عائدون بحلة جديدة

موقع قيد الانشاء

ناديا خلوف وحوار مع “محمد محمود” ممثل الهيئة الكوردية العامة لدعم الثورة السّورية

kl:04,45 13|05|2013 Sawtalkurd


ناديا خلوف : كلنا شركاء : 

السؤال الذي يتبادر إلى الذهن هو: من أنتم؟

نحن هيئة كورديّة للإغاثة. تضمّ بين صفوفها  أفراداً من كافة الاثنيات. لكنّ الأغلبية كوردية. تأسّست منذ بداية الثّورة السّورية ، وعندما بدأ أهلنا في دير الزور، وبقية المناطق السّورية في الهجرة إلى منطقة الجزيرة العليا . كنّا نقدّم الخدمات الإغاثية الإنسانية والطّبية في داخل وخارج سورية. نحن لا نعمل بالسّياسّة، لكنّنا بشر نتأثّر بما يجري،ولنا رأيّ فيه .

عندما أسّسنا الهيئة الكوردية لدعم الثورة السورية.  كان هدفنا دعم المتضررين من بطش النظام المخابراتي بغض النّظر عن السياسة، و الادلجة، وكنت أوجّه  رفاقي في الداخل أن يعالجوا كلّ شخص محتاج “حتى عساكر و شبيحة النظام الاسدي” فمهمتنا إنسانية بحتة. لا نميز بين الكردي، و العربي، و الاشوري،  و الدرزي و السرياني و الارمني،  نسعى الى ان تكون سوريا بفسيفسائها الجميل منبر تشرق شمسه على الشرق الاوسط، فغنى سوريا هو  بتنوع حضارتها و شعوبها.

 وهذه اللعبة الكبرى التي تجري في الشرق الاوسط هي لعبة الدول الكبرى،  وجميع الأنظمة الاقليمية هي مجرد بيادق الشطرنج يحركهم الغير. هذا المشروع يجري العمل عليه منذ 1991 في الخليج، و يمتدّ الى باقي الدّول هو مشروع أمريكي وضع عام1968 من أجل السّيطرة على منابع النفط في الشرق الاوسط بنسبة 73 بالمئة لأمريكا. يتمّ ذلك  من خلال الاستفادة من النزاعات القومية،  و الطائفية،   فاتفاقية اتفاقية سايكس بيكو التي قسّمت الدول.  لم تكنْ قائمة على العدل ،إنما لخلق النعرات القومية،  و الطائفية. أغلب الدول التي تشكلت حينذاك كانت وفق الاتفاقيات الدولية ، وتمّ تعيين حاكم عسكري لكل دولة للحفاظ على مصالح تلك الدّول .   

كم أنا متألم من الواقع ! أسافر إلى المخيمات في أنطاكيا وكلس وأورفه . أرى أطباء أفارقة أتوا لمساعدة المنكوبين من الشعب السوري بينما عدد الأطباء الأكراد والعرب ليس بالكثير،  ومن يأتي إلينا  هو : إمّا طالب عمل، أو هجرة .

 وا أسفاه! في هذا الشرق المتخلّف . يعيش الأحمق حياته كاملة ، ومن يعتزّ بإنسانيته يعيش الألم . حيث يعمل واجباته على حساب حياته الشخصية،  والعائلية . مصيبة الشّعب السّوري بعد الثورة . أنّ المتسّلقين ، و الانتهازيين، و اللصوص اجتمعوا،  أما الشّرفاء،  و المخلصين فقد  تشرذموا. و الدول العظمى حرفت مسار الثورة ، و خلقت بين أبناء الشعوب السورية الكراهية.

ماذا  ستكون نتائج ثورات الربيع العربي،  والثّورة السّورية برأيك؟

لن يكون للثّورة نتائج جيّدة على المدى القريب، لكنّ الغربلة جارية، وستكون في النهاية سوريّة دولة مدنية لاتخضع لسلطة  الدين. تماماً كما حصل في أوروبا، حيث

عانى الاوروربين من ظلم الكنيسة.  وتخلّصوا بعد الثورة الفرنسية من حكم الدين، وهذا ما يجب أن يتمّ في في الشرق بشكل عام،  وفي  سوريا بشكل خاص حيث نحتاج الى دولة القانون، و أن يكون “الدين لله و الوطن للجميع ” عندها سوف تستطيع جميع القوميات، والطوائف أن تتنفس الصعداء، وتستطيع التعبير عن رأيها دون خوف ، وقد كانت سورية في الخمسينات إلى حدّ كبير نموذجاً ديموقراطياً، وكذلك لبنان إلى منتصف سبعينيات القرن الماضي.

كيف تنظر إلى الأحزاب السّوريّة بما فيها الأحزاب الكورديّة؟  

من خلال الانقلابات البعثية،  و بدعم من الشمولية السوفيتية، و تشكيل الجبهة الوطنية، و تحويل كل الاحزاب اليسارية و القومية الى مجرد أذيال للبعث ، وللمخابرات السورية، و كما خان ستالين رفاقه. فعل حافظ ، حيث أعدم رفاقه البعثيين بعد استيلائه  على الحكم بقوة النار،  و السلاح،  و صرف أموال الشعب من أجل تخريب نفسية الانسان السوري.

  استطاع الأسد جعل الاحزاب اليسارية،  و القومية العربية مجرد هياكل حتى الثمانيات،  و بعد أحداث حماة،  و حلب.  حارب النّظام كل من ليس معهم بغض النظر عن انتمائتهم.

 طبّقت السّلطة -مستفيدة من الحليف الاسرائيلي- الطريقة الاسرائيلية ، بتشكيل مستوطنات عربية موالية لها. كانوا يستميلون شخصيات كوردية ليبدوا حلفاء. نفّذوا مشروع الحزام العربي، وهو يشبه الجدار العازل في فلسطين من حيث كونه أداة فصل عنصري .  



بعد إجهاض القضية الفلسطينية ، واستنفاذ الأحزاب القومية ، وبعد الثمانينات تحديداً عمل النّظام على تفريغ النّضال الكوردي من محتواه، وضرب الإخاء بين الإثنيات و جعل من ثلاثة أحزاب كوردية، مفرخة أحزاب ، وبذلك كان الوضع في الجزيرة العليا كما في كلّ سورية. إمارات مخابراتية. منفصلة عن بعضها. أهمها إمارة ” أبو جاسم ” حيث كانوا يشيعون عنه أنه يشبه عليّبم أبي طالب ،  و شكلّت بعض الأحزاب الكورديّة النّاشئة بقانون مخابراتي مجموعات لها في تركياهدفها: التّخلص من الشعب الكوردي السّوري الذي توجه للعلم كما الفلسطينيين.  عندما لم يجد أمامه طريقاً آخر. نجحت  السّلطة بعدها -الى حد ما-  في توجيه ابناء و بنات الكورد الى الجبال بحجة محاربة العدو الأكبر” تركيا” رغم أنّ عدد الكورد الأتراك أكثر من  عشرين مليوناً. أي أنّ المعادلة تمّ عكسها، كان على العشرين مليون كوردي تركي أن يحرروا الملايين القليلة من الكورد السوريين.

 أؤمن أنّ العداوة ليست بين الشّعوب، وأنّنا نحتاج لبعضنا البعض أكثر من أيّ وقت مضى . من فرق بيننا هو المستبدّ وأعوانه. والشّخصيات الطامحة إلى النفوذ من جميع الطوائف والاثنيات .

وضع بعض الكورد أعلام إسرائيل بدلاً من صورهم الشّخصية على الفيس بوك . وبغض النظر عن أخطاء الفصائل الفلسطينية، فإنّ للفلسطينين كشعب معاناة قاسية مع إسرائيل . تشبه معاناتنا مع السّلطة المافيوزيّة المستبدّة . هل يبرّر كره الكورد  للأسد ، لبث روح التّطرف والعداء القومي للعرب من خلال : ” رفع العلم الاسرائيلي؟

لست مع رفع العلم الاسرائيلي،  لكن اسرائيل لن تكون عدوّة عندما تقرّ بحقوق الشعب الفلسطيني. نحن مع حقوق الشّعوب، وحق الشعب الفلسطيني هو من يقرّره وعلى إسرائيل الاعتراف به. 

يرفرف علم اسرائيل في العواصم العربية، مع أنّهم يتاجرون بقضية الفلسطينيين، و النظام المخابراتي السّوري و من خلال الاتفاق الّسريالموقع بينه وبين اسرائيل  باسم :”اتفاقية الخطوط الحمراء” في عام 1976 سلمّ هضبة الجولان مقابل أن ينسحب الجيش الاسرائيلي من لبنان و يسلمها للجيش،  و المخابرات السورية. وبذلك استطاعت اسرائيل كسب الجولان، وتخريب الديموقراطية في لبنان.

ماهي فلسفتكم حول مشاركة المناطق الكوردية في الثورة ؟  

مثلما حارب النظام المخابراتي الشّعب السّوري بشكل عام،  و المناطق الكردية بشكل خاص، حيث تم حلب  المناطق الكردية الغنية بنفطها و زراعتها ، وإيداع الثمن في البنوك الاوربية.  تمّ أيضاً صرف  بعض من هذه الاموال على تخريب عقول الشعوب السورية،  تم جعل من المناطق الكوردية مناطق منكوبة منذ أربعة عقود . يمارس الآن جزء كبير من المعارضة نفس أسلوب النّظام. حيث يشيعون أنّ المناطق الكورديّة لم تشارك في الثّورة . بحجة أنّها لم تقصف!

 ما الفرق بين قصف الطائرات،  و محاربة الطفل في حليبه و محاربة المريض في دوائه؟

استقبل اهلنا في الجزيرة، و كوباني، و عفرين ابناء سوريا من المناطق الأخرى، و تقاسموا معهم لقمة العيش،  و لم يفرقوا بينهم و بين أي كردي أتى إليهم . نحن نعمل من أجل: ” سوريا القانونية الدستورية الديمقراطية”  التي تعمل من أجل حق المواطن في حياة كريمة، ونحن -كشعب كردي -نعمل من أجل الديمقراطية الحقيقية لسوريا الحرة . هذا واجب علينا . كي نستطيع أن نطالب بحقوقنا القومية، لأنّ فاقد الشيء لايعطيه.  

منذ بداية الثورة، و رغم امكانياتنا الضعيفة.  قدّمنا الأدوية لحمص وهي تحت القصف،  و لجبل الاكراد، و جبل الزاوية، و حتى الان لم يتم دعم المناطق الكوردية من قبل أي منظمة إغاثة عالمية أو عربية. رغم وجود أطياف سورية أخرى ومعاناة أهلنا جميعاً.   نشعر بوجود خطوط حمراء عند المعارضة، كما كانت من النظام تجاه مناطقنا الكردية، و نتمنى ان لا تكون عناوين المعارضة العربية جاهزة لتنحيتنا،  كما كانت عناوين دولة المخابرات جاهزة لذلك في المحكمة  العسكرية العليا، حيث كان كلّ كردي يطالب برغيف الخبز يتهم بالانفصال و بارتباطه باسرائيل.

ماذا يجري الآن؟

الدّم السوري في المزاد!

مع الاسف.  - حتى الان-  نجحت الدّول العربية والغربية في حرف الثورة عن مسارها الحقيقي الذي كان يطالب:  بالحريّة.  الكرامة. الحقوق.  دستورعادل،  و الديمقراطية.

تحوّل   أغلب ثوار الامس في العواصم العالمية.  الى تجّار للدم السوري يباع  على الطاولة.

هل ستحقق الثورة غايتها؟

نعم. رغم كلّ شيء هناك تغيّر في القيم. ستبنى القيم. وستنشأ قطّاعات معارضة حقيقية ليس لها صلة بالأحزاب الحالية .  

ستنجح الثورة . لأنّ الغاية منها هي بناء الإنسان. ذلك يحتاج لأجيال،  وكلّي أمل أنّ  الشعوب السورية يمكن أن تتجاوز هذه الكارثة،  تخلق من جديد روح التسامح و المحبة. وسيسعى السّوريون الشّرفاءإلى :

 ” سورية مدنيّة ديموقراطيّة حرّة “




جميع الحقوق محفوظة @ 2015 صـــوت الكـــــورد sawtalkurd .

التصميم من قبل Sawtalkurd | ألوان