي في العصمة دمشق, مخلفة اضرارا مادية , جاء هذا الاعلان بعد بيان للجيش الحر اعلن فيه عن قصف قصر تشرين دون اية تفاصيل اخرى
وهذا يؤكد قيام الجيش الحر بتغيير شامل لسياسة هجماته العسكرية بعد ان كانت مرتكزة معظمها في حلب وريفها وكذلك ادلب وريفها وحماه اي في المنطقة الوسطى و الشمالية , الا ان تتحول هذه المعارك فجاة وتصل ذروتها الى حد قصف تشرين وكذلك عملية نوعية لكتيبة احرار طرطوس للمهام الخاصة المنضوية تحت لواء تجمع كتائب و الوية شهداء سوريا عن قيام الاول باولى عملياته العسكرية ضد النظام و ذلك في المركز الحدودي في العريضةالغربية القريبة من منطقة عرب الشاطئ في طرطوس وقتله عدد كبير من جنود النظام.
تاتي اهمية هذه النقلة النوعية في معارك الجيش الحر الى طرطوس كون الاخيرة تحتضن قاعدة عسكرية بحرية لروسيا وهي القاعدة الوحيدة في البحر المتوسط
وما يزيد من اهمية الامر تصريح للعميد سليم ادريس رئيس هيئة الاركان في الجيش السوري الحر للشرق الاوسط عن عزم الحر باستهداف السفن الروسية التي تزود النظام بالاسلحة و الذخائر مشيرا الى اخر شحنة وصلت وعلى متنها اكثر من 1400 طن من الذخائر
و في هذا التصريح الذي قد تعتبره موسكو بانه تهديد واضح للامن القومي الروسي التي ربما لن تقف متكوفة الايدي في حين قيام الحر بتنفيذ تهديده وهنا تكمن الاشارة الى التطور النوعي الذي احرزه الجيش الحر ومدى فاعلية وقوة الاسلحة التي في يده وهذا قد يدل على وجود دعم خارجي عسكري كبير لم يكشف الحر عنه بعد , وهنا ستتحول المعركة في سوريا بين معارضة ونظام الى معركة قوى دولية وساحة عرض عضلات يكون وقودها السوريين و على حساب امنهم و استقرارهم ,
و لم يقتصر تهديد الجيش الحر على السفن الروسية فقط و انما ذهبت الى ابعد من ذلك حين اعلن وفي تهديد مباشر لحزب الله المقاتل مع النظام في سوريا بمنحه مهلة ثمانية و اربعون ساعة قبل البدء بالرد على مصادر النيران داخل الاراضي اللبنانية التي يستخدمها حزب الله لقصف القرى السورية
جاء هذا التحذير بعد الادانة الشديدة التي اصدرها الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة عن قيام حزب الله باعتداءات متكررة على الاراض السورية مدفوعة ايرانيا
مما يشير الى زيادة درجة التفاعل و التفاهم بين المعارضتين المسلحة و السياسية وهو الامر الذي كانت تفتقره المعارضة وكانت المطلب الشعبي الرئيسي منذ اندلاع الاحتجاجات في 2011
حيث كانت المعارضة تفتقر الى نواة جامعة تكون ملاذا امنا للسوريين بكافة اطيافهم وهو ما ادى الى اطالة عمر النظام ومضيه في ارتكاب المزيد من المجازر و الفظاعات بحق السوريين وهو ما اضطر الاوروبيين و مجلس الامن الى العد الى العشرة عشرات المرات قبل التفكير بالاقدام على اي حل عسكري في سوريا الذي لن يسقط النظام من دونه والتي ستكون رصاصة الرحمة للسوريين
سليمان حسن
بلجيكا
selemanhasan@hotmail.com