محمد رشو :
لا صوت يعلو فوق صوت المعركة، مقولة تتجسد على أرض غربي كوردستان، فأصوات المعارك هناك طغت على ما دونها من أوراق وبيانات، وهنا لا بد من الوقوف على أهم هذه البيانات بنظرة تحليلية:
بيان الإتحاد السياسي الديمقراطي الكردي السوري بتاريخ 21/01/2013: " ندعو إلى العمل على وقف القتال بشكل سريع وقاطع" لكن بدون تحديد آليات، "نعلن عن رفضنا بشدة قدوم أية مجاميع مسلحة تحت مسمى الجيش الحر أو غيرها" والكلام هنا يمكن إدراجه على وحدات حماية الشعب لعدم استثنائها من بيان الإتحاد، كما دعا البيان إلى الانسحاب الفوري لكلا الطرفين من المنطقة لأن في ذلك الاقتتال خدمة للنظام في دمشق وتخفيف للضغط عليه، وفي هذا المعنى أي أن كلا الطرفين عميل لدى النظام.
تصريح للدكتور عبد الحكيم بشار بتاريخ 21/01/2013: " الدفاع عن سرى كانيه هو دفاع عن الوجود الكردي وقضيته. وهذا يتطلب من شبابنا الكرد بمختلف انتماءاتهم السياسية حشد قواهم وطاقاتهم لمواجهة تلك المجاميع المسلحة وطردها من المنطقة"، ولكن للأسف لم يتم التطرق إلى الكيفية التي سيتم بها طرد المعتدين، إلا أنه حسب اعتقادي فإن الدكتور عبد الحكيم لم يكن ليصدر هذا التصريح ما لم يكن واثقاً من وجود آليات معينة لتطبيقه على الأرض لم يحن الوقت للإفصاح عنها بعد. إلا أنه أتبع لاحقا في تصريح لصحيفة رووداو بتاريخ 22/01/2013 "إذا لم تنسحب المجموعات المسلحة من سري كانييه فورا سنحارب الى جانب المقاتلين الكرد في المدينة ضد تلك المجموعات لإخراجها بالغصب من المدينة" وفي هذا الموقف تصعيد واضح وخطاب قوي تجاوز الجمل السياسية المنمقة التي اعتدنا عليها في خطابات الدكتور عبد الحكيم.
بيان الأستاذ نصر الدين إبراهيم بتاريخ 15/01/2013: " لا يجوز تشكيل أي قوة عسكرية غير اللجنة التخصصية التابعة للهيئة الكُردية العليا"، كما أثنى على بطولات وحدات حماية الشعب. وفي مراجعة لجملة المواقف الصادرة من الأستاذ نصر الدين، يلحظ أي مراقب مستقل أن نهج حزبه أصبح مصلحي أكثر من كونه برزاني المنشأ، حيث أنه قرر اتخاذ سياسة تحالف الأقليات مع القوى السياسية الكبرى، إلا أنه أضاع البوصلة.
عمر جعفر عضو المكتب السياسي في الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي بتاريخ 20/01/2013: "إننا نرى بأن وحدات حماية الشعب هي القوة الكردية الوحيدة التي تحمينا ولا نقبل وجود أي قوة أخرى غيرها" وأيضا خوّف بالاقتتال الداخلي، ولربما موقف التقدمي هو الأكثر وضوحا من ناحية التحالف السياسي الخفي أحياناً و العلني غالبا ما بينه وبين حزب الإتحاد الديمقراطي.
أما السيد مصطفى جمعة فأوجز موقفه من حزب الإتحاد الديمقراطي بكلمتين فقط "PYD تحاربنا"، بتاريخ 22/01/2013، بالتالي هنا لا بد من السيد جمعة أن يوضح لنا مانوعية الحرب التي تشن عليه وعلى حزبه؟، لأن حزب الإتحاد الديمقراطي يحارب الآن ضد المجموعات السفلية عسكرياً، بينما سياسياً فهناك جبهات عديدة يحارب فيها، علماً أنه من ضمن الكتائب المسلحة التي تقاتل إلى جانب السلفيين كتيبة اسمها "آزادي" نفى السيد جمعة علاقته بها.
بيان السيد محي الدين شيخ آلي بتاريخ 15/01/2013: " لا يمكن وجود قوتين عسكريتين في غرب كوردستان" مع التخويف بالاقتتال الداخلي، وهذا الموقف يندرج ضمن جملة المواقف التي تغازل حزب الوحدة الديمقراطي ووحدات حماية الشعب، ولكن حبذا لو تفضل السيد الشيخ آلي بتوضيح مفهومة للاقتتال الداخلي، فالاقتتال الكوردي- العربي أصبح أمراً واقعاً، بينما الكوردي –الكوردي فهو أمر سيقع لا محالة إذا استمر الاستقطاب السياسي الحالي في الوضع الكوردي السوري والذي للشيخ آلي دوره في استعار ناره.
جدير بالذكر أن العديد من المواقف السابقة جاءت بعد كلمة السيد ألدار خليل عضو الهيئة الكوردية العليا، التي وُصفت بالمثيرة للجدل، و التي تهجّم فيها على بعض القيادات الكوردية بأسلوب خارج عن اللباقة السياسية، الأمر الذي استدعى من السيد صالح مسلم أن يصدر بيان لاحق يفسر ويحرف فيه كلمات السيد ألدار.
بقي أن نذكر بالموقف التاريخي للبارزاني الخالد:
لن أطأطأ رأسي أمام أعداء الشعب الكوردي
ولن اسمح أن تتحول بلادي إلى مرعى
يسرح فيها الأعداء والمغتصبون