عائدون بحلة جديدة

موقع قيد الانشاء

رصد حالات الإعاقة في كوباني، في محاولة لرسم أسس الحل لواقعهم


تقرير: جمعية هيفي الثقافية 

على الرغم من ان كلمة المعوقين تبعث نوعاً ما لدى بعض الأشخاص الى اعتبار هذه الفئة أما ناقصة عقلا أو جسمانيا فهي تدعو بالتالي الى منحهم العطف والمساعدة وهذا غلط من أساسه ذلك أن ما يحتاجه المعوقون هو تفهم مشاكلهم والعمل الجاد على ايجاد حلول لها في الاطار القانوني والنظامي فهم ليسوا بحاجة الى مساعدات استثنائية ولا الى عطف أي انسان.

وهل تدعوا الحاجة الى ذكر عظماء أثروا على مجتمعاتهم بل حولوا مجرى التاريخ وكانوا معوقين من منا لا يعرف في التاريخ أسماء أشخاص لامعة مثل أبي العلاء المعري وطه حسين وغيرهما من كبار الكتاب والشعراء الذين كانوا مكفوفين وبتهوفن الذي هو أكبر موسيقار في العالم كان أصما لا يسمع وهو ميروس الشاعر اليوناني العظيم الذي خلده الدهر بالآليات والأوديسة كان أعمى كذلك فان قائمة الأشخاص المعوقين في التاريخ كثيرون بين من سجلتهم الأحداث وبين من لم يحظوا بالدكر لكن من الأكيد أن الدي أفقده الطبيعة حاسة تعوضه بأحسن منها كما عبر ذلك فليسوف معاصر بقوله *ان الوظيفة تخلق العضو*

إنّ كلّ مُحاولةِ مُعالجة، أو مُتابعةِ قضايا ووقائع ومُجرياتِ حَياةِ ذَوي الاحتياجاتِ الخاصة لن تَكون سَهلَة، وخاصةً أننا سَنُواجَه بِعالمٍ عصيٍ على المُقاربة، يَنطوي عليهِ الكثيرُ من مَشَقاتِ التَفسيرِ والتأويل والتشخيصْ. فالعمل أكثر ما سيكون، مَبنياً على دراسات نفسية، جسدية، اجتماعية دقيقة، يتناول في حيثياته عدداً هائلاً من العَوارِض، والتَرَسُبات العَميقة المُتنامية بِفِعلِ عَدَم القدرة على فهم كلاسيكية الحل، وفن التعامل، مع فكرةِ النظرة الخاطئة الشائعة تجاه أركان بل وسكان هذا العالمْ!

تعتبر الإعاقة من الأمور التي قد تصيب الأطفال في عمر مبكرة وذلك نتيجةً لظروف وعوامل قد تكون وراثية أو بيئة مكتسبة أو لظروف مجتمعية. وهذا الأمر يشكل للكثير من الأسر مصدراً للقلق والخوف وبالتالي قد يفقدها الكثير من الأساسيات الواجب إتباعها وتطبيقها لرعاية وتنشئة هذا الطفل المعاق، الأمر الذي قد يؤدي إلى الوقوع في مصيدة عدم التقبل (الضمني أو المعلن ) من قبل الأسرة لهذا الطفل(أو العكس)، مما قد يدفع الآسرة إلى إيقاع الأذى بمختلف أشكاله على هذا الطفل المعاق، أو قد يسبب الطفل نفسه الأذى لنفسه.

وفي كوباني وحسب احصائية قمنا بها مؤخرا فإن عدد المعوقين المسجلين لدى إحدى جمعيات الإعاقة الخيرية( 650 اسم) فيما أكدت أحد الأعضاء أن عدد الغير مسجلين يصل إلى 400 إسم، بعضهم يتم تغيبهم بشكل مقصود عن المجتمع والجمعيات والبعض الآخر لم نستطع الوصول إليهم.

أن إدماج المعاق يكون أولا في الحياة الإجتماعية، من خلال تغيير النظرة السلبية للمعاق على أنه شخص عاجز وإنما النظر إلى كفاءته وقدراته، ثم في الحياة الإقتصادية بمساعدته في الدخول ككائن اجتماعي له مكانته في الأسرة قبل كل شيئ، فأغلب المتابعات جاءت من قيام العديد من الأسر التي يمكننا اعتبارها مثقفة( عائلات الأبوين بشهادات عالية) بإخفاء أطفالهم المعوقين كلياً عن المجتمع، هذا الأمر يشكل صدمة حقيقة فهو بالدرجة الأولى يقتل الروح الإنسان لدى هذا المعاق.

إذا المطلوب قبل كل شيئ العمل على بناء جمعيات أو منظمات تعنى بشؤونهم، وتحاول بناء قاعدة بيانات كاملة عن عددهم في المدينة والريف، بهدف رصد الواقع والمآل، فالجمعيات المنشئة قبلا في كوباني أغلبها ذا طابع خيري، وليست جمعيات مهنية، وهي غير قادرة على إعطاء العمل حقه، ومن هنا كانت ولادة جمعية هيفي للعناية بذوي الاحتياجات الخاصة من الناحية الثقافية والعمل على مشاريع مؤهلة بهدف إعداد دراسة كاملة عن واقع المعاقين وفرضيات الحاجة إلى حلول كفيلة بكسر حاجز الأمية، أو العزلة، أو التغييب الاجتماعي، ومحاولة دمجهم ثقافيا واجتماعيا وفق أسس ونظريات منهجية تتكل على صون حقوقهم التي سنتها الشرائع كافة….يتبع.






جميع الحقوق محفوظة @ 2015 صـــوت الكـــــورد sawtalkurd .

التصميم من قبل Sawtalkurd | ألوان