عائدون بحلة جديدة

موقع قيد الانشاء

د.م.درويش : بعد نجاحه بعسكرة الثورة، النظام يدفع بإتجاه إقتتال الثوار!


د.م.درويش :


النظام ارتكب مجازر تلو المجازر كي يدفع الثورة للتسلح وبالتالي سيبرر مجازره الجماعية وأفعاله الوحشية، ولقد نجح بذلك بل حتى أنّه استفاد من تشت المعارضات السورية طوال الفترة الماضية كما أنّه لعب على وتر الطائفية والعرقية ومعارضة داخلية وخارجية.

أمّا اليوم وبعد أن علم النظام بأن الثوار السوريين ولاسيما الجيش الحر قد حصل على بعض العتاد النوعي الذي قد يهدّد حوّامات ونفّاثات النظام، فقام بدفع الثوار للإقتتال فيما بينهم وهكذا إستطاع أن يدفع لتضاربين بعض كتائب الجيش الحر وفصائل مسلحة كوردية، هذا ما حصل في عدة مناطق كوردية ومن أهمّها حي الأشرفية وحي الشيخ مقصود والسريان في حلب.

مامعنى أن يقتتل الكورد والعرب في سوريا فيما إذا تطورت هذه المناوشات والطقطقات الأولى، هذا يعني حرب واسعة في المنطقة وبعمق كوردستاني، وحرب طويلة الأمد إلاّ إذا تفاهم حزب العمال الكوردستاني مع الدولة التركية ووضعوا حلاً للقضية الكوردية في تركيا، حينها فقط سيتضاءل الكوردستاني في الأقاليم الأخرى وتتركّز نشاطاته في إقليم كوردستان تركيا.

أمّا حول إستراتيجية ماجرى في الأشرفية وغيرها من تضارب وإشتباك بعض الثوارالكورد مع بعض ثوار الجيش الحر هو حماقة عظمى من الطرفين لعدم تفاهمهم مُسبقاً وعدم تمكّنهم للوصول إلى إتفاق مشترك يضمن الخصوصية الكوردية في المناطق الكوردية والأحياء ذات الغالبية الكوردية في كل سوريا مقابل عدم إعاقة العمل الثوري السوري الكلي مهما كان وعدم جرّ المناطق الآمنة أو الشبه مُحرّرة ثورياً وشعبياً إلى ميدان صدام مباشر مع النظام كي لا تزيد مآسي المدنيين العُزّل وكي تبقى هذه المناطق الآمنة شبه مناطق عازلة تُفيد الجميع بالتموين والمؤازرة والعون لإيواء النازحين والهاربين من بطش النظام في المناطق الساخنة، وهذا أمر ضروري جداً خاصة في الحالة السورية.

للأسف جرى ماجرى ويمكن أن يتكرّر ولانتمنّى ذلك، والآن أتمنّى وأدعو مُمثلي الأطراف المتناحرة ولاسيما الأذكياء فيهم لا الأغبياء أن يحلّلوا بروية وصبر ومن مبدأ قبول وسماع الغير أن يضعوا حدّاً لهكذا مُثبّطات لتقدّم الثورة السورية بمجملها كورداً وعرباً، وأتمنى أن تشترك في الإتفاق الأطراف الأخرى من مكونات الثورة السورية.
بقي أن أُذكّر بأن السوري الثائر،كان قد ثار ليتخلص من القيود والقمع والاستبداد والتمييز العرقي والديني والطّبقي وغيرها وكان قد هتف وهدف للحرية والكرامة لكي يُقرّر مصيره بيده، فهل التناحرات في المجتمع السوري ولاسيما بين صفوف المعارضات السورية هل هي ذات معنى مقابل كل ما نهضت الثورة من أجله، وهل يُعقل أن يثور شعب للتخلص من الإستبداد أن يقع مُجدّداً في ظلام حزب واحد أو طرف واحد يُمهّد الطريق لدكتاتور جديد وعهد جديد من الإستبداد.

أدعو دوماً لتناسق وتفاهم الكورد في سوريا فيما بينهم وأن يتشاركوا في عملهم ونشاطهم وأن يكون العمل جماعياً مشتركاً وباسم الكورد وليس باسم حزب أو طرف أو شخص معين، وإلاّ سنعود سريعاً للدكتاتورية بمساهمة غبية منّا وممن يتبعنا،
كما أجد أن العمل مع الأطراف السورية الأخرى هو ضروري لأن سوريا المستقبل ستكون لكل السوريين وبإدارة كل مكونات المجتمع السوري حيث تُحفظ فيها حقوق كل هذه المكونات مهما كانوا عرباً كورداً سرياناً، مسلمين مسيحيين وآخرين. تحيا سوريا حرة اتحادية ولكل السوريين.


د.م.درويش

معارض كوردي سوري، 28/10/2012 
تم النشر في 21,32 29|10|2012



جميع الحقوق محفوظة @ 2015 صـــوت الكـــــورد sawtalkurd .

التصميم من قبل Sawtalkurd | ألوان