سليمان حسن :
لم يتبقى اي مستور ,من ما كانت القلة القليلة من العقلاء الذين كانوا يحذرون منها , منذ بداية الحراك الثوري السوري, ومن مغبة الوقوع في شرك النظام الاسدي الذي كان يهدف الى ضرب سلمية التعايش الكردي العربي, في
مدن وبلدات سوريا كي يلهي الشعب بمحاربة نفسه , وفي نفس الوقت يبعده عن القضايا المفصلية التي كان من الواجب الانشغال بها , لا الانشغال بمحاربة انفسنا وتخوين بعضنا , او قتل او خطف بعضنا ,تلك السياسة التي بات حتى الطفل السوري مدركا لفظاعة نتائجها , والتي لن تمطر على الشعب سوى البراميل المتفجرة والقنابل العنقودية.
وبالرغم من ادراك الجميع المغلوب على امره لهذه السياسة النموذجية التي يتبناها النظام علانية وامام مرأى ومسمع الجميع المنتهك قواه بسبب القصف المستمر على المدن السورية والتهجير المقصود لافراغ سوريا من شعبها , كما لم يعد مخفياً عدد المعتقلين والمختفين قسرا. فلا ذلنا نبارك ونمجد هذا الخلل ونصفه انتصارنا لنا , وهزيمة لهم.
اذاً. اصبحنا جميعا نخدم هذا النظام بعلم منا او بغير علم , جراء ما ننتهجه من سياسات خاطئة لا تصب في مصلحة الوطن والمواطن , ولعل ما حدث مؤخرا في حي الاشرفية ذات الغالبية الكردية منذ عدة ايام والتي كانت محصلتها فقدان زهاء الثلاثون شخصا لحياتهم نتيجة استهتار البعض الذين لم ترق لهم وحدة الصف الكردي و قدرته الكبيرة على بقاء مناطقه آمنة نسبيا وابعادها عن ساحة الصراع الاقليمي الدائر في عدد من المناطق السورية , وما تبعها من خلفيات تشبيحية من خطف وقتل وتهديد .التي تعبر وبامتياز عن ثقافة المرتزقة الذين يبيعون الوطن ويشترون غيره على مائدة سكر.
الامر الذي يجعلنا نتسائل بأصرار عن اسباب هذا التشبيح وتداعياته على التعايش الكردي العربي . المستقبلي؟؟؟ في حال استمرار هذا المنطق او غيره , وعمن يقفون وراءه . ومن المستفيد من هكذا صدام ,وفي اي خانة تصب. وما الدور الذي لعبته القوى الكردية في تشتيت هذا الصراع وادراكه قبل خروجه عن نطاق السيطرة .
ام ان احزابنا الموقرة وكما العادة تسمع بالحدث بعد وقوعه بأمد طويل . لان الحدث قد يأخذ البعض من الوقت , كي يصل من حلب الى قامشلوا , وخاصة في ظل الانتقال الصعب من منطقة الى اخرى , بسبب حواجز النظام والجيش الحر , الامر الذي سيأخذ منك اضعاف المدة التي كانت تأخذ في العادة . بحيث . حين يصل الحدث اليهم , يكون في اليوم الذي بعده او بعده , اذا لم يكن هناك اي تناسي من قبل سادتهم, كي يقذفوا بعدها بأسبوع او اكثر ببيان صاروخي . لا يتجاوز عدة اسطر , لا يتجرأ على ذكر المسبب في الامر, يخلو من الحل , لا يعبر عن ارادة وفكر شعب, لا يتجرأ على ادانة النظام كونه المسؤول عن امن المناطق . يذكر فقط ما حدث حسب آراءه . وبهذا يكون البيان قد صدر صفحات المواقع الكردية , ويكون الامر قد انتهى .
الحقيقة يا سادة لا يؤاخذ اعضاء المجلس الوطني الكردي , لتناسي حدث مقصود او اثنين , وذلك لكثرة الخلافات الحاصلة في بنيته او بسبب تجاهل فئة لاخرى , او استكبار مجموعة على اخرى,او تعارض اشخاص مع اخرين .
كما كان حال السنفور معارض .ومقولته الجوهرية " انا معارض و اعارض" . حتى اذا كان فيه خيرا لاخوته السنافر فما ينفك ان يعارض . ليس مهما ان كان امرا جيدا او سيئا . ولكن الاهم ان تعارض ,سر عكس التيار كي تبرز نفسك وتعبر عن رايك وتعارض. المرض العضال الذي لا داء له .ان تعارض باسم شعب , ما يعود خيرا على هذا الشعب . وان تعارض
كلنا اصبحنا نعارض كلنا , حتى اصبحنا معارضين لانفسنا احيانا , فالطريقة الاسرع الى الشهرة هي ان تعارض
وانا ايضا بدأت اعارض ما اكتب وما اعبر , فهل انا معارض.
selemanhasan@hotmail.com
سليمان حسن
بلجيكا
تم النشر في 23,13 30|10|2012