صوت الكورد - إذاعة هولندا العالمية : هم .."مغاربة سوريا"، ذوو أعمار مختلفة، وأغلبهم ينحدرون من شمال المغرب على الحدود مع سبتة، رشيد وهبي ونور الدين أحمد من مدينة الفنيدق، تجربتان مختلفتان لشابين اثنين قررا الذهاب "للجهاد" في سوريا.
رشيد ونور الدين..إلى "الجهاد"
رشيد وهبي متزوج وأب لطفلين تركهما يتيمين بعد مقتله في سوريا. كان يشتغل سائق سيارة أجرة في مدينة سبتة إلى حين ذهابه للجهاد في سوريا عبر تركيا حتى وفاته.
وكمجموعة من الشباب المغربي الذين اختاروا الذهاب إلى سوريا بعد حثِّ خطباء وشيوخ السلفية على ذلك، في مساجد مدينة سبتة التي تعرف نوعا من التَّحرر وعدم الرقابة في المساجد واللقاءات ذات الطابع الدينيعلى الذهاب للجهاد في سوريا.
أخبار مغاربة سوريا أتت كذلك على لسان القادة الميدانيين للجيش الحر من خلال تصريحات تحدثت عن مشاركة متطوعين مغاربة في الحرب الدائرة في سوريا.
أما نور الدين ذو 16 سنة، فهو واحد من هؤلاء الشباب الذين قرروا الذهاب إلى سوريا دون سابق إنذار. حيث قدّم أبواه أحمد وثريا شكوى قبل عشرة أيام للتحقيق في قضية غياب ابنهما من البيت إلى حين تلقيهما مكالمة هاتفية منه من تركيا أخبرهما فيها بأنه ينوي الجهاد في سبيل الله في سوريا وكان ذلك آخر خبر توصلت به عائلة هذا الأخير.
المغاربة والجهاد..تاريخ قديم
للمغاربة تاريخ في التطوع من أجل الجهاد والمشاركة في الحروب ضد الأنظمة الديكتاتورية المستبدّة، فهناك من يسمون "مغاربة أفغانستان"، "مغاربة العراق"، "مغاربة الصومال"، "مغاربة مالي" و"مغاربة سوريا" في الوقت الراهن.
في حديث لإذاعة هولندا العالمية، يقول رضوان أولاد حموش (سائق سيارة أجرة) صديق أحد هؤلاء الذين ذهبوا للجهاد في سوريا والقاطن بمدينة سبتة "إن مجموعة من مغاربة سبتة ممن ذهبوا إلى سوريا، عَبَروا عبر تركيا، دون أن يتركوا أية إشارة أو خبر لذويهم عن وجهتهم المقصودة، الأمر الذي لا يستطيعون البوح به والحديث عنه خاصة أمام الإعلام والسلطات المغربية".
ضريف..المغرب يتحفظ على مشاركة شباب مغاربة في حرب سوريا
يقول الباحث المتخصص في الجماعات الإسلامية بالمغرب العربي محمد ضريف، "إن الموقف الرسمي المغربي للحكومة متحفظ دائما من مشاركة هؤلاء الشباب في الحرب التي تجري حاليا بسوريا، رغم مساندته للمعارضة السورية ومناهضته للنظام الأسدي".
"إن استقطاب المجاهدين قضية أمنية بامتياز رغم أن ظاهرة تجنيد المغاربة للقتال في سوريا هو أمر واقع، فهناك معطيات تفيد أن هناك العديد من المغاربة في السجون السورية." يضيف ضريف.
ويردف المتحدث "إن الأمر هنا لا يقتصر على المغاربة المتواجدين فوق التراب المغربي، بل وحتى المغاربة ذوي الجنسيات الأوربية الذين يتلقون تدريبات ومساندة من جماعات سلفية متواجدة في أوربا مثل تنظيم "الشريعة لبلجيكا".
ليختم الباحث كلامه بالتأكيد على عدم وجود إحصائيات دقيقة تُبيِّن عدد المقاتلين في الجيش الحر، لكن "عدد المشتبه بهم لا يتجاوز عشرة أشخاص".