kl:18,43 22|01|2012 Sawtalkurd
الحلقة الأولى: اشتراكية "أكرم الحوراني" تعود إلى سوريا عبر "حي الشاغور" الدمشقي
تحمل ذاكرة السوريين قصة سياسية- اقتصادية لا يمكن أن يمحوها الزمن، وهي قصة السياسي الإشتراكي الراحل أكرم الحوراني، ابن مدينة حماة. أكرم الحوراني، ورث مساحات واسعة من الأراضي الكبيرة عن عائلته الإقطاعية في حماة، فوجد تناقضا بين أن يكون اشتراكيا وإقطاعيا في نفس الوقت، فقام بالتبرع بكل هذه الأراضي لصالح الفلاحين العلويين الفقراء في ريف حماة الذين كانون يعانون آنذاك من الإقطاع، وبعد ذلك أقدمت آلاف العائلات العلوية على إطلاق اسم "أكرم" على أبنائها تيمنا بأكرم الحوراني. لم تكن اشتراكية أكرم الحوراني "شعاراتية" أو "مزيفة"، بل طبقها على الأرض: اقتصاد عادل لخدمة قضية إنسانية عادلة.
يبدو أن هذه النظرية قد كُتب لها أن تعيش مرة أخرى، ولكن هذه المرة عبر رجل أعمال سوري ينحدر من "حي الشاغور" الدمشقي العريق، وهو الشخص الذي حقق نجاحات في عالم المال والأعمال في أوروبا ودول عديدة، بعيدا عن الإعلام.
"برنامجي (سوريا للجميع) يقوم على شقين اقتصادي في الدرجة الأولى ومن ثم سياسي"، يقول رجل الأعمال المنحدر من حي الشاغور الدمشقي العريق ( سيريا بوليتيك ستنشر اسمه وصوره في حلقات لاحقة). ويضيف: السوريون يريدون كرامة العيش وتأمين أفضل المعيشة، ويريدون أيضا العيش بكرامة وحرية. الشق الاقتصادي الأول من برنامجي هو الذي يحقق كرامة العيش من خلال أفضل المعيشة حيث سأقدم للسوريين ما لم يقدمه أي رجل اقتصادي في تاريخ سوريا وهو رفع رواتب الموظفين ليصل متوسط راتب كل موظف إلى ألف دولار أمريكي، وراتب لكل عاطل عن العمل لا يقل عن خمسمائة دولار أمريكي.
ويقول رجل الأعمال: "برنامجي الاقتصادي يقوم على دفع تعويضات لأسر الشهداء السوريين، من الذين تظاهروا، ومن الجيش، لأنهم سوريون جميعا، خسرناهم بألم وحسرة وسوف نندم ونشعر بالأسى في المستقبل كما نشعر الآن عندما نتذكر هذه الأرواح الطيبة التي خسرناها، والتعويض هو خمسة ملايين ليرة سورية لكل عائلة شهيد".
هل يتقبل الشارع السوري مشروعكم ؟ سؤال طرحناه على رجل الأعمال السوري، فأجاب: سوريا الآن وفي المستقبل تحتاج إلى برنامج عمل واضح يلبي طموحات السوريين بدون تمييز، والسياسي الناجح وفق جميع المعايير المتعارف عليها هو السياسي الذي يملك برنامجا واضحا لأبناء بلده، وهذا أمر في غاية المشروعية السياسية. هناك من يتطلع للفوز بالعمل السياسي عبر دعم مالي أجنبي، أو إقليمي، أو عبر تحالفات دولية، وأنا أتطلع للفوز بالعمل السياسي عبر تلبية متطلبات الشعب السوري ومن أموالي، وليس من دعم الآخرين لنا. هذه هي الديمقراطية أن يلبي السياسي طموحات الشعب.
ويضيف: انظروا ما حصل اليوم من ارتفاع لأسعار الغاز، والمازوت، وكل السلع، بينما أنا أطرح في برنامجي أيضا حلولا عاجلة لتأمين الغاز للسوريين في أرخص الأسعار، وكذلك المازوت. أنا أريد إنقاذ سوريا اقتصاديا وسياسيا.
ولا يتوقف البرنامج الإقتصادي لرجل الأعمال السوري عند البنود المذكورة أعلاه، بل يتعداها أيضا إلى " تسديد قروض العمال والفلاحين في سوريا، والتعويض عن جميع الأموال التي فقدها أصحابها على يد جامعي الأموال السوريين في الثمانينات والتسعينات، وتأمين مبالغ كبيرة لدعم الصناعيين السوريين بعد الخسائر التي تكبدوها خلال الأزمة الحالية".
ولكن ماذا عن البرنامج السياسي: العلاقة مع أحزاب المعارضة، وكيف يتطلع إلى الحالة السياسية القائمة في البلاد، وكيف ينظر إلى الملف السياسي السوري والضغوط الدولية على النظام، وما هي حلوله لهذا الأمر ؟ أسئلة عديدة أجاب عليها رجل الأعمال السوري وفق برنامجه السياسي أيضا، وينشره سيريا بوليتيك في الحلقة القادمة.